إسرتاتيجيات التكامل العمودي يف قطاع الصناعة

Transcript

1 و ازرة التعليم العالي و البحث العلمي جامعة محمد خيضر بسكرة كلية العلوم االقتصادية قسم العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير الموضوع إسرتاتيجيات التكامل العمودي يف قطاع الصناعة دراسة حالة :جممع صيدال مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير في تخصص: االقتصاد الصناعي العلوم االقتصادية : إعداد الطالب فريك يحي أ إش ارف االستاذ: الدكتور / غوفي عبد الحميد لجنة المناقشة : جامعة بسكرة أستاذ التعليم العالي مفتاح صالح أد / جامعة بسكرة أستاذ التعليم العالي أد / غوفي عبد الحميد جامعة بسكرة أستاذ محاضر رايس حدة د / جامعة المسيلة أستاذ محاضر برحومة عبد الحميد د / رئيسا مقررا ممتحنا ممتحنا 00 / الموسم الجامعي 0

2 احلمد و الشكر و املنة هلل تعاىل أوال و أخريا على نعمة التوفيق و سداد اخلطى ثم الشكر اجلزيل ملن قدم يل يد العون من قريب أو بعيد واخص بالذكر األستاذ الدكتور غويف عبد احلميد على جمهوداته و توجيهاته إلمتام هذا العمل املتواضع

3 الجداول فههرس الرقم عنوان الجدول الصفحة البدائل اإلستراتيجية المتاحة للمؤسسة التكامل العمودي في مقابل صفقات السوق 80-8 يوضح تقديرات الطلب على األدوية في الجزائر درجة التركز حسب Herschman et Herfindah 80 8 تطور إنتاج صيدال بين سنوات 80 8 تطور مبيعات صيدال خالل الفترة 80 8 النتائج المالية المحققة لمجمع صيدال بين سنوات 80 8 تطور الموارد البشرية لمجمع صيدال خالل الفترة صيدال يوضح أهم نقاط القوة والضعف للموارد البشرية في مججمعع 80-8 مؤشرات اإلنتاجية الكلية لمجمع صيدال 80-8 تطور التكاليف لمجمع صيدال خالل الفترة 80 8 نسبة العوائد الربحية لمجمع صيدال خالل الفترة األصناف العالجية وعدد األدوية لمجمع صيدال يوضح يوضح وصف شهادات ضمان الجودة المتحصل عليها من طرف مجمع صيدال لمجمع صيدال مقارنة بالمنافسين األهم يوضح سعر بيع دواء CARDITAL لمجمع صيدال مقارنة بالمنافسين األهم يوضح سعر بيع دواء CLOFENAL يوضح قياس درجة التكامل العمودي في مجمع صيدال النتيجة الصافية قبل و بعد التكامل العمودي يوضح قياس مؤشر درجة التكامل العمودي لألمام في مجمع صيدال اهم نقاط القوة و الضعف في مجال البيع و التوزيع لمجمع صيدال

4 األشكال فهه سرس الرقم عنوان الالشكل الصفحة األداء السلوك الهيكل النموذج SCP الطاقة الفائضة التكامل العمودي لزيادة كفاءة استخدام الطاقة احتكار الشراء كحافز للتكامل متوسط التكاليف منحنيات منحنيات السواء للمستهلك منحنى االنتاج في ظل قوى احتكارية منحنى طلب مشتق لعنصر االنتاج A منحنى دالة االنتاج X منحنى االنتاج المتساوي الهيكل التنظيمي لمجمع صيدال 80 8 تطور انتاج صيدال بالكميات بين سنوات 80 8 تطور مبيعات صيدال خالل الفترة 80 8 النتائج المالية المحققة لمجمع صيدال بين سنوات مجمع صيدال " مسار عملية تأهيل المؤسسات الجزائرية " القوى التنافسية لبيئة مجمع صيدال اإلستراتيجيتين التنافسيتين لمجمع صيدال دورة حياة منتجات تشكيلة مجمع صيدال مؤشر درجة التكامل العمودي VAS مؤشر درجة التكامل العمودي لألمام IVF خريطة قطاع الدواء حسب نموذج بورتر للمجموعات االستراتيجية

5 كلمة شكر المحتويات الصفحة فهرس الجداول و األشكال المحتويات الملخص المقدمة أ - جج الفصل األول : االستراتيجية في قطاع الصناعة تمهيد الفصل األول المبحث األول : ماهية االستراتيجية المطلب األول : تعريف االستراتيجية المطلب الثاني : خصائص االستراتيجية المطلب الثالث : اهداف االستراتيجية المطلب الرابع : اهمية االستراتيجية المبحث الثاني : استراتيجية المؤسسة في الصناعة المطلب األول : االطار النظري إلستراتيجية المؤسسة وفق نموذج SCP المطلب الثاني : السلوك االستراتيجي للمؤسسة في الصناعة المطلب الثالث : تحديد الخيارات االستراتيجية للمؤسسة المطلب الرابع : محاور االستراتيجية في قطاع الصناعة المبحث الثالث : البدائل االستراتيجية المطلب األول : االستراتيجيات العامة للمنافسة المطلب الثاني : استراتيجيات النمو المطلب الثالث : االستراتيجيات االنكماشية المطلب الرابع : االستراتيجيات التفاوض خالصة الفصل األول الفصل الثاني : استراتيجيات التكامل العمودي تمهيد الفصل الثاني المبحث األول : المقاربة النظرية لتكامل العمودي المطلب األول : تعريف التكامل العمودي المطلب الثاني : محفزات التكامل العمودي

6 المطلب الثالث : مقاييس التكامل العمودي المطلب الرابع : توجهات و خصائص التكامل العمودي المبحث الثاني : نظريات التكامل العمودي المطلب األول : نظرية اخفاق السوق المطلب الثاني : نظرية دورة الحياة لستيجلر المطلب الثالث : نظرية االعتماد التقني المتبادل و الاليقين المطلب الرابع : نظرية التحليل التعاقدي للعالقات العمودية المبحث الثالث : تحليل و تقييم التكامل العمودي المطلب األول : دوافع التكامل العمودي المطلب الثاني : التكامل العمودي للمحتكر المطلب الثالث : تقييم التكامل العمودي المطلب الرابع : التكامل العمودي كعائق دخول خالصة الفصل الثاني الفصل الثالث : أثر استراتيجيات التكامل العمودي على تنافسية مجمع صيدال تمهيد الفصل الثالث المبحث األول : مدخل لقطاع الصناعة الصيدالنية المطلب األول : تطور و مقومات الصناعة الصيدالنية المطلب الثاني : هيكل الصناعة الصيدالنية المطلب الثالث : واقع الصناعة الصيدالنية في الجزائر المطلب الرابع : عرض عام لمجمع صيدال المبحث الثاني : تحليل االستراتيجيات المنتهجة في مجمع صيدال المطلب األول : استراتيجية الشراكة في مجمع صيدال المطلب الثاني : االستراتيجيات التنافسية لمجمع صيدال المطلب الثالث : التحالفات االستراتيجية لدى مجمع صيدال المطلب الرابع : استراتيجيات التسويق في مجمع صيدال المبحث الثالث : استراتيجيات التكامل العمودي في مجمع صيدال المطلب األول : تطبيق استراتيجية التكامل العمودي على مجمع صيدال المطلب الثاني : تقييم استراتيجية التكامل العمودي في مجمع صيدال المطلب الثالث : دور استراتيجية التكامل العمودي في تعزيز تنافسية صيدال المطلب الرابع : التحليل المقارن لإلستراتيجيات خالصة الفصل الثالث الخاتمة المراجع

7 الملخص امل ل خص

8 الملخص ص المل خ هدفت هذه الدراسة إىل ابراز أثر اسرتاتيجية التكامل العمودي على تنافسية اجملمع الصناعي صيدال الذي يتميز بالريادة يف الصناعة الصيدالنية باجلزائر ألنه يسيطر على أزيد من االمجالية لإلنتاج احمللي مبعىن 56 من احلصة السوقية وكما أن هذا األخري أي االنتاج الوطين من الدواء ال يتجاوز 56 من احتياجات السوق اجلزائرية 76 أزيد من يتم استرياده من اخلارج مما جيعل جممع صيدال أمام حتدي و منافسة شرسة تستوجب تفعيل مجيع قدراته التنافسية سواء كان ذلك باستخدام االسرتاتيجيات احلديثة أو رفع درجة الكفاءة و اجلودة و االبتكار وكسب عمالء اضافيني لتحقيق ميزة تنافسية جديدة و تبني من النتائج املتحصل عليها أن إسرتاتيجيات التكامل العمودي تؤثر اجيابا على تنافسية اجملمع يف حالة تطبيقها بصورة جيدة و اختيار الظرف املناسب الذي حيقق له عوائد إضافية فإسرتاتيجية التكامل العمودي لألمام هي االنسب جملمع صيدال حبيث توفر له مراكز متعددة للبيع و التوزيع عرب كامل الرتاب الوطين و ترفع من حصته السوقية و يف األخري حتسن من وضعه التنافسي حمليا و دوليا الكلمات المفتاحية : اإلسرتاتيجية التكامل العمودي القدرة التنافسية اقتصاد صناعي الصناعة الصيدالنية

9 الملخص Résumé Cette étude visait à mettre en évidence l'impact d'une stratégie d'intégration verticale sur la compétitivité du Groupe SAIDAL qui est caractérisé par un leadership dans l'industrie pharmaceutique en Algérie Il domine plus de 65 de la part de marché de la production nationale totale, et la production nationale du médicament ne répond pas à la fois aux besoins de 5 % du marché algérien et les 7 % autres étant importés de l'étranger Le Groupe SAIDAL fait le défi d'une concurrence féroce et nécessite l'activation de toute sa compétitivité, que ce soit en utilisant des stratégies modernes ou d'augmenter l'efficacité, la qualité, l'innovation et gagner de nouveaux clients pour atteindre un nouvel avantage compétitif Et montrent les résultats obtenus par les stratégies d'intégration verticale une incidence positive sur la compétitivité du Groupe SAIDAL si elle est appliquée correctement et en choisissant le temps approprié, ce qui lui apporterait des revenus supplémentaires La stratégie d'intégration verticale de l'avant sont les mieux adaptés à Groupe SAIDAL de manière à fournir de multiples stations de vente et la distribution à travers tout le territoire national et augmenter sa part de marché, et dans le second améliore la position concurrentielle au niveau local qu'international Les mots clés : la stratégie l'intégration verticale la compétitivité l'économie industrielle l'industrie pharmaceutique ABSTRACT This study aimed to highlight the impact of a vertical integration strategy of the Complex SAIDAL competitiveness which is characterized by leadership in the pharmaceutical industry in Algeria Because it dominates over 65 of the market share of the total domestic production that doesn't cover the drug of 5 of the needs of the Algerian market in the direction that 7 is imported from abroad leading the Complex SAIDAL to a challenge of fierce competition and require the activation of any competition, whether modern or using strategies to increase efficiency, quality and innovation, and gain additional customers to achieve new competitive advantage Moreover, the results obtained by vertical integration strategies show a positive impact on the Complex SAIDAL competitiveness if applied correctly and time chosen appropriately, which would bring additional revenue The previous vertical integration strategies are best suited to Complex SAIDAL so as to provide multiple stations sale and distribution throughout the country and increase its market share, and to improve the competitive position locally and internationally Keywords : strategy - vertical integration - competitiveness - industrial economy - the pharmaceutical industry

10 المقدمة امل ق ق د دمم ة أ

11 المقدمة تمهيد : يعتبر القطاع الصناعي من أهم القطاعات اإلنتاجية لما له من دور هام في التنمية االقتصادية لذلك أصبح تطويره هدفا رئيسيا للدول النامية من أجل تحقيق معدل عال للنمو و خلق فرص كبيرة للعمل و ارتفاع الدخل القومي و ما يشهده العلم في الوقت ال ارهن من توجه نحو اقتصاد السوق المفتوح و تحالف الشركات الكبرى تحت مظلة االتحادات االقليمية و الدولية وسيطرة منظمة التجارة العالمية على أغلب المبادالت التجارية العالمية األمر الذي أدى بالمؤسسات المحلية و على وجه الخصوص الج ازئرية إلى السعي نحو العالمية لضمان استم اررها و توسيع حصصها السوقية باالعتماد على تغيير است ارتيجياتها حسب الظروف البيئية والمستجدات الدولية وكذا تعزيز مجاالت تنافسيتها من خالل التركيز على الجودة والكفاءة العالية وتنويع منتجاتها و االهتمام بالتكنولوجية وترقية الموارد البشرية و لكي يكون هذا القطاع أكثر تنافسيا وجب انتهاج سياسات حكومية داعمة تعتمد أساسا على اختيار اإلست ارتيجية المالئمة للظروف المحيطة من جهة وشدة المنافسة المحلية و الدولية من جهة أخرى و الصناعة الصيدالنية في أي دولة تكتسي أهمية بالغة لما توفره من إمكانيات كبيرة سواء كان ذلك في تعزيز القدرة التنافسية للدولة أو االرتقاء بالتنمية االقتصادية الشاملة اإلشكالية : تواجه مؤسسات قطاع الصناعة الصيدالنية الج ازئرية و باألخص مجمع صيدال منافسة شديدة جدا على المستويين المحلي و العالمي مما يتطلب اتخاذ است ارتيجيات حديثة و من أبرز هذه اإلست ارتيجيات هو التكامل العمودي لذلك نطرح اإلشكال اآلتي : ما مدى تأثير است ارتيجيات الج ازئرية " مجمع صيدال " التكامل العمودي على تنافسية مؤسسات الصناعة الصيدالنية و لإلجابة عن هذا اإلشكال نقوم بتجزئته إلى أسئلة فرعية تتمثل في : أوال ما هي الخلفية النظرية للتكامل العمودي ثانيا كيف يتم قياس درجة التكامل العمودي في قطاع الصناعة ثالثا ما هي دوافع و مبر ارت التكامل العمودي ب

12 المقدمة ما تأثير اربعا است ارتيجيات التكامل العمودي على المجمع تنافسية الصناعي صيدال فرضيات : الد ارسة و انطالقا من اإلشكالية المطروحة أعاله يمكن االعتماد على الفرضيات اآلتية : التكامل العمودي هو أحد الركائز التي تأثر و تساهم في هيكل الصناعة يقاس درجة التكامل العمودي بعدة طررق أهمهرا و أشرهرها حسراب نسربة القيمرة المضرافة إلرى المبيعرات و عن طريق درجة االعتماد على السوق يترترب علرى اختيرار إسرت ارتيجية التكامرل العمررودي عردة ايجابيرات و سرلبيات حسرب الظرروف المحيطررة بالصناعة است ارتيجيات التكامل العمرودي ترؤثر ايجابيرا علرى تنافسرية مؤسسرات الصرناعة الصريدالنية و براألخص مجمع صيدال مما يشكل له حاف از لمواجهة ضغوطات المنافسين و تحسين وضعه في سوق الدواء المنهج المتبع : نعتمد في هذه الد ارسة على المنهج الوصفي لعرض نظريرات اسرت ارتيجيات التكامرل العمرودي و مبر ارتره من جهة و استخدام التحليل االحصائي لقياس درجة التكامل العمودي في الصناعة الصيدالنية الج ازئرية " مجمع صيدال " من جهة ثانية وفري االخيررر نلجررأ إلررى اسررتخدام المررنهج المقررارن حيرا نقررارن بررين بعررض االسررت ارتيجيات المنتهجررة مررن طرف مجمع صيدال و كيفية االستفادة منها و الحصول على عوائد و أرباح معتبرة نسبيا حدود الد ارسة : حررددت هررذه الد ارسررة باإلطررار المكرراني و الزمرراني امررا فيمررا يخررص اإلطررار المكرراني فيتعلررق بررالمجمع الصرررناعي صررريدال أخرررذ كعينرررة مرررن المؤسسرررات الصرررناعة الصررريدالنية الج ازئريرررة و أمرررا بالنسررربة لإلطرررار الزمني فقد حددت الفترة الزمنية من 500 إلى غاية 5000 كفترة لتحقيق أهداف الد ارسة الد ارسات السابقة : و من بين الد ارسات التي تم تناول فيها هذا الموضوع أو جزء منه : ت

13 المقدمة * د ارسة التكامل العمودي في القطاع البترولي " سروناط ارك " حيرا درس الباحرا فيهرا االنشرطة الخلفيرة ( نشاط المنبع ) و الذي يخص نشاطات التنقيب و االستثمار و انتاج منابع النفط و النقل عبر االنابيرب و االنشطة األمامية ( نشاط المصب ) الذي يغطي انشطة التمييع و التكرير و البتروكيماويات صراحب الد ارسة قرشي العيد واقع أداء قطاع المحروقات الج ازئرري فري ظرل الشر اركة األجنبيرة مرذكرة ماجسرتير اقتصاد صناعي سنة 5000 * د ارسة أخرى تناولت التكامل العمودي و االداء االقتصرادي فري الصرناعة التحويليرة الفلسرطينية للبراحثين باسررل مكحررول و نصررر عطيرراتي فرري مجلررة الجامعررة االسررالمية غررزة المجلررد 05 العرردد 05 ص ص 0 0- يونيو 500 حيا درسرت أهميرة التكامرل العمرودي و دوره فري تعزيرز القردرة التنافسرية لقطراع الصناعة التحويلية في فلسطين برغم مرن هرذه الد ارسرات فيبقرى موضروع الد ارسرة محرل بحرا متواصرل لرذلك ارتأينرا أن نعررج علرى أثرر است ارتيجية التكامرل العمرودي فري تعزيرز تنافسرية المؤسسرات الصرناعية و براألخص فري القطراع الصريدالني من أجل أث ارء المادة العلمية في مجال االقتصاد الصناعي أهمية و أهداف البحث : تهرردف هررذه الد ارسررة إلررى قيرراس درجررة التكامررل العمررودي فرري الصررناعة الصرريدالنية الج ازئريررة و معرفررة حجرررم ترررأثير إسرررت ارتيجية التكامرررل العمرررودي علرررى تنافسرررية مجمرررع صررريدال الرررذي يعتبرررر مرررن أهرررم مؤسسرررات الصررناعة الصرريدالنية الج ازئريررة و باإلضررافة إلررى معرفررة القرردرة التنافسررية الترري يكتسرربها المجمررع فرري ظررل انتهاجه لإلست ارتيجيات المتاحة أمررا بالنسرربة ألهميتهررا فررتكمن فرري إعطرراء حلررول إضررافية و مناسرربة للمؤسسررات الصررناعة الصرريدالنية الج ازئرية من خالل انتهاج است ارتيجيات متنوعة لتعزيز قدرتها التنافسية و تحقق لها النمو و االستم اررية مبر ارت اختيار الموضوع : إن االرتباط الوثيق لهذا الموضوع باالقتصاد الصناعي كل حيثياته و السيما الصناعية ث دفعنا إلى التطرق لد ارسته و إلى تشخيص است ارتيجيات التكامل العمودي كأحد االست ارتيجيات المنتهجة في المؤسسة و من أهم الدوافع المحفزة : ارتباط الموضوع بالتخصص و قلة التطرق له في االقتصاد الصناعي الشعور بأهمية الموضوع ألن است ارتيجية التكامل العمودي تعتبر أحد الحلول المتاحة للمؤسسة الصناعية لتعزيز قدرتها التنافسية

14 المقدمة تسليط الضوء على أحد است ارتيجيات التوسع و النمو في قطاع الصناعة محاولة التعريف بالتقنيات الحديثة و اآلليات المستخدمة في توجه مؤسسات الصناعة الصيدالنية لكسب م ازيا تنافسية من خالل انتهاج است ارتيجيات مستحدثة هيكل الد ارسة : و لإللمام بجوانب هذا الموضوع تم تقسيم الد ارسة إلى جزئيين رئيسيين إحداهما تناول الجانب النظري الست ارتيجيات التكامل العمودي في قطاع الصناعة و األخر تم التطرق فيه إلى الد ارسة التطبيقية من خالل استخدام التحليل اإلحصائي لتقدير تأثير است ارتيجيات التكامل العمودي على تنافسية مجمع صيدال و في الختام تم استخالص النتائج و التوصيات المهمة النتهاج إست ارتيجية التكامل العمودي في قطاع الصناعة الصيدالنية ككل من أجل تعزيز القدرة التنافسية في األسواق المحلية و الدولية و لتحقيق أهداف الد ارسة و معالجة مشكلتها بصورة علمية فقد تم تقسيمها إلى ثالا فصول : بالنسبة للفصل األول الذي يعتبر كمدخل و تمهيد للموضوع حيا نتناول فيه االست ارتيجية في قطاع الصناعة من خالل ثالا مباحا أساسية تمثلت في د ارسة ماهية االست ارتيجية ثم الخوض في إست ارتيجية المؤسسة في الصناعة و ختاما للفصل تم التطرق للبدائل االست ارتيجية أما فيما يخص الفصل الثاني فقد شمل صلب الموضوع أي است ارتيجيات التكامل العمودي في ثالا مباحا كذلك و هي المقاربة النظرية للتكامل العمودي و من ثم الشروع في نظرياته ووصوال في نهاية لتحليل و تقييم التكامل العمودي وأخي ار في الفصل الثالث كانت الد ارسة التطبيقية لتأثير است ارتيجيات التكامل العمودي على تنافسية مجمع صيدال و يحوي ثالا مباحا أيضا بدأ بمدخل لقطاع الصناعة الصيدالنية ثم تحليل االست ارتيجيات المنتهجة في مجمع صيدال و ختاما بإست ارتيجيات التكامل العمودي في مجمع صيدال ج

15 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة الف ص ل : األ ول اإلسرتاتيجية يف قطاع الصناعة

16 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة تمهيد الفصل األول : يحظى قطاع الصناعة في أي دولة باهتمام بالغ نظ ار ألنه القطاع الذي يجسد و يوظف المي ازت النسبية لهذه الدول لما يهدف إليه من تنويع القاعدة الصناعية و االقتصادية و حماية االقتصاد المحلي من التقلبات العالمية في أسعار النفط و الغاز بما يضمن استق ار ار و نموا متوازنا لكافة المؤش ارت االقتصادية وقد انطوت اإلست ارتيجية على أهداف طموحة وتهدف اإلست ارتيجية في قطاع الصناعة أي اإلست ارتيجية الصناعية إلى تحقيق نقلة نوعية و حقيقية في العديد من الجوانب أهمها تطوير تقنيات اإلنتاج و تنويع المنتجات الصناعية نقل و توطين التكنولوجية المناسبة وكذا تطوير المها ارت الالزمة للنهوض بالقطاع الصناعي هذا من الجانب المباشر أما بالنسبة للجانب الغير مباشر فهو استقطاب االستثما ارت بنوعيها الوطني و األجنبي من أجل زيادة القيمة المضافة للصناعات المستهدفة باإلضافة إلى بناء قواعد معلومات صناعية تحقق التشابك والتكامل الصناعي مما يؤدي إلى تحفيز تنوع الصناعات ذات الميزة النسبية و الصناعات المكملة لها من خالل استغالل اإلست ارتيجية المتاحة و المناسبة لها وسنحاول في هذا الفصل د ارسة اإلست ارتيجية في قطاع الصناعة الصيدالنية من خالل التطرق للمباحث اآلتية : * المبحث األول : ماهية اإلست ارتيجية * المبحث الثاني : إست ارتيجية المؤسسة في الصناعة * المبحث الثالث : البدائل اإلست ارتيجية

17 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة المبحث األول : ماهية اإلست ارتيجية بالرغم من تنوع مقاربات الباحثين في مجال اإلست ارتيجية إال أن تفسير العوامل المرتبطة باتخاذ الق ار ارت الالزمة لوضع المؤسسة الصناعية في مكان ريادي و قابل للتنافس و حسب المفكر االقتصادي بورتر Porter فإن هناك ثالث بدائل إست ارتيجية متاحة أمام هذه المؤسسة الصناعية مما يفرض عليها تبني إحداها أو الت ازوج مثنى مثنى أو اختيار خليط من هذه االست ارتيجيات حسب األهداف المسطرة و الم ارد تحقيقها من جهة وحسب التشخيص للبيئة الداخلية والخارجية التي تنشط فيها هذه المؤسسة من جهة ثانية و للتعرف على كيفية الوصول إلى الخيار االست ارتيجي األنسب تم تخصيص هذا المبحث لد ارسة أهم الم ارحل المتاحة للمؤسسة الصناعية لتحقيق ذلك المطلب األول : تعريف اإلست ارتيجية استخدمت كلمة " اإلست ارتيجية " منذ زمن بعيد في المجال العسكري وتعني " فن القيادة الحربية " عند اليونانيون " النصر في المعركة " أي كيف يستغل القائد العسكري كل العوامل المحيطة به من أجل ضمان strategos و قد انتقل هذا المصطلح إلى مجال األعمال ( االقتصاد و السياسة ) في بداية القرن الماضي مما جعل معظم المؤسسات االقتصادية الكبرى إلى استخدام الخطط اإلست ارتيجية إلفتكاك مكانة وحصة سوقية معتبرة في السوق العالمية و كما أنه هناك العديد من التعاريف لهذا المصطلح باختالف وجهات النظر و في الحقيقة يتوقف المعنى المقصود باإلست ارتيجية على التعريف الذي يتم قبوله فمن الناحية اللغوية فتعرف على أنها " خطة أو سبيل العمل و الذي يتعلق بجانب يمثل أهمية دائمة للمنظمة ككل " أما من الناحية العلمية فمفهومها يختلف عن ذلك بكثير : " اإلست ارتيجية ترتكز على تحديد األهداف والمقاصد على المدى الطويل * تعريف Chandler لمؤسسة تبني وسائل الفعل وتخصيص الموارد من اجل بلوغ أهدافها " : " اإلست ارتيجية هي خطط و أنشطة المنظمة التي يتم وضعها بطريقة تضمن خلق * تعريف Thomas درجة من التطابق بين رسالة المنظمة و أهدافها بين هذه الرسالة و البيئة التي تعمل فيها بصورة فعالة و ذات كفاءة عالية " 3 3 ثابت عبد الرحمان إدريس اإلدارة اإلستراتيجية مفاهيم ونماذج تطبيقية دار النشر للثقافة مصر سنة 600 ص 6 نبيل محمد مرسي أحمد عبد السالم سليم اإلدارة اإلستراتيجية أبو الخير للطباعة و التجليد اإلسكندرية سنة 600 ص 7 المرجع ا قلساب ص 7 3

18 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة أي أنه يعني أن اإلست ارتيجية تصف طرق تحقيق المنظمة ألهدافها مع األخذ في االعتبار التهديدات و الفرص البيئية و الموارد و بدرجة بالغة على 3 اإلست ارتيجية اإلمكانيات تمثلت في : الحالية لهته المنظمة فهذا المفهوم يفسر ثالث عوامل تؤثر البيئة الخارجية و متغي ارتها االقتصادية و االجتماعية و السياسية و التكنولوجية الموارد و اإلمكانيات الداخلية خاصة فيما يتعلق بالهيكل التنظيمي للمنظمة األهداف التي تحددها المنظمة و تسعى النجازها ضمن زمني محدد ومنه فاإلست ارتيجية في أغلب األحيان توضح كيفية التنافس للمنظمة في مجال األعمال برغم من عدم ثبات البيئة Ansof أما * فيرى أن اإلست ارتيجية هي " أما * بحيث تتسم الظروف التي يتم فيها اتخاذ الق ارر بجزء من عدم المعرفة تلك الق ار ارت التي تهتم بعالقة المنظمة بالبيئة الخارجية على عاتق إدارة المؤسسة عبء تحقيق تكيف المنظمة بهذه التغي ارت البيئية " Mintzberg فيرى أن اإلست ارتيجية هي " مجموعة من الق ار ارت التنظيمية التي تتعلق بالبيئة " القوة الوسيطة بين التنظيم المنظمة للتكيف مع بيئتها من خالل مجموعة الق ار ارت التي تتخذها اإلدارة أو عدم التأكد فمن هنا يقع و البيئة و أنماط متالئمة في لذلك فاإلست ارتيجية هنا إنما هي أداة تستخدمها * فإن اإلست ارتيجية كما ي ارها Brown & Connor هي : " تحديد و تقييم المسا ارت البديلة لتحقيق رسالة أو هدف محدد من ثم اختيار البديل المناسب اإلست ارتيجية هي " ويشير كل من Zimmerman & Tregoe " : * على أن تصور المنظمة لما تريد أن تكون عليه في المستقبل و ليس كيفية وصول المؤسسة إلى هذا الوضع و اإلست ارتيجية هي اإلطار المرشد لالختيا ارت التي تحدد طبيعة منظمة ما و اتجاهها وارتباط هذه االختيا ارت بمجال المنتجات أو الخدمات و األسواق و وتخصيص الموارد في المنظمة " ويرى يونس إب ارهيم حيدر أن اإلست ارتيجية " القد ارت الهامة و النمو و العائد ليست حل المشاكل المطروحة بل مهمتها إعادة تنظيم الحالة أو الوضع بشكل يجعل المشاكل التي سوف تظهر قابلة للحل و عليه فإن قلب اإلست ارتيجية وجوهرها هو الفعل التحكم فيها و السيطرة عليها " أو العمل و يحمل الفعل معنى الق ارر حيث تتخذ الق ار ارت بخصوص متغي ارت يمكن وكحوصلة لما طرح سلفا من تعاريف و مفاهيم حول اإلست ارتيجية فهي عبارة عن مجموعة من الق ار ارت المتخذة من طرف المنظمة بهدف تحقيق ميزة تنافسية تضمن لها موارد مادية وبشرية متاحة ومتغي ارت بيئية تتكيف معها باستم ارر نموا وتوسعا واستم اررية وفق 4 أبو قحف عبد السالم اإلدارة اإلستراتيجية وإدارة األزمات دار الجامعية الجديدة للنشر اإلسكندرية مصر سنة رحيم حسين استراتيجية المؤسسة دار بهاء الدين للنشر و التوزيع قسنطينة سنة 6007 ص ص 7

19 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة المطلب الثاني : خصائص اإلست ارتيجية من خالل التعريف المذكورة أنفا يمكن استخالص أهم الخصائص التي تتمتع بها اإلست ارتيجية وتتمحور فيما يلي الشمولية : : إن اإلست ارتيجية هي انتهاج المؤسسة لسلوكيات شاملة على المدى المتوسط و الطويل اتجاه المحيط الذي تنشط فيه مما يجعل الق ارر اإلست ارتيجي مدمج بعدة عوامل مالية تجارية تقنية اجتماعية و حتى سياسية يخلص إلى تحقيق جملة من األهداف االستم اررية 6 االلت ازم التوسع النمو الربحية : : إن التخاذ الق ارر االست ارتيجي أثار عميقة و طويلة األمد تفسرها شموليتها و تعدد أبعادها فتكون اإلست ارتيجية الت ازما على المؤسسة حيث ترسم الخطوط العريضة لتطورها و نموها فقد أعتبر Ansoff الق ار ارت اإلست ارتيجية أشعة Vecteurs لنمو المؤسسة على المدى المتوسط و الطويل فهي مسار تطور المؤسسة وعلى درجة ضعيفة من االرتداد يبقى أثرها لفترة طويلة و يصعب تغييرها بدون تكلفة عالية إذا ما قورنت بالق ار ارت التشغيلية : 7 المرونة على عكس الق ار ارت التشغيلية فإن الق ارر االست ارتيجي يتعامل مع الزمن و المحيط كمتغي ارت ال ثوابت و يجعلهما في قلب عملية اتخاذ الق ارر فاإلست ارتيجية فعل و رد فعل في آن واحد على المستجدات التي تط أر على المحيط و الق ار ارت اإلست ارتيجية تعمل على تصويب اتجاه المؤسسة بحيث تصبح أكثر موائمة و تكيف مع المتغي ارت اآلنية و المتوقعة للمحيط مما يستوجب توفر عنصر المرونة لمواجهة ظروف عدم التأكد ففاعلية اإلست ارتيجية تتوقف على حد كبير على مرونتها ويقصد بالمرونة قابلية اإلست ارتيجية للتعديل على ضوء ما يستجد من الظروف و التغي ارت المستقبلية التي لم تكن متوقعة فكلما ازد عدم التأكد ازدت الحاجة إلى توفر عنصر المرونة في الق ار ارت اإلست ارتيجية اإلست ارتيجية مرنة إذا كان من الممكن تغييرها أو تعديلها بتكلفة معقولة لمواجهة المستجدات 4 الوضعية المالئمة : و يمكن الحكم على الوضعية المربحة للمؤسسة ويمكن اعتبار فالوضعية هي المعيار الذي من خالله يستطيع العمالء التمييز بين مؤسسة و أخرى في أسواق تحتدم فيها المنافسة فتسعى اإلدارة اإلست ارتيجية إلى زيادة رضاء العميل و محاولة جذبه إلى المؤسسة و ذلك عن طريق زيادة المنافع المقدمة له مع زيادة درجة إشباعه فتهدف الق ار ارت وتكون على ثالث مستويات على المستوى االقتصادي اإلست ارتيجية المستوى االجتماعي و السياسي بالنسبة للمجتمع وأخي ار على المستوى الداخلي عادة إلى إضافة ميزة تنافسية جديدة بالنسبة لمنافسيها في نظر عمالئها و على بالنسبة لهيكلها التنظيمي Kotler P, et B Dubois, Management, Paris, public Union édition, 0 éme édition, 000, p 5

20 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة المطلب الثالث : أهداف اإلست ارتيجية و مبادئها أهداف اإلست ارتيجية هي مجموع الغايات المطلوب الوصول إليها على مدى معين و محدد سلفا وترتبط ارتباطا وثيقا برسالة المؤسسة الصناعية مما يجعلها تعتمد على بعض الخصائص أبرزها أن تكون : محددة و قابلة للقياس و الم ارجعة كما يمكننا أن نلخص أهدافها فيما يلي مواكبة تغي ارت المحيط : حيث يتعين على المؤسسة التفكير في توجيه نشاطها و أهدافها ثم تخصيص ) مواردها بالنظر إلى فرص المحيط و تهديداته ( المحيط االقتصادي أو االجتماعي وفي مواجهتها لهذا المحيط المتقلب يجب على المؤسسة التكيف المستمر واتخاذ الق ار ارت المناسبة مع م ارعاة نقاط القوة والضعف من جهة وحدة المنافسة من جهة أخرى البحث عن التنافسية : من الواجب اتخاذ إست ارتيجية تمكن المؤسسة من الوصول إلى أفضل سعر لمنتجاتها سعر منافس ويحقق األرباح المرجوة من خالل التسيير العقالني لمواردها و مها ارتها ألن التنافسية في النظرية الكالسيكية لألسعار تعبر عن القدرة على بيع ما تنتجه المؤسسة آلجل طويل مع تحقيق ربح أي القدرة على االستجابة لحاجات العمالء مع تحقيق الربح المطلوب النمو : 3 يعتبر هذا الهدف أهم ركن في اإلست ارتيجية فالنمو يعني تحقيق الفوز على المنافسين وزيادة قيمة المؤسسة في السوق من خالل ارتفاع حصتها السوقية و حصولها على زبائن جدد مما يؤدي بها إلى النمو و التوسع في األسواق المحلية و الدولية أما بالنسبة لمبادئها فتمثلت في : السرعة التي هي أساس عملية المنافسة مما يستوجب من المؤسسة المناورة و تركيز اإلست ارتيجية التسويقية في السوق بالسرعة الالزمة لكسب أكبر قدر ممكن من الربح و بأقل تكلفة في أقصى فترة زمنية و ذلك من خالل التكنولوجية الجديدة الموجهة لتطوير المنتجات و التنظيم الفعال لإلست ارتيجيات المختلفة التي تشكل الخطر الكامل للمنافسين 6 النهج الغير مباشر والهدف منه هو االلتفاف على النقاط القوية للمنافسين و التركيز على نقاط ضعفهم من أجل اغتنام الفرص المتاحة في السوق مع وجود ميزة تنافسية للمؤسسة وبناءا على هذا يمكن الحصول على فوائد كبيرة من خالل استخدام هذا النهج كتحسين العالقات مع الموردين و الزبائن ويتلخص هذا النهج في : - البحث عن القطاعات الناشئة من خالل تحليل التنافسية نبيل محمد مرسي أحمد عبد السالم سليم مرجع سبق ذكره ص 6

21 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة : - تحديد الميزة التنافسية التي ترتكز على السعر المنتج الترويج أو التوزيع - استخدام تقنيات المناورة لعرقلة و تضليل المنافسين - التحرك نحو توسيع السوق و زيادة الحصة السوقية 3 التركيز وهنا نركز على نقطتين أساسيتين وهما : أ- توجيه الموارد نحو القطاع الخاص في السوق ب- التركيز على نقاط قوة المؤسسة ونقاط ضعف المنافسين و ذلك باستخدام تحليل التنافسية مع األخذ بعين االعتبار تحليل المحيط الداخلي و الخارجي للمؤسسة 4 الهدف البديل ويستند على ما يلي - تنفيذ اإلست ارتيجية بنجاح و ذلك من خالل تطبيق الهدف البديل و التركيز عليه - األهداف البديلة تتيح ما يكفي من المرونة في استغالل الفرص التي تنشأ في السوق من خالل تصميم عدد هام من األهداف و التي يمكن استخدامها تبعا للظروف - األهداف البديلة تبقي المنافسين في حالة مبهمة أي أن المؤسسة تكون قادرة على كشف نوايا المنافسين من جهة والتركيز على الهدف الذي يوفر أفضل فرص نجاحها من جهة ثانية 5 اختالل توازن المنافسة و الهدف منه هو الحد من المنافسة و المقاومة الشرسة التي تواجهها المؤسسة في الصناعة ويرتكز على المبادئ السابقة المطلب ال اربع : أهمية اإلست ارتيجية و يتسم المناخ الدولي في القرن الواحد و العشرين بتعدد و تنوع التحديات التي تواجه المؤسسات الصناعية في ظل األوضاع االقتصادية المتجددة و تغير في بيئة األعمال و نقص الموارد و احتدام المنافسة األمر الذي يدعو أن تكون هذه المؤسسات أكثر مرونة و تكيفا وما يفرض عليها انتهاج مدخل است ارتيجي ألخذ مكان على خريطة العالم الصناعي الجديدة مما يتطلب منها ابتكار خطط إست ارتيجية تواكب كل الظروف و تحقق نموا و واستم ارريتها توسعا من أجل بقائها فقد أصبح على المؤسسات اليوم إذا أ اردت االستم اررية و النمو أن تنتهج إست ارتيجية طويلة األجل لمواجهة كل التغي ارت الطارئة للمحيط و التهديدات الممكنة من طرف المنافسين فال الذكاء و ال التجربة كافيان إلعداد خطط نمو و توسع و ال يمكن االعتماد عليها فقط بل يتعدى ذلك بكثير أي يستلزم توفر إست ارتيجية تأخذ بعين االعتبار المحيط المتقلب و المنافسة الشديدة و قدرة المؤسسة على التأقلم 7 إسماعيل محمد السيد اإلدارة اإلستراتيجية " مفاهيم و حاالت تطبيقية " الدار الجامعية اإلسكندرية مصر سنة 6000 ص 77

22 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة و كما يمكن توضيح أهمية اإلست ارتيجية في النقاط اآلتية : - تعطي الخطة اإلست ارتيجية أهداف و توجهات واضحة للمستقبل - تحقيق أفضل مردود للمؤسسة في فترة زمنية محدودة نسبيا - التعرف على المتغي ارت الطارئة على البيئة مما يساعد المؤسسة على المرونة و اتخاذ الق ار ارت الالزمة لذلك - تنظيم و تأطير جميع الق ار ارت المتعلقة باتجاهات المؤسسة نحو المنافسة - تمكن الخطة اإلست ارتيجية متخذي الق ارر داخل المؤسسات من تحقيق الفعالية و الكفاءة الالزمة لنجاح المهمة الملقاة على عاتقهم أبو قحف عبد السالم مرجع سبق ذكره ص 66 8

23 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة المبحث الثاني : إست ارتيجية المؤسسة في الصناعة تتمتع أي مؤسسة تنشط في مجال صناعي ما بإست ارتيجية خاصة بها تصيغها حسب ظروف البيئة الداخلية و الخارجية و اعتمادا على إمكانياتها المادية و البشرية إال أنها في أغلب األحيان تستخدم هذه المؤسسات منهج تحليل االقتصادي الصناعي الحديث الذي يعتمد أساسا على النموذج " SCP هيكل سلوك أداء " في تحديد اإلست ارتيجية المناسبة للمؤسسة من أجل تعزيز قدرتها التنافسية و زيادة حصتها السوقية لتحقيق األهداف المسطرة و المتمثلة في النمو و التوسع و كذلك استم ارريتها في نشاطها الصناعي " SCP " المطلب األول : اإلطار النظري إلست ارتيجية المؤسسة وفق نموذج حسب النظرة الحركية للمؤسسات التي تعمل في صناعة معينة تقوم باتخاذ ق ار ارتها اإلست ارتيجية في بيئة مستقرة ال تستجيب للتغي ارت بمعنى ال تتأثر بإست ارتيجية المؤسسة والعوامل التي لها تأثير على ق ار ارتها وفق هذه النظرة تتمثل في بيئتها الداخلية وفي هذا السياق فإن نفس اإلج ارءات يعاد تك اررها من طرف المؤسسات من أجل الحصول على نفس النتائج ألن البيئة مستقرة وعليه كان البد من التوصل إلى طرح أسلوب علمي يحاول شرح الطريقة التي تعمل وفقها الصناعة لكن يمكن أن يكون لهذا األسلوب أثر سلبي على الفهم الصحيح للحركية الديناميكية الحقيقية للصناعة وبالتالي عدم التمكن من فهم والتحكم في اإلست ارتيجيات التي تعمل وفقها المؤسسات وكذا النتائج المتوقعة من هذه اإلست ارتيجيات و وفقا لهذه المنهجية الحركية فإننا يمكن أن نتبع أسلوب تكتيكي يمكننا من النظر إلى المؤسسات التي تكون صناعة معينة على أنها نظام يتميز بالخصائص التالية : هو عبارة عن مجموعة من الوحدات والعالقات منظمة وفقا للهدف الم ارد منها له ديناميكية ذاتية وهو مفتوح على النظم األخرى و يالحظ من هذا التعريف المنهجي للصناعة على أنها عبارة عن مجموعة من المؤسسات تتميز بما يلي : ليس لها نفس الحجم كلها ليس لها جميعها نفس الهدف لكل مؤسسة قواعد عمل معينة تختلف عن القواعد التي تتبعها المؤسسات األخرى وتختلف هذه المؤسسات أيضا من حيث النظم الداخلية و ال يمكن لهذه المؤسسات أن تدخل في عالقات خاصة مع بعضها البعض ألنها تنتج نفس المنتجات أو تقدم نفس الخدمات وتعرضها في سوق واحدة والعالقات القائمة بين هذه المؤسسات عبارة عن حالة معينة من المنافسة و هذه المنافسة القائمة بين المؤسسات هي المشكلة للقوانين التي تعمل وفقها الصناعة كنظام وكلمة هيكل الصناعة تعنى حالة المنافسة القائمة مع ربط المؤسسات ببيئتها وفق عالقات معينة سواء تعلق األمر بالبيئة العامة أو البيئة الخاصة التي تحدد من خالل تقنيات 9 مدحت كاظم القريشي االقتصاد الصناعي دار وائل للنشر األردن سنة 6007 ص 6 د عبد الغفور حسن كنعان المعماري اقتصاديات اإلنتاج الصناعي الطبعة األولى دار وائل للنشر األردن سنة 600 ص 7

24 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة اإلنتاج أو من خالل محددات الطلب على السلع أو الخدمات الخاصة بالصناعة المعنية والعوامل التي تدخل ضمن البيئة العامة والخاصة هي التي تمثل الشروط األساسية وفي هذا السياق فإن إست ارتيجيات المؤسسات المهيمنة أو القائدة ستكون مدفوعة أو مرتبطة بهيكل الصناعة التي تنتمي إليها باإلضافة إلى السمات التي تتميز بها بيئتها فضال عن الخصائص الداخلية لها ونتيجة هذه اإلست ارتيجيات تكمن في تغيير حالة المنافسة القائمة في الصناعة فضال عن تغيير الحالة التي تعمل وفقها المؤسسات وهذا كله أدى إلى ظهور المنهج المعروف في االقتصاد الصناعي والذي يركز على العالقات بين هيكل السوق والسلوك اإلداري للمؤسسة وأثرها على تحديد أداء السوق ويوحي هذا المنهج في أبسط أشكاله بأن هناك عالقة سببية قائمة وتبدأ من هيكل السوق إلى السلوك اإلداري ومن ثم إلى األداء الهيكل الصناعي واألداء سنة ويعود أصل التسلسل في النموذج إلى Mason 33 عند تحليله للعالقة بين وخالل هذا النهج من التحليل تم وضع إج ارءات التحقق من هذا االفت ارض بالتطبيق في الصناعات التي يشتبه فيها على أنها غير تنافسية غير أن إضفاء الطابع الرسمي على هذا التسلسل المعروف على شكله الحالي تم من Bain طرف طرحه كوسيلة تعكس واقع السوق كبديل لنموذج المنافسة التامة و الكاملة خالل سنة 35 حيث تم والفرضية الرئيسية التي يقوم عليها هذا التحليل هي أن هيكل الصناعة يحدد أداء المؤسسة وذلك من خالل سلوكها وبناءا على أعمال Bain وجود عالقة متبادلة بين هيكل الصناعة و أداء المؤسسة ( ظهرت بعده العديد من الدر اسات التي حاولت اختبار فرضية نفي العالقة ذات اتجاه واحد وفق مقاربة ) التحليل القطاعي التي تقوم على أن الصناعات األكثر ترك از هي الصناعات األكثر ربحا وهذه النظرة القطاعية التي تعمل وفقها الصناعات قد تم تخفيف شدتها من طرف Scherer 39 في سنة أضاف لها فكرة جديدة تمثلت في حالقات التغذية الرجعية بين مختلف العناصر المكونة للنموذج )هيكل حيث SCP ) أداء سلوك وباإلضافة إلى ذلك أنه وضع اإلطار التحليلي مع إد ارجه للشروط األساسية التي تعمل وفقها صناعة معينة بمعنى جميع الخصائص التي تساعد على تحديد بيئة المؤسسة وتتعلق الشروط األساسية بعوامل الطلب الخاصة بالصناعة وكذا ظروف عرض عوامل اإلنتاج الالزمة الستم ارر نشاط المؤسسة 3 ) 3 Scherer ( حلقات التغذية الرجعية تتضح ومن خالل ربط العناصر المكونة للنموذج وكذا لنا اآلليات التي تتطور وفقها الصناعة وهكذا فإنه من خالل األداء يمكن للمؤسسة أن تتبنى سلوك يمكنها من التأثير على هيكل الصناعة وهذا السلوك سوف يكون له أيضا أثر مماثل على الشروط األساسية حيث أن هذه األخيرة تعتمد اعتمادا مباش ار على سلوك المؤسسات وكذا هيكل السوق Jean Pierre Angelier, OpCit, p 0, روجر كالرك تعريب : د فريد بشير طاهر اقتصاديات الصناعة دار المريخ للنشر الرياض المملكة العربية السعودية سنة 994 ص 66 3 د أحمد سعيد بامخرمة اقتصاديات الصناعة الطبعة األولى دار زهران للنشر و التوزيع جدة المملكة العربية السعودية سنة 994 ص 77

25 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة و وفقا لهذه اإلسهامات فإن النموذج " الهيكل- السلوك األداء" ليس ثابت ألنه : "على كل حال إذا كان النموذج الهيكل - السلوك - األداء هو أساس النهج أو التحليل الذي يقوم عليه االقتصاد الصناعي الحديث بالتالي فإنه لم يعد من الضروري األخذ في االعتبار المساهمات المقدمة من أجل إث ارء حقل البحث في هذا المجال وهذه اإلسهامات هي التي أظهرت ضرورة النظر إلى صحة تسلسل العالقة بين العناصر الثالثة المكونة للنموذج بمعنى نقد النموذج األولي هو الذي أدى إلى تطور التحليل إلى ما هو عليه اآلن " ( )33 Morvan و الشكل رقم ( ) يوضح النموذج المعروف في االقتصاد الصناعي باسم الهيكل-السلوك- األداء والعناصر المكونة لكل عنصر من هذه العناصر وذلك رغم أنه هناك العديد من األشكال التي تعبر عن هذا النموذج وذلك حسب كل مفكر وطريقة رؤيته للعناصر المكونة لكل من الهيكل والسلوك واألداء روجر كالرك مرجع سبق ذكره ص ص 7-9

26 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة " " ) : النموذج SCP 0 الشكل ( الهيكل- األداء السلوك- الطلب العرض Dennis W carlton & Jeffrey M perloff, Economie industrielle, Groupe De Boeck المصدر : sa, édition, Bruxelles, 008, p03

27 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة من خالل الشكل السابق يبدو أن منهجية االقتصاد الصناعي تسعى إلى تمثيل اآلليات التي تعمل وفقها الصناعة بطريقة قريبة من الواقع دون استبعاد الظروف التي تعمل فيها الصناعة كما إن االقتصاد الصناعي قام أساسا منذ بداية ظهوره على مجموعة من األفكار حاولت تفسير الظواهر المشاهدة في الواقع من خالل االعتماد على منهج مكون من ثالثة عناصر هي هيكل الصناعة سلوك المؤسسات التي تنشط داخلها وأداء تلك المؤسسات داخل الصناعة إلى جانب عامل إضافي يتمثل في الظروف األساسية للصناعة والتي تعتبر هي األخرى ذات اثر في تحليل هيكل الصناعة فحاولت تلك األفكار الوصول إلى عالقات تربط عناصر نموذج ال" SCP " وتتمثل في : - الظروف األساسية للصناعة : وهي عبارة عن جملة العوامل العامة التي تساهم في تحديد ظروف العرض والطلب داخل الصناعة وبالتالي المساهمة في تحديد هيكل الصناعة - هيكل الصناعة : يستخدم تعبير هيكل الصناعة للداللة على الظروف البيئية التي تعمل في ظلها المؤسسات التي تنتمي إلى الصناعة والتي يمكن أن يكون لها تأثير ملموس على سلوك هذه المؤسسات ومن ثم أدائها في المستقبل ويعبر عنه االقتصادي " " بأنه " تلك الخصائص المنظمة Bain للصناعة والتي تترك تأثي ار است ارتيجيا على طبيعة المنافسة والتسعير داخل تلك الصناعة " وتهدف عملية تحليل هيكل الصناعة إلى تحديد حالة المنافسة الممارسة فيما بين مختلف العناصر الفاعلة داخل الصناعة ويمكن للصناعة أن تأخذ هيكال واحد من بين أربعة هياكل المعروفة للصناعة والتي تتمثل في المنافسة التامة المنافسة االحتكارية احتكار القلة واالحتكار التام ويتحدد هيكل الصناعة من خالل جملة من العوامل أو األبعاد التي تتمثل في درجة التركيز داخل السوق درجة التمييز في المنتجات عوائق الدخول إلى الصناعة و التكامل العمودي - سلوك المؤسسات : يقصد بسلوك المؤسسات مجموعة السياسات واإلست ارتيجيات التي تتبعها المؤسسات من أجل التأثير على حجم نفوذها في السوق وكذا تعزيز مركزها التنافسي داخل الصناعة التي تنشط فيها - األداء : يمثل النتيجة النهائية لنشاط المؤسسات اإلنتاجية في مجال تحقيق أهدافها ويقاس األداء في الصناعة باالعتماد على مجموعة من المؤش ارت تختلف حسب تفضيل المحلل ويمكن استخدام مؤشري الربحية والكفاءة كمؤشرين لقياس أداء المؤسسات داخل الصناعة وهذه العالقات تتأثر بالسياسات الحكومية وذلك من خالل ( التشريعات القوانين السياسات الضريبية السياسات االقتصادية الخ ) المفروضة من قبل الدولة ومن بين أدوات التحليل التي يعتمد عليها االقتصاد الصناعي في تحليله لهيكل القطاع أوجد نموذج للتحليل يتناسب وطبيعة العالقات المكونة لنموذج يطلق عليه "SCP" "التحليل الوسطيanalyse "méso 3 روجر كالرك مرجع سبق ذكره ص ص مدحت كاظم القريشي مرجع سبق ذكره ص 66

28 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة ووفقا لهذا التحليل ينظر للصناعة على أنها " مجموعة مؤسسات مرتبطة مع بعضها البعض عن طريق مجموعة من العالقات تتميز بالحركية نتيجة لديناميكية الموجودة في الصناعة وهذه الحركية مرتبطة بتدخل الدولة وشدة المنافسة في الصناعة " أما عملية التحليل فتمر بأربع م ارحل أساسية هي : 0 د ارسة المؤسسة : إن المؤسسة باعتبارها مركز اتخاذ الق ارر حول االستثمار التشغيل اإلنتاج تسويق المنتجات تعتبر بالنسبة لالقتصاد الصناعي قلب التحليل حيث يهتم بالد ارسة النظرية للمؤسسة نمط تنظيمها رقابتها ووظيفة الهدف الخاصة بها د ارسة المكانة اإلست ارتيجية : وذلك بد ارسة كيف يمكن للمؤسسة أن تتموقع في مجموعة األسواق المتاحة لها وذلك بالتطرق إلى اختيار المنتجات اختيار التكنولوجيا اختيار الموقع واختيار التنظيم 3 الديناميكية التنافسية : وفيها نقوم بد ارسة عمل أو سير ديناميكية هذه األسواق الم ازيا التنافسية التي تتميز بها كل مؤسسة عن األخرى شدة المنافسة التركيز إست ارتيجية السعر الخ 4 تدخل الدولة : ويتم د ارسة نوع تدخالت الدولة المفروضة أن تكون من اجل ضمان المصلحة العامة منها سياسة المنافسة التشريعات القوانين السياسات الصناعية والمحيط و بوجود نظرية األلعاب المفسرة لإلست ارتيجية المتولدة أساسا من تغي ارت المحيط و المقاربة التي تستند على خلق ميزة تنافسية تبحث في االستق ارر الحاصل في مؤسسات القطاع المستهدف لمواجهة التهديدات المحتملة و حاالت التنبؤ أي الغير أكيدة مما يؤدي في األخير إلى احتدام المنافسة في الصناعة المطلب الثاني : السلوك االست ارتيجي للمؤسسة في الصناعة ما ازلت تحوالت المحيط التنافسي الجديد يفرض على المؤسسة االقتصادية ضرورة البحث عن أنجع إست ارتيجية التي تمكنها من االستم ارر و المنافسة والتعرف على نقاط القوة للمنافسين وتحديد مجاالت الضعف بغية استغاللها ويعتبر السلوك االست ارتيجي أحد أهم اإلسهامات التي ما ازل الباحثون في حقل اإلست ارتيجية يؤكدون على فعاليته و دوره في تمكين المؤسسة االقتصادية من تحقيق التفوق على المنافسين ضمن هذا اإلطار سأتناول بالتحليل مفهوم السلوك االست ارتيجي و أنواعه وأهم السياسات السلوكية للمؤسسة االقتصادية والعوامل المؤثرة فيها السلوك اإلست ارتيجي هو تصميم مجموعة من الق ار ارت المتخذة من قبل المؤسسة التي تهدف إلى التأثير على هيكل السوق لزيادة أرباحها ومحيط عملها يشمل جميع العوامل التي تؤثر على متغي ارت 4 روجر كالرك مرجع سبق ذكره ص د أحمد سعيد بامخرمة مرجع سبق ذكره ص 64

29 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة السوق ( السعر الكمية الربح الرعاية االجتماعية الخ ) وهذا يشمل كل من تصو ارت المستهلك و المؤسسات األخرى وعدد المنافسين الفعليين أو المحتملين التكنولوجيا التكلفة وسرعة الدخول والخروج إلى األسواق عن طريق التالعب في هيكل السوق وزيادة من أرباحها حيث يعتمد توازنها بشكل حاسم على توقعات كل سلوك المؤسسات المنافسة لها وأيضا يقصد بالسلوك اإلست ارتيجي للمؤسسات في صناعة ما السياسات التي تتبعها هذه المؤسسات في ظل هيكل الصناعة السائد وظروف الطلب فيها وسلوكها تجاه المؤسسات األخرى المنافسة لها في الصناعة من أجل تحقيق أهداف المؤسسة وذلك في المدى الطويل خاصة وتشمل أهم السياسات السلوكية للمؤسسات في الصناعة : سياسة التسعير للمنتجات سياسة تحديد كمية اإلنتاج سياسة تنمية اإلنتاج / المبيعات وسياسة البيع إلى غير ذلك و بموجب هذه التعاريف يعتبر السلوك اإلست ارتيجي التي تتبناه المؤسسات حلقة صلة بين الهيكل السائد للصناعة بأبعاده الثالثة الرئيسية : درجة التركيز الصناعي عوائق الدخول إلى الصناعة و التمييز في المنتجات و بين مستويات األداء للمؤسسات في الصناعة و أهمها مستوى الربحية و الكفاءة اإلنتاجية و معدل التطور التقني أو الفني مما يعني هذا استخدام النموذج SCP بدقة بالغة حيث نميز نوعين من السلوك اإلست ارتيجي : السلوك اإلست ارتيجي تعاوني والسلوك اإلست ارتيجي غير تعاوني 0 السلوك اإلست ارتيجي غير التعاوني : تنتهج هذا السلوك المؤسسة التي تهدف لتعظيم أرباحها من خالل تحسين موقفها مقارنة مع منافسيها وبصفة عامة تعتمد المؤسسة على هذه اإلست ارتيجية من أجل الضرر بمنافسيها وبالتالي زيادة أرباحها حيث هناك طرق عديدة لمنع منافسين من الدخول إلى السوق أو الحد من قوتها بعض هذه اإلست ارتيجيات تهدف إلى التأثير على أري المنافسين المحتملين في حالة محاولتها الدخول إلى السوق ولنجاح هذا السلوك اإلست ارتيجي غير التعاوني يجب أن يتم استيفاء : شرطين : من الضروري على المؤسسة التحرك قبل منافسيها وبعبارة أخرى فإنه يتعين عليها أن - التميز تكون قادرة على القضاء على اآلخرين حيث أنهم ليسو في وضع يسمح لهم القيام بذلك - االنخ ارط بشكل ال رجعة فيه : يجب على المؤسسة أن تقنع منافسيها أنها ستتبع إست ارتيجية جيدة أيا كان الموقف التي تتبعه المؤسسات األخرى و في الواقع لكي يكون السلوك اإلست ارتيجي فعاال يجب على المؤسسة المهددة أن تتأكد من أن التهديد قد يكون مؤث ار ما دام ذلك ضروريا ويمكن للمؤسسة أن تتبع مجموعة من السلوكيات اإلست ارتيجية لكي تحافظ على حصتها السوقية من بين هذه اإلست ارتيجيات : افت ارس السعر ( سياسة المرجع السابق ص 6 نجم عبود نجم ادارة المعرفة المفاهيم و االستراتيجيات و العمليات الطبعة الثانية مؤسسة الوراق للنشر و التوزيع االردن سنة 6007 ص 77 5

30 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة التسعير ) الحد السعري االستثمار في مجال الحد من التكاليف اإلنتاج االستثمار لزيادة تكلفة المنافسينالخ ويمكن لهذه اإلست ارتجيات أن تعمل كحواجز أمام الدخول والخروج عالية وحتى الحركة داخل السوق بما فيه تهديد المنافسين الجدد حيث هذه األخيرة ليس بمقدورها التصرف بنفس طريقة المؤسسات القائمة في السوق السلوك اإلست ارتيجي التعاوني : تنطوي هذه السلوكيات على الق ار ارت التي تسهل تنسيق اإلج ارءات مع المؤسسات العاملة في هذا القطاع والحد من المنافسة كما أنه يحد من المنافسة وهذا السلوك يزيد من أرباح جميع المؤسسات العاملة في السوق وهو يتوافق مع اإلج ارءات التي تقوم بها المؤسسات المنافسة لحماية أنفسهم ضد بعضهم البعض من عدم الوفاء بمستوى السعر الثابت والسلوك اإلست ارتيجي التعاوني قائم حول نظرية التحالفات اإلست ارتيجية ويمكن تقديم التحالف اإلست ارتيجي كبديل إست ارتيجي يجب استغالله وذلك لتحقيق أهداف مشتركة لجهتين أو أكثر والتحالف االست ارتيجي تعبير غير محدد تعريفاته متنوعة جدا وتحتاج أحيانا إلى الدقة هذا الغموض الذي يميز هذه التعاريف العديدة يعود سببه إلى حداثة الظاهرة من جهة انعكاساتها على المشهد الذي تتميز به الوضعية االقتصادية للصناعة من جهة أخرى فالتحالف االست ارتيجي ينطوي على مجموعة واسعة من العالقات التعاقدية التي تنشأ بين المؤسسات المتنافسة في الصناعة لتحقيق هدف محدد معين حيث هذا النمط من العالقات يؤدي إلى تحقيق مصالح مشتركة تعمل المؤسسة دائما إلى تعظيم أرباحها وذلك حسب كل سوق الذي تبيع فيه منتجاتها وتتدخل نوعية السوق في تحديد كمية مشتريات المؤسسة ومبيعاتها وفي تحديد األسعار التي تستطيع تحميلها للمستهلك ونوعية السوق تنعكس بطريق مباشر على شكل دالة المبيعات المتوقعة للمؤسسة أي منحنى الطلب كما ت اره ومن ثم دالة اإلي ارد الكلي يمكن تقسيم السوق تبعا لدرجة المنافسة السائدة فيما بين البائعين والتي تعكس أهمية المؤسسة بالنسبة للسوق كله إلى أربعة أشكال هي : المنافسة الكاملة االحتكار التام احتكار القلة المنافسة االحتكارية حيث يختلف سلوك اإلست ارتيجي لكل مؤسسة بحسب طبيعة السوق والتي من شأنها تحد من دخول مؤسسات جديدة وكذا القضاء على المنافسة وذلك بوضع عوائق الدخول والخروج وكذا الحركة في السوق و من بين أهم هذه السياسات السلوكية ما يلي : - الم ازيا المطلقة للتكاليف : تتصل العوائق التكاليفية المطلقة بمقدرة المؤسسات القائمة على إنتاج أي مستوى من اإلنتاج بتكلفة أقل عما تستطيعيه المؤسسات الداخلة وقد تنشأ هذه الم ازيا ألسباب مختلفة فمثال قد يكون للمؤسسات القائمة اليد أو السيطرة على تقنيات إنتاجية أفضل بالنسبة لتلك المتوفرة 6 إسماعيل علي بسيوني رفعت السيد العوضي االندماج والتحالفات اإلستراتيجية بين الشركات في الدول العربية الطبعة الثانية المنظمة العربية للتنمية اإلدارية القاهرة مصر سنة 600 ص 04 بن عزة محمد األمين يتيم محمد التحالف االستراتيجي كاختيار للمؤسسات االقتصادية لمواجهة تحديات العولمة الملتقى الدولي حول التسيير الفعال في المؤسسة االقتصادية يومي 7-4 ماي 6007 جامعة محمد بوضياف المسيلة الجزائر سنة 6007 ص 6

31 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة للمؤسسات الداخلة كحق اخت ارع أساسي أو أن تمتلك المؤسسة القائمة موارد أفضل بما في ذلك من كفاءات إدارية كذلك فقد يتحتم على المؤسسات الجديدة دفع أسعار أعلى للموارد مقارنة بما تدفعه بالمؤسسات القائمة - اقتصاديات الحجم ( وف ارت الحجم ) : تم تعريف اقتصاديات الحجم على أنها " انخفاض متوسط التكلفة نتيجة زيادة في الناتج الحدي للعمل سواء كانت مادية أو غير مادية " حيث اقتصاديات الحجم يكون لها تأثير على سلوك المؤسسات في الصناعة والمنافسة داخل السوق حيث تقلل من تكاليف المؤسسة من خالل زيادة اإلنتاج في مرحلة ما ( مرونة التكاليف النسبية لإلنتاج أقل من الواحد ) من خالل هذا تعتبر اقتصاديات الحجم سالح لدى المؤسسة كسلوك تنتهجه في المدى الطويل من أجل إعاقة دخول منافسين جدد إلى السوق وتكمن فائدة وفو ارت الحجم في أنها تمكنها من الوصول إلى أسواق أكبر عن طريق توفير سلعتها إلى عدد أكبر من المستهلكين ولكن ليس هذه هي الحال بالنسبة للمؤسسة الداخلة إلى السوق حيث أن األمور في الواقع ال تجري دائما على هذا النحو حيث تجبر هذه المؤسسة على إنتاج السلع بتكلفة مت ازيدة لسعر القطعة مع ازدياد حجم اإلنتاج مثل نظي ارتها من المؤسسات القائمة - م ازيا تمييز المنتجات : في سوق يتسم بتمييز المنتجات قد تكون للمؤسسات القائمة مي ازت على المؤسسات الجديدة الداخلة نتيجة لتفضيالت المستهلكين التي تنتجها تلك المؤسسات وقد تحدث هذه التفضيالت في بعض األحيان بسبب ما تملكه المؤسسات القائمة دون غيرها من تصميمات أفضل من خالل حماية حق االخت ارع ولكن حتى في الحاالت التي يمكن فيها عمليا تقليد السلع المنتجة من حيث النوعية و التصميم فقد تظل للمؤسسات القائمة ميزة ثقة المستهلكين في هذه الظروف قد تتمكن المؤسسات القائمة من البيع عند سعر يزيد على تكلفة الوحدة دون إغ ارء مؤسسات جديدة على الدخول للصناعة يعتبر التميز في المنتجات احد الجوانب الرئيسة المؤثرة على هيكل الصناعة كما أنه يعتبر من عوائق الدخول إلى الصناعة فيعتبر تميز صنف السلعة المنتجة والتنويع والتجديد في المنتجات من جانب المشروعات أو المؤسسات الموجودة في الصناعة من العقبات التي تحد أو تقلل من دخول مؤسسات جديدة للصناعة ألنها ال تستطيع منافسة المؤسسات القديمة التي تنتج تلك األصناف المتميزة من السلعة وتعبر الدعاية واإلعالن أحد الوسائل الهامة التي تلجأ إليها المؤسسات إلقناع المستهلكين بتميز السلعة المنتجة سواء من حيث نوعيتها أو مظهرها أو طريقة استخدامها أو خدمات الصيانة المقدمة إلى المستهلك بعد ش ارءه للسلعة الخ وبالتالي يكون من الصعب على المؤسسات الجديدة دخول الصناعة وهذا يعتبر أحد عوائق الدخول للصناعة وواحد من العوامل األساسية المحددة لسلوكيات اإلست ارتيجية المؤسسات في الصناعة روجر كالرك مرجع سبق ذكره ص 70 المرجع السابق ص 77 7

32 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة - سياسة التسعير : أحيانا تلجأ المؤسسات الموجودة في الصناعة إلى تخفيض سعر السلعة بحيث ال يشجع السعر المنخفض المؤسسات الجديدة على الدخول إلى الصناعة وأحيانا قد يتبعون سياسة افت ارس السعر حيث يكون السعر اقل من أو مساوي للتكلفة الوحدة المنتجة وقد يتعرضون للخسارة بشكل مؤقت وذلك بهدف منع دخول مؤسسات جديدة منافسة لهم في الصناعة وبعد ذلك قد يلجئون إلى رفع السعر مرة أخرى واستغالل أوضاعهم االحتكارية هذه اإلست ارتيجية تنطوي على خسائر في المدى القصير من أجل تحقيق مكاسب في األجل الطويل من خالل هذا نسأل : كيف يجب على المؤسسة اتخاذ إج ارءات للقضاء على منافسيها و الجواب االول الذي يبادر إلى أذهاننا هو : يجب عليها أن تقنع منافسيها أنها مستعدة لعرض أسعار أقل من تكلفة اإلنتاج مقارنة مع منافسيها والمحافظة على هذا المستوى حتى مغادرة السوق و يمكن لهذه اإلست ارتيجية أن تنجح إال إذا كانت المؤسسة قادرة على المحافظة على هذا المستوى وقتا أطول من سعر منافسيها وفي الكثير من األحيان فإن المؤسسة ال يوجد لديها وسيلة إلقناع منافسيها بأنها عازمة على المحافظة على مستوى األسعار أكثر من الوقت الالزم للقضاء عليها وعندما يتم القضاء على المنافسين فهي ال ت ازل تواجه خطر دخول مؤسسات جديد مما تظهر المؤسسة المحافظة على ثبات السعر المنخفض إلى مستويات االحتكار لردع الدخول - الطاقة الفائضة : في بعض الحاالت تقدم المؤسسة القائمة على إقامة طاقة إنتاجية أكبر من حجم السوق الحالي بحيث تحتفظ بطاقة فائضة كعائق للدخول أي مؤسسة جديدة ويمكن توضيح هذه الفكرة باستخدام الشكل التالي : الشكل ( ) : الطاقة الفائضة P LMC P LAC P P 3 A MR D Q Q Q " كلية " المصدر : عبد القادر محمد عبد القادر عطية االقتصاد صناعي بين النظرية والتطبيق ص 335 التجارة جامعة اإلسكندرية مصر بن عزة محمد األمين يتيم محمد مرجع سبق ذكره ص 0 8

33 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة = نقطة توازن المؤسسة المحتكرة = التكلفة الحدية في األجل الطويل = اإلي ارد الحدي في األجل الطويل A LMC MR فإذا افترضنا أن هناك مؤسسة واحدة تسيطر على الصناعة وتقيم طاقة إنتاجية مقدارها الظروف العادية تعمل عند النقطة الحالة تنتج الكمية Q A حيث يتحقق شرط تعظيم األرباح ( غير أنها في ) ففي هذه MC = MR Q وتبيعها عند السعر P و من ثم تحتفظ بالطاقة الفائضة ( Q Q ) واذا ما شعرت المؤسسة القائمة بأن هناك تهديدا من قبل المؤسسة المحتملة ترغب في الدخول فإنها تبادر بتشغيل الطاقة الفائضة ) Q, Q ( مؤدية بذلك إلى انخفاض في سعر السوق من وهو سعر P إلى P يساوي أدنى مستوى لمتوسط التكلفة الكلية وتكون المؤسسة القائمة بذلك قد أغلقت السوق أمام أي مؤسسة محتملة فإذا ما أ اردت أي مؤسسة جديدة أن تدخل الصناعة لتبيع أي كمية ولتكن أن يخفض ثمن من ) Q Q ( P المؤسسة الجديدة خسائر فادحة إلى مستوى أقل من أدنى تكلفة المتوسطة P 3 فإن هذا من شأنه األمر الذي من شأنه أن تحقق المطلب الثالث : تحديد الخيا ارت اإلست ارتيجية للمؤسسة الصناعية جديد هناك عدة تعاريف و مفاهيم للخيار االست ارتيجي للمؤسسة التي تنشط في صناعة ما و في هذا المطلب سوف نتطرق ألهمها ألن الخيار االست ارتيجي يحدد العالقة في النموذج SCP بحث يفرض على المؤسسة اختيار نوع الهيكل من جهة وتحديد نمط السلوك الذي تنتهجه مما يؤثر في األخير على أداؤها في السوق - ينظر للخيار اإلست ارتيجي باعتباره وسيلة تحول المؤسسة من موقعها الحالي إلى موقع إست ارتيجي يركز هذا التعريف على أن الخيار اإلست ارتيجي هو الذي يمكن المؤسسة عند تطبيقه و اعتماده من تحويلها من موقعها التنافسي إلى موقع تنافسي جديد لكنه لم يحدد محتوى الخيار اإلست ارتيجي أو طبيعة الموقع التنافسي الجديد هل هو أفضل أو موقع تنافسي ضعيف - و هناك من يعرفه على أنه : خطة إست ارتيجية متكاملة ذات توجه معين تساعد المؤسسة على تحقيق أهدافها وفقا لظروفها الداخلية و الخارجية 3 عبد القادر محمد عبد القادر عطية مرجع سبق ذكره ص - 7 ثابت عبد الرحمان إدريس مرجع سبق ذكره ص 07 إسماعيل محمد السيد مرجع سبق ذكره ص

34 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة في هذا التعريف نالحظ أنه تم تحديد طبيعة الخيار اإلست ارتيجي باعتباره خطة متكاملة أي لها خطوات وم ارحل معينة وذات توجه قد يكون هجومي أو دفاعي وهذه الخطة تساعد المؤسسة على تحقيق أهدافها وفقا لوضعها التنافسي وهذا التعريف هو أكثر دقة من التعريف السابق - وهناك من يعرفه على أنه : يعبر الخيار اإلست ارتيجي عن الخط الذي تتبعه المؤسسة أو المناورة اإلست ارتيجية التي تعتمدها لبلوغ أهدافها ركز هذا التعريف على أن الخيار اإلست ارتيجي عبارة عن مسار أو مناورة إست ارتيجية تتبعها المؤسسة من أجل بلوغ أهدافها دون أن يحدد خطوات و م ارحل هذا المسار أو كيفية العمل وفق هذا المسار ومن خالل التعاريف السابقة يمكن أن نستنتج المفهوم التالي للخيار اإلست ارتيجي : الخيار اإلست ارتيجي هو أداة أو وسيلة لتحول المؤسسة من موقع تنافسي معين إلى موقع تنافسي جديد يكون أفضل من سابقه وذلك بإتباع خطة متكاملة تأخذ بعين االعتبار ظروف بيئتها الداخلية والخارجية من أجل تحقيق أهدافها العوامل المؤثرة في تحديد الخيا ارت اإلست ارتيجية : يمكن للمؤسسة االستعانة بعدد من العوامل التي يؤدي استخدامها إلى التقليل من البدائل المتاحة واختيار أفضلها عن قصد ووعي كامل وتختلف هذه العوامل من مؤسسة إلى أخرى ولكن عموما يمكن تلخيصها فيما يلي : أ درجة الت ازم المؤسسة : حيث أنه من الصعب تغيير اإلست ارتيجية الماضية إذا كانت ناجحة كما قد تلجأ المؤسسة إلى تدعيم اإلست ارتيجية التي قد تميل إلى الضعف لظهور مشكالت في تطبيقها بعدد من اإلست ارتيجيات الفرعية حيث يتحسن األداء بدال من العمل على تغيير اإلست ارتيجية و استبدالها بأخرى لكن حين يمكن إج ارء تغيير جوهري فقد تصبح اإلست ارتيجية الماضية غير قادرة على مواجهة المتغي ارت التي تحدث في بيئة الصناعة ب اإلبداع و االبتكار : ينبغي على فريق التخطيط اإلست ارتيجي محاولة التنبؤ بالمستقبل و تصور شكل أنشطة المؤسسة في المستقبل واإلحجام عن ذلك يعني أنه في أحسن الظروف سيكون مستقبل المؤسسة هو امتداد طبيعي للماضي ويحتاج فريق التخطيط اإلست ارتيجي إلى أن ينظر إلى مستقبل المؤسسة خالل فترة الثالث إلى خمس سنوات القادمة بغرض محاولة التعرف على شكل الصناعة في المستقبل وشكل المؤسسة ويتطلب ذلك التعمق في طبيعة وشكل األنشطة المنتجات األسواق التكنولوجيا العاملين المنافسة والموردين 3 ت درجة المخاطرة : يعد فريق التخطيط اإلست ارتيجي مسؤوال عن تقدير وتحديد درجة المخاطرة التي تستطيع المؤسسة تحملها مستقبال و التعامل معها وتتوقف تلك الدرجة على كل من متغي ارت البيئة 3 ثابت عبد الرحمان إدريس مرجع سبق ذكره ص 0 المرجع السابق ص 6 إسماعيل محمد السيد مرجع سبق ذكره ص

35 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة الخارجية غير المتحكم فيها ومتغي ارت المحيط الداخلي المتحكم فيها إلى حد ما وتشير القوى الخارجية إلى قوى المنافسة و السوق أي تكلفة الدخول إلى سوق جديدة وتكلفة الخروج من سوق حالية وتكلفة البقاء في سوق حالية وعموما يمكن القول أنه توجد عالقة طردية بين حدة المنافسة في السوق ودرجة المخاطرة لذا ينبغي أن تقوم المؤسسة بد ارسة السوق بدقة حتى تتمكن من تحديد درجة المخاطرة التي ستواجهها أما القوى الداخلية فهي تتوقف على قوة المركز المالي للمؤسسة ومدى رغبة المديرين في تحمل المخاطرة وفي هذا الصدد يمكن التمييز بين نوعين من المخاطرة : - المخاطرة المحدودة : في هذه الحالة عادة ما تختار المؤسسة إست ارتيجيات دفاعية وتكون تصرفاتها مجرد رد فعل للتغي ارت البيئية ولذا فهي تعتمد على اإلست ارتيجيات السابقة بشكل كبير - المخاطرة العالية : في هذه الحالة تتسم اإلست ارتيجيات بالصفة الهجومية و غالبا ما تتبنى المؤسسة إست ارتيجيات تحاول من خاللها إحداث تغيي ارت في محيطها ث عامل الوقت : فهذا العامل يعد هاما لنجاح اإلست ارتيجية واستم اررها أو فشلها فالمجال الزمني المتاح لالختيار فيما بين اإلست ارتيجيات وكذلك الوقت المتوقع لتحقيق اإلست ارتيجية للنتائج المرجوة منها يعد من األمور التي تؤثر على اختيار اإلست ارتيجية المناسبة و هناك العديد من جوانب الوقت و التي تؤثر على تحديد الخيا ارت اإلست ارتيجية ومن أهم هذه الجوانب ( الموعد النهائي للق ارر األوقات التي سوف تحتاج فيها المؤسسة إلى األموال إلنفاقها على األنشطة المختلفة ومتى سوف تولد هذه األنشطة دخال أو عائدا ) وفيما يلي شرح لهذين الجانبين : - الموعد النهائي للق ارر : في بعض األحيان يكون الموعد النهائي التخاذ الق ارر بشأن الخيار اإلست ارتيجي بعيدا عن سيطرة و تحكم المؤسسة التي تتولى القيام باتخاذ الق ارر فمثال اختيار إست ارتيجية التنويع الخارجي من خالل االندماج ال يتحدد موعده بناء على أري المؤسسة ولكن قد يتحدد بواسطة المؤسسة األخرى التي سوف تندمج معها المؤسسة وحتى في الظروف التي يتحدد فيها الموعد النهائي للق ارر بواسطة المؤسسة نفسها فإن ذلك الموعد قد يؤدي إلى التقليل من عدد البدائل التي يمكن أن تقوم المؤسسة بتقييمها نتيجة لعامل ضغط الوقت كذلك قد يؤثر الوقت المتاح للمؤسسة على حجم المعلومات التي يمكن جمعها عن بيئة الصناعة و المحيط الداخلي وكذلك عن البدائل اإلست ارتيجية المتاحة - وقت اإلنفاق و العائد : إن الوقت الذي سوف تحتاج فيه المؤسسة إلى أموال لإلنفاق منها على األنشطة المرتبطة باإلست ارتيجية التي سوف يتم إتباعها يعد عامال هاما والمؤسسة عادة ما تركز دائما على األجل القصير وعلى الرغم من أن ذلك ضروري الستم ارر المؤسسة في األجل الطويل إال أن أبو قحف عبد السالم مرجع سبق ذكره ص 607 إسماعيل محمد السيد مرجع سبق ذكره ص 76-7

36 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة و ج التركيز الدائم على األجل القصير ال يضمن حسن األداء للمؤسسة في األجل الطويل كذلك فإن النتائج العائد من النشاط يعد عامال هاما في تحديد الخيا ارت اإلست ارتيجية الموارد المتاحة : تعد الموارد المتاحة من بين أهم المعايير التي يجب م ارعاتها عند تحديد الخيا ارت اإلست ارتيجية وتتجلى هذه األهمية في أن الموارد المتاحة تمثل مصد ار من مصادر القوة بحيث تميز المؤسسة تنافسيا كما يمكن أن تكون سببا في الحد من إمكانية تحقيق المؤسسة ألهدافها بسبب نقصها أو عدم كفاءتها و الواقع أنه كلما توافرت الموارد المناسبة للمؤسسة كلما تمكنت من اختيار إست ارتيجية أو توليفة است ارتيجيات مالئمة لها وتشير الموارد إلى كل واإلمكانيات التسويقية وفيما يلي شرح لهذه العناصر : : التمويل - من التمويل و التسهيالت المادية و الموارد البشرية من المهام األساسية للمؤسسة توفير التمويل الالزم لإلنفاق على اإلست ارتيجية ويتم ذلك من خالل فحص شكل التدفقات النقدية الداخلة - وحجم األموال المخصصة لالستثمار من األرباح ود ارسة إمكانية التخلص من استثما ارت حالية بتصفيتها أو بيعها وامكانية زيادة أرس المال التسهيالت المادية : يقع على عاتق المسؤولين في المؤسسة مهمة فحص و تقييم المباني و اآلالت والمعدات و األ ارضي وتحديد طريقة استغاللها و التصرف فيها في سبيل تسهيل عملية اختيار و تنفيذ اإلست ارتيجيات الجديدة الموارد البشرية - : - أي مدى توافر موارد بشرية ذات قدرة عالية في كافة المجاالت الوظيفية وخاصة في تلك المجاالت ذات العالقة باإلست ارتيجيات الجديدة الموارد التسويقية : إنتاجها في ظل اإلست ارتيجيات الجديدة ح المركزية في المؤسسة : أي مدى توافر المختصين في مجال تسويق السلع و الخدمات التي سوف يتم حيث أن اختيار إست ارتيجية معينة يرتبط غالبا بم اركز القوة والتأثير داخل المؤسسة نظ ار ألن اإلست ارتيجية يترتب عنها تغيي ارت في الهيكل التنظيمي وفي أنماط العالقات ومن ثم التأثير على م اركز السلطة و النفوذ وعليه فإن اتجاهات ذوي النفوذ الحاليين يكون لها في تفضيل است ارتيجيات معينة دون األخرى تأثير ويتوقف مدى ذوي النفوذ و العاملين بالمؤسسة لإلست ارتيجيات الجديدة على ص ارع القوى والنفوذ داخل الهيكل التنظيمي ولذا يجب أن يقوم فريق التخطيط اإلست ارتيجي بد ارسة تأثير تطبيق اإلست ارتيجية أو 3 التوليفة المثلى لإلستر اتيجيات على الجوانب التالية : - ق ار ارت تخصيص وتوزيع المي ازنية و الموارد - تغيير قوة ونفوذ بعض مسؤولي اإلدا ارت المختلفة - م اركز المسؤولية - ق ار ارت اإلش ارف على وحدات العمل ثابت عبد الرحمان إدريس مرجع سبق ذكره ص 0 أبو قحف عبد السالم مرجع سبق ذكره ص 6 رحيم حسين مرجع سبق ذكره ص 6 3

37 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة و مما تجدر اإلشارة إليه أن المشاكل السياسية التي تدور حول فلك قوة ونفوذ المديرين قد تلعب دو ار ال يستهان به في نجاح أو فشل اختيار و تنفيذ اإلست ارتيجيات الجديدة خ الوضع التنافسي للمؤسسة : حيث غالبا ما تختار المؤسسات ذات المركز القوي في السوق است ارتيجيات تختلف عن تلك التي تختارها المؤسسات التي تتمتع بحصة سوقية أقل و هنا يتم التمييز بين نوعين من المؤسسات : - المؤسسات ال ارئدة : هذه المؤسسات تهدف إلى المحافظة على سيطرتها و ريادتها في السوق وعليه فهي تتبنى است ارتيجيات تحقق لها هذا الهدف مثل است ارتيجيات النمو و التوسع كما قد تتبع است ارتيجيات دفاعية للحفاظ على المركز الحالي - المؤسسات التابعة : وعادة ما تتبنى هذه المؤسسات إست ارتيجيات االستق ارر أو النمو المحدود بسبب وضعها التنافسي المتوسط أو الضعيف وبالتالي فهي ملزمة بتحديد است ارتيجيات تناسب موقعها التنافسي االعتبا ارت المحددة للخيا ارت اإلست ارتيجية : هناك مجموعة من االعتبا ارت التي تلعب دو ار في تحديد البدائل اإلست ارتيجية المتاحة أمام فريق التخطيط اإلست ارتيجي وتتمثل هذه االعتبا ارت في النقاط التالية : أ الق ار ارت التسييرية و تأثيرها على اإلست ارتيجية : تؤثر الفروض التي يضعها المسؤولون عن التخطيط اإلست ارتيجي و آ ارئهم على عملية اختيار البدائل األنسب من بين البدائل اإلست ارتيجية المتاحة والواقع أن الق ار ارت المستقبلية تقوم على افت ارضات ألنه ال يمكن ألي فرد أن يتنبأ تماما بالنتائج المترتبة على إتباع إست ارتيجية معينة كما تؤثر المعتقدات و القيم على الخيا ارت المطروحة أمام صانعي الق ار ارت وخاصة تقييم النتائج المختلفة المترتبة على إتباع إست ارتيجية معينة والبد من د ارسة كل اآلثار و النتائج المحتملة لإلست ارتيجية وذلك حتى تتجنب المؤسسة أي عواقب وخيمة إذن تعد الد ارسة المتعمقة لآلثار و النتائج المترتبة على اإلست ارتيجية بمثابة صمام أمان للمؤسسة و حتى ال ينتهي األمر باختيار بديل غير واقعي يتعذر تنفيذه ب تحديد القوى الدافعة و مجال التركيز و التوافق اإلست ارتيجي : تساعد االعتبا ارت الخاصة بالقوى الدافعة و مجال التركيز والتوافق اإلست ارتيجي على تحديد البدائل اإلست ارتيجية المناسبة لإلمكانيات والموارد الحالية المتاحة و لتوجهها اإلست ارتيجي وتتضمن القوى الدافعة عددا من العوامل الخارجية مثل " المستثمرين المنافسين في السوق المحلي العمالء الموردين التكنولوجيا التشريعات والقوانين الحكومية بدائل المنتج معدل التضخم و سعر الفائدة المنافسين في السوق الخارجي و اتجاهات الصناعة بصفة عامة " وتشكل تلك القوى في النهاية االلت ازمات التي يجب على المؤسسة الوفاء بها لكي تحقق ميزة تنافسية بشكل دائم فلكي تنجح المؤسسة البد أن يستجيب الخيار اإلست ارتيجي لهذه Michael Porter, L'Avantage Concurrentiel, dunod, Paris,999 3 أبو قحف عبد السالم مرجع سبق ذكره ص 6

38 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة المطالب ومن جانب آخر فإنه من األفضل أن يعكس الخيار اإلست ارتيجي مجال التركيز اإلست ارتيجي للمؤسسة والذي يعني نشاطها الرئيسي وتوجهها اإلست ارتيجي وأخي ار يعكس التوافق اإلست ارتيجي مقدرة المؤسسة على تحقيق التوازن بين إمكانياتها و األعباء الملقاة على عاتقها من بيئة الصناعة ومن توقعات أصحاب األسهم و جماعات أصحاب المصالح بصفة عامة وخالصة القول أن اإلست ارتيجية التي تحقق التوافق تتمتع بفرصة أكبر للنجاح عن غيرها من اإلست ارتيجيات ت التوافق بين اإلست ارتيجية و الهيكل و نمط تقييم البدائل : لكي تضمن المؤسسة نجاح إست ارتيجيتها البد من توافق وتالؤم ثالثة عناصر ( اإلست ارتيجية هيكل المؤسسة و األداء اإلداري المتبع ) وتعكس اإلست ارتيجية مجموعة التصرفات التي تتبعها المؤسسة إلنجاز أهدافها وتحقيق رسالتها بينما يحدد الهيكل كيفية أداء المؤسسة لعملياتها الداخلية ويعكس الثقافة السائدة داخل المؤسسة ويؤثر بدرجة ملموسة على قدرتها التنافسية بمعنى آخر بدون الهيكل المالئم يتعذر تنفيذ اإلست ارتيجية بفعالية و أخي ار يعكس النمط أو األداء اإلداري الطريقة المتبعة من طرف المسؤولين في صياغة الق ار ارت اإلست ارتيجية ومباشرة وظيفة القيادة ويؤثر هذا األسلوب على كل من الهيكل التنظيمي و الثقافة والقيم في المؤسسة وخالصة القول أنه ينبغي تركيز االهتمام على كل من هيكل المؤسسة و نمط أو أسلوب تقييم البدائل حتى تتمكن المؤسسة من اختيار وتنفيذ اإلست ارتيجية بنجاح ث المسؤولية عن تحديد الخيا ارت اإلست ارتيجية : يعتبر مجلس إدارة المؤسسة هو المسؤول الرئيسي عن اختيار و إدارة اإلست ارتيجيات داخل المؤسسة ويتحمل المسؤولية كاملة عن كافة المهام المتعلقة بوضع وتنفيذ الخطط اإلست ارتيجية وذلك بالرغم من إسهام مديرين آخرين في هذه العملية وتشمل مسؤوليات مجلس اإلدارة عدة مهام رئيسية من أهمها مسؤولية تحديد توجه المؤسسة وضع األهداف صياغة اإلست ارتيجية و كذلك تنفيذها على مستوى المؤسسة ككل والمالحظ أن كل ما يفكر فيه مجلس إدارة المؤسسة يوضع عادة في قائمة أولويات المديرين كما أن مجلس اإلدارة يعتبر صاحب الكلمة األخيرة في الق ار ارت الهامة 3 المطلب ال اربع : محاور اإلست ارتيجية في قطاع الصناعة تهدف اإلست ارتيجية الصناعية إلى تحقيق نقلة حقيقية في العديد من الجوانب منها : تطوير تقنيات اإلنتاج تنويع المنتجات الصناعية نقل وتوطين التقنيات المناسبة وتطوير المها ارت الالزمة للنهوض بالقطاع الصناعي كما تهدف اإلست ارتيجية إلى استقطاب االستثما ارت الوطنية واألجنبية بهدف زيادة القيمة المضافة للصناعات المستهدفة باإلضافة إلى بناء قواعد معلومات صناعية تحقق التشابك 4 3 أبو قحف عبد السالم مرجع سبق ذكره ص 67 رحيم حسين مرجع سبق ذكره ص 67 ثابت عبد الرحمان إدريس مرجع سبق ذكره ص 0

39 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة والتكامل الصناعي ثم تطوير ب ارمج تطبيقية لتفعيل المواصفات القياسية والعمل على االرتقاء بمستويات الجودة بهدف تسهيل النفاذ إلى األسواق الخارجية تحفيز تنوع الصناعات ذات الميزة النسبية والصناعات المكملة لها باإلضافة إلى تشجيع االستثمار في تطوير البنية األساسية للمدن الصناعية ومناطق التقنية إال أن إنجاز األهداف المشار إليها أعاله يتطلب تطوير وتحديث بيئة األعمال واألنظمة واإلج ارءات الصناعية لتكون أكثر اعتمادا على الوسائل التقنية واإللكترونية كما تستهدف اإلست ارتيجية تطوير الصناعات الصغيرة والمتوسطة والصناعات الحرفية والتقليدية وحتى يمكن إنجاز األهداف المذكورة تبنت اإلست ارتيجية عددا من المحاور الرئيسة والتي تستهدف إعداد وتطوير مختلف القطاعات والمؤسسات ذات االرتباط المباشر أو غير المباشر بالصناعة لتكون مؤهلة للقيام بدورها المنشود وقد تضمنت اإلست ارتيجية في صيغتها المعتمدة ثمانية محاور رئيسية وأدناه أبرز ما تضمنه كل محور من هذه المحاور : 0 المحور األول : وهو المتعلق بمنظومة البيئة الكلية لألعمال واالستثمار الصناعي والتحالفات اإلست ارتيجية العالمية حيث يستهدف تحسين سياسات االقتصاد الكلي مثل السياسات النقدية والمالية واألجور وتحقيق االستق ارر في المؤش ارت االقتصادية الكلية بما يضمن تحفيز االستثما ارت المحلية واألجنبية وخاصة في القطاع الصناعي باإلضافة إلى تحسين السياسات التجارية وسياسات المنافسة في األسواق كما يدخل في إطار هذا المحور تطوير منظومة التشريعات واإلج ارءات الخاصة بالمنشآت الصناعية مثل أنظمة التجارة والعمل والطاقة والتعدينالخ المحور الثاني : ويختص بمنظومة التجمعات الصناعية وتحفيز التنوع االقتصادي والتنمية المتوازنة على مستوى المناطق ويشكل هذا المحور أكبر وأضخم أنشطة اإلست ارتيجية إذ يستحوذ على حوالي نصف التمويل المخصص لإلست ارتيجية وتؤكد التجارب العالمية الناجحة في عملية التصنيع على أن التجمعات الصناعية والتركز الصناعي كان من أهم مقومات تطور الصناعة حيث تتجمع مختلف الصناعات المرتبطة في إطار جغ ارفي معين ( الصناعات المغذية وأنشطة اإلنتاج والتوزيع والخدمات المرتبطة ) بما يضمن خفض التكلفة في الصناعة وتحفيز القدرة على اإلبداع والتطوير نتيجة االحتكاك وانتقال المها ارت وحتى يتحقق هذا المحور يلزم الدخول في عدد من الب ارمج التي نصت عليها اإلست ارتيجية وهي برنامج للتجمعات الصناعية العنقودية وبرنامج للتجمعات الصناعية التقنية والمتقدمة وبرنامج دعم مسا ارت التقنية المتقدمة وبرنامج الترويج الصناعي 3 المحور الثالث : وهو المتعلق بمجتمع األعمال الصناعي والمنشآت الصناعية الصغيرة والمتوسطة وبما أن أكثر من % 5 من المؤسسات العاملة في الج ازئر تندرج ضمن فئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة فهي المؤسسات التي ينبغي أن تحظى برعاية أكبر خاصة خالل تلك المرحلة االنتقالية 5 فؤاد أحمد العفيري مدخل متكامل إلدارة التكاليف في ظل المنافسة في الشركات الصناعية الندوة 6 لسبل تطوير المحاسبة في المملكة العربية السعودية المنعقد في كلية إدارة االعمال جامعة الملك سعود بتاريخ 9-7 مارس 600 ص 6

40 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة التي يمر بها االقتصاد الوطني وقد انطوى هذا المحور على عدد من الب ارمج لضمان إنجازه وهي : برنامج دعم المنشآت الصناعية الصغيرة والمتوسطة وبرنامج الحاضنات للمؤسسات الصناعية الصغيرة والمتوسطة وبرنامج مركز موارد األعمال وبرنامج مركز تنمية التنافسية والتحديث الصناعي وبرنامج آليات التمويل الصناعي 4 : المحور ال اربع وهو الخاص بمنظومة شبكة العالقات بين التطوير واالبتكار واإلنتاج الصناعي حيث أن الفيصل بين الدول المتقدمة والدول النامية يكمن في واقع منظومة البحث والتطوير R&D ومدى ارتباط أنشطة البحث والتطوير بعملية التنمية وكذلك ارتباط مخرجات التعليم باحتياجات أسواق العمل أو احتياجات الصناعة ولهذا أكدت اإلست ارتيجية الوطنية للصناعة على أنه من أجل حصد ثمار الجهد الذي تقوده منظومة العلوم والتقنية فإن األمر يتطلب تعظيم القيمة المضافة لهذه البحوث من خالل ربطها بمنظومة لالبتكار في الشركات الصناعية إضافة إلى تحفيز االبتكار في المؤسسات الصناعية الصغيرة والمتوسطة المحور الخامس 5 : وهو المتعلق بمنظومة القوى البشرية والمها ارت الصناعية حيث يعتبر توافر العنصر البشري المؤهل علميا وتدريبيا وفنيا ركيزة أساسية للتنمية المستدامة وتظهر أهمية العنصر البشري المؤهل بشكل أكبر في الصناعة حيث التعامل مع اآلالت الحديثة والحفاظ عليها واحداث التطوير عليها لإلست ارتيجية الصناعية 6 المحور السادس : ولهذا كان من الطبيعي أن يكون االهتمام بالعنصر البشري من المقومات األساسية وهو المعني بمنظومة البنى التحتية والخدمات اإلنتاجية واألنشطة المساندة للصناعة والذي يهدف إلى تطوير البنية التحتية ليس فقط في المناطق الصناعية التقليدية ولكن أيضا في المناطق والمدن الصناعية الجديدة بإنشاء منصات صناعية في جميع مناطق الدولة 7 كما يستهدف هذا المحور تعزيز منظومة الخدمات واألنشطة المساندة للصناعة مثل خدمات المناولة والشحن والتخزينالخ وذلك بهدف تحسين خدمات تداول السلع و المدخالت داخليا وخارجيا هناك برنامجا مساندا هدفه تأمين إمدادات الطاقة الكهربائية بشكل دائم ومستدام لجميع المصانع المحور السابع : كما أن ويستهدف تطوير منظومة است ارتيجيات وخطط عمل للقطاعات الجديدة المرشحة للتنويع االقتصادي حيث أن تنويع وتعميق القاعدة الصناعية هو الهدف األساسي الذي وضعت اإلست ارتيجية من أجله وعليه فقد أكدت اإلست ارتيجية على ضرورة االستم ارر في دعم تطور الصناعات القائمة والتي نجحت في بناء مي ازت نسبية وتنافسية سواء على المستوى المحلي أو المستوى العالمي 6 د عبد الغفور حسن كنعان المعماري اقتصاديات اإلنتاج الصناعي الطبعة األولى دار وائل للنشر عمان المرجع السابق ص 60 األردن سنة 600 ص 97

41 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة المحور الثامن 8 : يتعلق بالقيادة الفاعلة لإلست ارتيجية حيث أن إنجاز تلك اإلست ارتيجية بكل ما تضمنته من أهداف ورؤية طموحة يتطلب في المقام األول حسن وكفاءة التنظيم واإلدارة وكفاية ووفرة التمويل من خالل صناديق دعم اإلست ارتيجية الوطنية للصناعة وبال شك فأن األهداف متعددة كما تتعدد الجهات التي سيعهد إليها بإنجاز األهداف والمحاور وحتى ال تتداخل األدوار وتضيع الجهود وتهدر الموارد فيجب تولي تلك المهمة للهيئات القادرة على تنفيذها على أحسن وجه من خالل قياس وتحليل الواقع ومتابعة تطوره وتحليل تطور الصناعة ومتابعة تنفيذ المحاور والتنسيق مع الجهات المعنية المحلية وختاما فإن هذه اإلست ارتيجية تشكل نقلة نوعية كبرى بما انطوت عليه من أهداف طموحة للصناعة ويفترض أن ت ر اعى التحديات التي فرضتها األزمة المالية العالمية حتى يمكن إنجاز األهداف كاملة وضمن اإلطار الزمني المحدد وسيكون صناديق التنمية الصناعية كمؤسسة ارئدة في مجال تطوير وتنمية الصناعة المحلية على استعداد تام للقيام بدوره المنشود في سبيل إنجاز أهداف ومحاور اإلست ارتيجية وبالتعاون مع كافة الجهات المعنية 7 المرجع السابق ص 606

42 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة المبحث الثالث : البدائل اإلست ارتيجية في هذا المبحث نقدم اإلست ارتيجيات البديلة و تحليل طبيعة كل منها و الهدف من و ارء استخدامها مع ذكر األسباب الحقيقية و ارء انتهاج المؤسسة إلحدى هذه البدائل سواء كانت متاحة أو غير ذلك والجدول اآلتي يوضح أنه هناك أربع مجموعات أساسية من البدائل تحوي كل منها على عدد من االست ارتيجيات البديلة : ) 0 جدول ( البدائل اإلست ارتيجية المتاحة للمؤسسة اإلستراتيجية العامة للمنافسة إستراتيجيات النمو اإلستراتيجيات االنكماشية استراتيجيات التفاوض -إسرتاتيجية السيطرة -إسرتاتيجية االستقرار -إسرتاتيجية ترشيد االنتاج -اسرتاتيجيات منهج املصلحة بالتكاليف -إسرتاتيجية التنويع -إسرتاتيجية التحول املشرتكة -إسرتاتيجية التمايز 3 -إسرتاتيجية االستثمار املشرتك 3 -إسرتاتيجية التصفية -اسرتاتيجيات منهج الصراع 3 -إسرتاتيجية الرتكيز 4 -إسرتاتيجية تركيز جمال النشاط 4 -إسرتاتيجية املنظمة األسرية : المصدر من إعداد الطالب اعتمادا على المرجع : نجم عبود نجم إدارة المعرفة المفاهيم واالست ارتيجيات و العمليات الطبعة الثانية مؤسسة الو ارق للنشر و التوزيع األردن سنة المطلب األول : اإلست ارتيجيات العامة للمنافسة إن د ارسة جوانب القوة والضعف في المؤسسة تهدف أساسا إلى محاولة زيادة قدرتها على المنافسة في األسواق التي تعمل بها والسؤال المطروح هنا هو كيف يمكن للمؤسسة أن تحول جوانب القوة والضعف لديها إلى م ازيا تنافسية تستطيع بواسطتها أن تواجه المؤسسات المنافسة لها في األسواق في الواقع أن بورتر Porter أجاب على هذا السؤال بقوله أن أمام المؤسسة على األقل ثالثة أنواع من الم ازيا التنافسية والتي يمكن استخدامها لمواجهة المنافسين وهي : أوال إست ارتيجية السيطرة بالتكاليف : تستطيع المؤسسة أن تكسب ميزة تنافسية إذا استطاعت أن تخفض من أوجه التكلفة حتى تتمكن من بيع منتجاتها بسعر أقل من سعر المنافسين الذين يقدمون نفس السلع والخدمات وبنفس الجودة وال يمكن للمؤسسة أن تتبنى إست ارتيجية السيطرة بالتكاليف إال من خالل : G Jjohson ; HScoles et d autres, op, cit, pp

43 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة - رفع حجم اإلنتاج و االستفادة من أثر التجربة : حيث تعمل المؤسسة على االستفادة من اقتصاديات الحجم فكلما ارتفع حجم اإلنتاج انخفضت التكلفة الثابتة للوحدة وبالتالي الحصول على أكبر حصة سوقية كما أن ألثر التجربة لدى األف ارد أيضا دور في تخفيض تكاليف العمل وبالتالي الرفع من إنتاجية المؤسسة مقارنة بمنافسيها - البحث عن أحسن مصادر التموين : وذلك نظ ار ألن تكاليف المادة األولية تلعب دو ار كبي ار في تحديد سعر المنتج في النشاطات الصناعية فهو بذلك يمثل مصد ار لألفضلية التنافسية وعلى المؤسسة أن تعمل على استغالله من أجل تخفيض التكاليف - االعتماد على قنوات التوزيع ذات التكلفة المنخفضة وذلك من خالل تقليص عدد الوسطاء واالعتماد على قنوات التوزيع التابعة للمؤسسة - تبسيط أسلوب اإلنتاج : فكلما كان أسلوب اإلنتاج بسيط كلما تمكنت المؤسسة من التحكم فيه وبالتالي التحكم في التكاليف ومحاولة إنتاج منتجات أساسية بعيدة عن أية نفقات إضافية كمالية تؤدي إلى زيادة التكلفة في إنتاجه - تعديل موقع المؤسسة بحيث تكون أقرب إلى المستهلك واخ ارج بعض األنشطة نحو األماكن ذات األجور المنخفضة فعندما تجد المؤسسة أن تكاليف إنتاج بعض األج ازء لدى المعالجين األولين هو أفضل من المؤسسة فالبد من استغالل هذا المصدر لألفضلية في التكاليف على اعتبار أن المؤسسة تستفيد من المها ارت الموجودة في المحيط عوامل تطور واستم اررية إست ارتيجية السيطرة بالتكاليف : ال يمكن للمؤسسة المتبنية إلست ارتيجية التكاليف الوصول إلى اكتساب ميزة تنافسية ناجعة وفعالة إال إذا تمكنت من تطويرها والمحافظة على استم ارريتها ويمكن للميزة التنافسية المكتسبة أن تستمر إذا تمكنت المؤسسة من إقامة ع ارقيل وحاجز الدخول أمام المنافسين المحتملين ومن إمكانية تقليد المؤسسة إذن هناك عوامل عديدة تمكن المؤسسة من تطوير إست ارتيجيتها ولعل أهمها ما يلي : أ اقتصاديات السلم : تشكل اقتصاديات السلم حاجز أمام دخول منافسين إلى الصناعة واذا تمكن المنافسون من تقليدها فان تكلفته سوف تكون عالية حيث ال يوجد هناك طريق آخر غير القيام بش ارء حصتهم في السوق وهذا ليس باألمر السهل ب الوصل : ويقصد بذلك عالقات الوصل الموجودة بين المؤسسة ووحداتها وفي هذه الحالة إذا تمكنت هذه العالقة من إقامة ع ارقيل الدخول فإنها تتمكن من المحافظة على استم اررية ميزتها التنافسية بشكل قوي ت الروابط : تعاني المؤسسات عادة من صعوبات في إيجاد الروابط والعالقات فهذه األخيرة تتطلب تنسيقا كبي ار اتجاه بنية المؤسسة مع الموردين ودوائر التوزيع المستقلة M Porter, L Avantage Concurrentiel, op, cit, pp

44 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة ث االمتالك الحصري للمهارة : تمكن المؤسسة من امتالك مهارة خاصة بها يجعل مهمة االلتحاق بها أم ار صعبا ج المقاييس التقديرية : والتي تهدف إلى خلق حقوق ملكية على المنتج ألن عمليات التجديد على مستوى أساليب أو المناهج يعتبر أكثر قابلية للحياة من كون التجديد ينحصر فقط على مستوى المنتج وبذلك فإن نجاح المؤسسة في توفير عوامل استم اررية تخفيض التكاليف يرتبط بمدى قدرة المؤسسة على إرساء معالم اإلست ارتيجية في الواقع ألن عملية تخفيض التكاليف ليس من باب الصدفة بل البد من مجهودات جادة خلق الميزة التنافسية للمؤسسة بواسطة سلسلة القيمة : بما أن المؤسسة تسعى من خالل تبنيها إلست ارتيجية التكاليف إلى بناء ميزة تنافسية لها فإن المؤسسة تعتمد في ذلك على سلسلة القيمة ألنشطتها حيث يوجد أمامها العديد من فرص بناء م ازيا التكاليف المنخفضة بين أنشطتها الرئيسية والمدعمة المضيف للقيمة وتبدأ عملية خلق ميزة االنخفاض بالتكاليف من خالل اكتشاف المؤسسة مصد ار مهما لتحسين وتخفيض التكاليف ولكن األمر ال يتوقف هنا بل البد من البحث أيضا عن طريقة لتخفيض تكاليف نشاطاتها إلى ما هو أبعد مع مرور الوقت ويرجع السبب الرئيسي إلى عدم ثبات وديمومة مصادر ميزة التكاليف المخفضة وهي تحتاج إلى التحسين المستمر والقيام ببحوث متواصلة ويمكن التطرق إلى بعض الطرق التي تؤدي إلى خلق قيمة ألنشطتها: - االعتماد على اقتصاديات الحجم وأثر الخبرة : القتصاديات الحجم وأثر الخبرة أهمية كبيرة في اإلمداد إلى الداخل عمليات التشغيل اإلمداد والتموين إلى الخارج الش ارء و أنشطة تطوير التكنولوجيا في سلسلة القيمة ألن العاملين لديهم الفرص لكي يصبحوا أكثر كفاءة في أداء مهامهم بمرور الوقت ويرتفع بذلك عائد المخرجات مع زيادة األلفة - التكامل العمودي : يساعد التكامل العمودي المؤسسات على السيطرة على كل المدخالت التوريدات والمعدات الالزمة لتحويل المواد الخام إلى منتجات نهائية كما يمكن للمؤسسة أن تتمكن من تحقيق الميزة التنافسية من خالل التكامل العمودي القليل جدا بغية لجوء المؤسسة إلى اختيار األنشطة الداخلية وتتفادى بذلك تكاليف التشغيل والتكاليف الثابتة التي تصاحب التكامل ال أرسي المرتفع ويناسب ذلك الصناعات سريعة التطور ألن العمل في مثل هذه القطاعات يحمل مخاطر كبيرة في االستثمار في م ارفق إنتاجية وفي طرق إنتاج قد تصبح متقادمة سريعا قبل أن تسترد المؤسسات استثمارها في هذه األنشطة كما يمكن للموقع الذي يتم فيه أداء النشاط المضيف لقيمة أن يلعب دو ار كبي ار في تحديد ميزة تكاليفية لمؤسسة و للتوضيح أكثر يمكن إعطاء المثال التالي : 3 محسن أحمد الخضيري صناعة المزايا التنافسية مجموعة النيل العربية الطبعة األولى مصر سنة المرجع السابق ص ص 607

45 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة قيام في في شركة حدها تيوتا TOYOTA " األقصى مع بالتعامل " في محاولة منها لبقاء على تكاليف في حدها األدنى وعلى جودة األج ازء الموردين مصانع لبناء األساسيين مكوناتها سيا ارتها فقرب المصانع من خطوط تجميع سيا ارتها يمكن تيوتا من تطبيق أداة تكلفة التوقيت االحتفاظ يعني وهذا بالضبط بالمخزون فهي أن بذلك تيوتا تخفض حيث المخزون في مستودعاتها قليل جدا 3 شكل شروط دائم تطبيق كلفة إلى إست ارتيجية أقل وحدوية السيطرة التكلفة من تستطيع من بالتكاليف : األج ازء استالم تكاليف اإلمداد أن بما الوحدوية للمنافسين التي والتموين إست ارتيجية عدم مع تحتاج الداخلة السيطرة إهمال تجمع مصانع من بالقرب مخازنها من خالل منهج إليها إلى نقلها تيوتا بالتكاليف جانب في إلى الحال تهدف الجودة حد دون كبير على المطلوبة في السوق كل هذا يتطلب توفر المؤسسة على الشروط الالزمة للتطبيق الفعال لهذا النوع من اإلست ارتيجية التنافسية أ من حيث اإلمكانات والموارد : استثما ارت - تطلبه ما وهو كبيرة : توفر لنسب مرتفعة الستغالل الطاقة سياسة تطبيق اقتصاديات لتخفيض الحجم التكاليف - أنظمة توزيع متطابقة : والتي تتالءم وسياسة الحجم الكبير من أجل تدنية التكاليف - تبسيط أسلوب اإلنتاج : ال يجب أن تتحمل المؤسسة تكاليف إضافية هي في غنى عنها - هندسة وفعالية تقنية : من خالل استخدام مواصفات أقل للمواد المشت ارة - كفاءة كبيرة لليد العاملة : إذ البد من االستفادة من أثر الخبرة حيث من ب خالل تطبيق طرق م ارقبة التنظيم : التسيير تتطلب أجل من باإلضافة إلى الم ارجعة المتكررة والمفصلة متابعة في االستم ارر ت المنافسة : إست ارتيجية ذلك التحقق ألن يمكن أن تتعرض للتقليد من طرف المنافسين السيطرة والمقارنة الميزة ث نشر ثقافة التكاليف بين المتعاملين في المؤسسة ج تطابق ممي ازت المنتج الحتياجات الزبائن الميزة بناء مصادر تعدد ح التنافسية : التنافسية طريقة تشمل والتي فكل اإلنتاج نشاط بالتكاليف بين التنافسية من التركيب أنشطة سياسة اختيا ارت المبنية المؤسسة التموين على إذ تنظيمية صارمة المؤسسة يمكن إست ارتيجية أن اإلمداد لألعباء تساهم السيطرة السيطرة في البد وذلك من من والمصاريف بالتكاليف خلق على التوزيع الخ فكما تعددت المصادر كانت الميزة المكتسبة على المدى الطويل والعكس صحيح 4 م ازيا ومخاطر إست ارتيجية السيطرة بالتكاليف : أ م ازيا إست ارتيجية السيطرة بالتكاليف : تحمل إست ارتيجية السيطرة بالتكاليف م ازيا عديدة : الميزة قنوات 3 د نبيل مرسي خليل مرجع سبق ذكره ص 0

46 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة - اعتماد المؤسسة على تخفيض التكاليف يساعدها على بيع منتجاتها بأسعار أقل من المنافسين وبالتالي إقامة عوائق دخول مؤسسات منافسة إلى السوق - ضمان حصة سوقية كبيرة للمؤسسة من خالل الحجم الكبير للمبيعات وبالتالي المحافظة على نفس مستوى األرباح أو ربما ارتفاع مستويات األرباح و كنتيجة تستطيع المؤسسة الخوض في استثما ارت أخرى من أجل تطوير نفسها - تفادي المخاطر بواسطة العمالء وذلك ألن احتمال تحول المشترين الذين هم على ألفة بمنتجات المؤسسة المسيطرة بالتكاليف إلى عالمة تجارية منافسة من نفس المنتج إال في حالة كون تلك العالمة تقدم شيئا ممي از ومنفردا كما أن الزبائن التابعين للمؤسسات المسيطرة على حصة سوقية كبيرة يتكون لديهم شعور باستم ارر المنتجات لفترة زمنية طويلة بعد ش ارئهم لها - الوجود القوي في السوق يساعد المؤسسة على إقناع منافسيها بعدم بداية حرب األسعار داخل الصناعة وهذا يؤدي إلى استق ارر األسعار لفترة زمنية تضمن لكل المؤسسات تحقيق مستوى من الربحية ب مخاطر إست ارتيجية السيطرة بالتكاليف : وتشمل على المخاطر التالية : - االعتماد على اثر التجربة كمصدر ألفضلية تنافسية ال يتحقق في جميع مجاالت النشاط فهناك البعض منها ال تحتاج إلى أثر التجربة بقدر ما هي بحاجة إلى تكنولوجية جديدة - ظهور حرب األسعار فبظهور منافسين يتبنون نفس اإلست ارتيجية فان ذلك يؤدي بكل واحدة إلى تخفيض السعر أكثر فأكثر من سعر المنافسين وبالتالي البيع بأدنى األسعار مما يعني انخفاض المردودية وهذا يمكن أن يؤدي بدوره إلى عدم القدرة على البقاء واالستم ارر في السوق وبالتالي الخروج من الصناعة أو اإلفالس - تبني إست ارتيجية السيطرة بالتكاليف يفرض على المؤسسة إنتاج نفس المنتج لمدة طويلة وهذا ليس في صالحها وخاصة في ظل التقلبات التي يعرفها المحيط وكنتيجة حتمية فإن قدرة المؤسسة على التكيف مع تطو ارت المحيط تصبح ضعيفة - ظهور منتجات بديلة فبوصول المنتجات ذات أثر التجربة إلى مرحلة االنحطاط تظهر منتجات جديدة بديلة فإذا كانت تلك المنتجات ذات تكنولوجية جديدة وعالية فإنها تستطيع أن تلغي أثر التجربة للمنتجات الموجودة و أحسن مثال الساعات الميكانيكية و اإللكترونية - هناك بعض النشاطات ال تتركز فيها المنافسة على السعر أو التكلفة فالمؤسسة التي تملك أفضلية تنافسية هي التي تملك أحدث التكنولوجيات وليس التي تعرض أدنى األسعار و هذا ما ينطبق على صناعة األسلحة M Porter, L Avantage Concurrentiel, op, cit, Pp محسن أحمد الخضيري مرجع سبق ذكره ص 60 3

47 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة ثانيا متميزة إست ارتيجية منتجات عن التوزيع الخ واالفت ارض أسعار وأقل والء أكثر األساسي للمنتج وتنطوي : التمييز المنافسين عليه يقوم الذي هذه ويتحقق هذا إست ارتيجية اإلست ارتيجية التمييز التمييز على عن أن هو تكثيف طريق يكون جهود التصميم العمالء المؤسسة على العالمة على استعداد تقديم التجارية المميز حساسية اتجاه عندما يشبعون حاجاتهم ومن األسعار التمييز خالل ويضاف وتتجسد إست ارتيجية التمييز من خالل : عرض عملية تعتبر العالية : الجودة - إلى منتجات عند الزبون خاصة في مجال السلع الصناعية تتمكن ذلك وخدمات المؤسسة احتمال بجودة من عدم بناء بحث عالية ميزة الزبائن بمثابة تنافسية عن وسيلة تجعل تام منتجات لخلق ألن منتجات منافذ يدفعوا العمالء أكثر قيمة بديلة أخرى للمؤسسة - االستجابة السريعة والتجديد : فإتباع هذه اإلست ارتيجية تتمكن المؤسسة من االستجابة السريعة لمتطلبات الزبائن كما نفس تستطيع قد المؤسسة خالل من المنافسين قبل جديدة أسواق إلى الدخول الجديدة للزبائن وتعزز بذلك ثقة ووفاء المستهلك لمنتجاتها و الحصول على أحسن الموزعين الشيء وبالتالي ارتفاع بالنسبة يقال األسعار لقدرة فإن المؤسسة المستهلك على دفع يقبل التجديد عالية - التوزيع : - تبني أيضا ويمكن التي تم إهمالها من طرف المنافسين العالمة العالمة فقوة التجارية : إست ارتيجية التجارية التمييز تكسب مبالغ عن وذلك أكبر طريق المؤسسة فالعالمة التجارية تشكل في حد ذاتها جزءا من قيمة المنتوج من على أجل التوزيع أفضلية من الرغم الحصول أو الوحيد تنافسية التكاليف أن على اختيار تميزها تلبية منتوج القنوات عن سوف الطلبيات ذات ترتفع جودة التوزيعية اآلخرين عوامل 0 للمؤسسة والتطبيق عن الفعال استم اررية طريق الميزة إست ارتيجية إلست ارتيجية المكتسبة التمييز التمييز ال من يكمن تمكنها في تبني من قدرة إست ارتيجية تميزها المؤسسة عن التمييز على غيرها : في اكتساب إن القيمة الميزة اكتساب و الميزة التي تقدمها المحافظة إنما التنافسية لزبونها على تطورها واستم اررها ألطول مدة زمنية ومن أهم العوامل التي تساعد المؤسسة على االستم اررية ما يلي: المقاييس - التقديرية لألنشطة : التطوير بحوث على المؤسسة تعتمد حيث خاصة تمكن المؤسسة من جعل منتجاتها فريدة وذات خصائص أداء أفضل والتكنولوجيا لتطبيق - الوصل : من خالل إيجاد عالقات وصل بين مختلف األنشطة داخل المؤسسة الخالقة للقيمة مقاييس د نبيل مرسي خليل مرجع سبق ذكره ص المرجع السابق ص 4 33

48 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة - - االندماج : يساعد اندماج األنشطة الجديدة الخالقة لقيمة في م ارقبة نتائج األنشطة وتحقيق التنسيق فيما بينها كما يساعد االندماج على زيادة األنشطة الخالقة للقيمة الرزنامة : اإلنتاج - العالقات : التوزيع للمنتج الجودة تحقيق مجاالت شكل غير التمييز تميز وتشمل التمييز المؤسسة : المنتج في العالقات هناك سمات عدة إنتاج بين منتج أنشطة مجاالت معين المؤسسة أمام خاصة بالمنتج يكون المؤسسة تقديم انطالقا والعالقات خدمات لتحقق من مع مساعدة تاريخ الزبائن التمييز أكبر مباشرة والموردين بينها ومن للمستهلك المؤسسة من في خالل تشكيالت التفوق عملية قنوات مختلفة التقني العادية بكفاءة االعتماد إذا عالية على كانت مواد تتمتع خام جيدة بكفاءات الريادة ال يمكن التكنولوجية وحتى للمنافسين تقليدها االستم ارر في اكتساب الميزة يكون من األفضل أن تحقق المؤسسة التمييز في بسهولة تتمكن ولكي الحاالت التالية : المؤسسة تتمكن * التمييز على أساس التفوق التقني * التميز على أساس الجودة 3 * التميز من خالل الخدمة اإلضافية التي تقدمها المؤسسة للمستهلك * التميز نتيجة تقديم المنتج قيمة أكبر نظير المبلغ المدفوع فيه إست ارتيجية إست ارتيجية خصائص إلى أ تركيب : القيمة وسلسلة التمييز التمييز فريدة منتج مميز وتشكل وتربط وخلق معظم هذه القيمة يمثل األنشطة الخصائص يعتمد ال محتمل مصدر أي الرئيسية والداعمة بالدرجة على فقط األولى األنشطة إلضافة الخالقة قيمة للقيمة بالتطور التكنولوجي و الرئيسية فرصة للمشتري المصدر األساسي إنما البد حيث في أن النهاية تساهم من من لممارسة لخلق تؤدي األنشطة الداعمة في خلق تمييز في المنتج حيث ترتبط قدرة المؤسسة على المحافظة على التميز بالدرجة األولى على مدى االرتباط بين األنشطة الرئيسية والداعمة 4 التحليل اإلست ارتيجي للتمييز : تحديد الممي ازت المؤسسة القيمة عن المميزة منتجات للزبون : السوق تخلق بذلك المنافسين قيمة للزبون فإنه بما والتي أن يستوجب تبرر المؤسسة من عليها خاللها تسعى االعتماد إلى االرتفاع على توفير في وحتى تتمن المؤسسة من ذلك فإنها ملزمة بإتباع اآلليتين : 3 - من تدنية تحقيق التكاليف تكلفة للزبون : المشتري خالل فمن لتحقيق التميز تصميم ويتحقق المنتجات ذلك التي بالنسبة تتطلب المواد سعر وقتا للمؤسسات في منتوج األولية البيع أقل التي السوق ذات والذي للطاقة يمكنها ينفرد النوعية يعتبر تتمكن تعيد أن األعلى ببعض الجيدة في المؤسسة تصميم Mporter, l Avantage Concurrentiel, op,cit, pp محسن أحمد الخضيري مرجع سبق ذكره ص 60 د نبيل مرسي خليل مرجع سبق ذكره ص 66 34

49 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة منتجاتها لتبسيط عدد الخطوات التي يتضمنها االستخدام بمعنى أن المؤسسة التي تساهم في محاولة إيصال كيفية استعمال منتجاتها لزبائنها تستطيع التأثير على تكاليف هذا الزبون عن طريق توضيح مختلف النشاطات التي تساهم في إنتاج منتجاتها فأية محاولة من الزبون لتغيير منتج ما يلزمه دفع تكلفة التغيير ويمكن للمؤسسة تدنية التكاليف من خالل : * التخفيض من تكاليف تسليم البضائع التجهي ازت التمويل * التخفيض من نسبة مساهمة األنشطة في استعمال المنتج مثل تكاليف اليد العاملة الصيانة * تدنية تكاليف الزبون في النشاطات الخالقة القيمة بدون التأثير على المظهر الخارجي للمنتج * التخفيض من تكاليف غير المباشرة الستعمال المنتجات - تحسين أداء الزبون : ويقصد بتحسين أداء الزبون زيادة رضا المشتري للمنتج فلكي تتمكن المؤسسة من تحسين أداء الزبون البد من فهم ما يريده الزبون وتتوقف قدرة المؤسسة في تحسين أداء الزبون على عوامل التمييز التي سوف تخلقها في عالقاتها مع زبائنها ويتحقق ذلك من خالل مساعدتهم في تحقيق أهدافهم غير االقتصادية مثل المرتبة والصورة الشهرة كما يمكن أن تحسن من أداء الزبون من خالل تلبية حاجاته لم تتبلور في أذهانهم ب القيمة المدركة من طرف الزبون : قد تتحصل المؤسسة على فرصة للتمييز بزيادة قيمة المنتج لكنها يمكن توجه إشكالية في كيفية إد ارك الزبون لهذه القيمة ويحتاج فهم تأثير المنتج على الزبون وعلى أداءه فترة طويلة ويرجع األمر في النهاية إلى ضرورة قيام الزبون بإعطاء قيمة سعرية لالختالفات الموجودة بين مختلف العروض الموجودة في السوق والتي تبرر الزيادة في السعر ألن المشترى مطالب بدفع تكلفة التميز وترتبط القيمة المدركة غالبا بنقص أو عدم اكتمال المعلومات لدى الزبائن التي يمكن من خاللها الزبون إعطاء الحكم على قيمة المنتج وقد تساعد ما اسماه بورتر بإشا ارت القيمة الزبون على إد ارك قيمة المنتج وبالنسبة لبورتر فإن هذه اإلشا ارت تتمثل في اإلشهار التغليف الشهرة الخ أو بعبارة أخرى مجموع الخصائص التي يمن لزبون إد اركها ويرتبط نجاح المؤسسة في إد ارك القيمة من طرف الزبون إذا استطاعت أن تبين القيمة الحقيقية منتج فهناك من المؤسسات التي تحقق قيمة متوسطة لكنه استطاعت أن تبينها جيد وهناك البعض اآلخر تحقق قيم جيدة لكن لم تتمكن من تبيينها جيد للزبون ففي هذه الحالة تكون الحظوظ كبير في االستحواذ على السعر المرتفع للمؤسسة األولى أكثر من المؤسسة الثانية 5 شروط تطبيق إست ارتيجية التمييز : هناك مجموعة من الشروط يتوقف على أساسها نجاح المؤسسة المطبقة لهذه اإلست ارتيجية أهمها : - يجب على المؤسسة أن تقوم بتحديد نوعية زبائنها - ضرورة تحديد المؤسسة للهدف المنشود Mporter, l Avantage Concurrentiel, op,cit, pp 59-6 M Garibaldi, L Analyse Stratégique (Paris : 3ème édition d Organisation, ème tirage, 00), p 0 35

50 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة - من المهم جدا تعرف المؤسسة على منافسيها ( خصائصهم و امكانياتهم ) وبالتالي التعرف على السوق المستهدف وخاصة في ظل توجه األسواق شيئا فشيئا نحو العولمة - ضرورة اعتماد المؤسسة على امكانياتها و مها ارتها الذاتية ألن تمييز المؤسسة على أساس إمكانياتها تصعب على المنافسين من تقليدها - ضرورة التأكد من الخصوصيات التي تتميز بها ويرجع ذلك إلى الصعوبات التي قد تواجهها المؤسسة لضبط خصوصيات الزبون - البد من التوفيق بين القيمة اإلضافية في السعر و القيمة التمييزية اإلضافية في المنتوج حتى يكون الزبون مستعدا لدفع هذه الزيادة في السعر و يكون مقتنعا بها - يجب أن تحذر المؤسسة من إقامة التمييز على أساس قواعد تتصف بالسكون ألن الزبون ينتظر اإلبداع والديناميكية - يجب أن تتأكد المؤسسة أن السعر العالي لمنتجاتها المتميزة وذات الجودة العالية ال يجب أن يكون أعلى بكثير بالمقارنة بالمنتجات المنافسة واال يدرك العمالء أن قبولهم لجودة أعلى أو خدمة متميزة ال يبررها االرتفاع في السعر - تتطلب هذه السياسة قنوات توزيع فعالة وتعاون قوي مع الوسطاء كما تتطلب مها ارت تنظيمية كجذب عمالة ذات مها ارت عالية و مبدعة إضافة إلى العلماء والباحثين 6 م ازيا ومخاطر إست ارتيجية التمييز : تعتبر إست ارتيجية التمييز كباقي اإلست ارتيجيات فلها م ازياها كما لها مخاطر أيضا أ م ازيا إست ارتيجية التمييز : إن سعي المؤسسة و ارء اكتساب ميزة تنافسية عن طريق االنف ارد في عرض منتجات تختلف عن منتجات المنافسين يمكن المؤسسة من : - إقامة عالقات مختلفة مع الموردين والعمالء : فتبني المؤسسة لمثل هذه اإلست ارتيجية يمكنها من قوة تفاوضية كبيرة مع الموردين والعمالء ذلك أنها أقل حساسية للسعر وبالتالي تستطيع أن تفرض نفسها على من تشاء - السماح للمؤسسة بعزل نفسها جزئيا من الخصومة السعرية في الصناعة فبتقديمها لمنتجات عالية التمييز ومطلوبة بشدة من طرف الزبائن يبعدها عن االنخ ارط في حروب األسعار مع منافسيها - تشكيل عائق كبير أمام دخول منافسين جدد في الصناعة و ذلك من خالل االستثما ارت المعتبرة التي تقوم بها و خاصة أن هذه اإلست ارتيجية تتطلب شبكات توزيع محددة ( موزعين ذوي خب ارت و شهرة عالية ) - تحقيق مردودية كبيرة نتيجة تركيز المؤسسة على إيجاد قيمة مميزة لمنتجها في السوق لدى المستهلك مما يدفع هذا األخير إلى دفع أسعار مرتفعة وبالتالي حصول المؤسسة على هامش ربح أكبر د نبيل مرسي خليل مرجع سبق ذكره ص 67 36

51 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة - باإلضافة إلى أن هذه اإلست ارتيجية ال تتركز فقط على االستثما ارت وانما أيضا على مدى قوة العالمة التجارية وهذا سيساهم في تأخير دخول المنافسين ألن المؤسسة تكون قد استطاعت كسب والء الزبائن ب مخاطر إست ارتيجية التمييز : على الرغم من الم ازيا التي يمكن أن تكتسبها المؤسسة من خالل تبنيها إلست ارتيجية التمييز إال أن الفهم الخاطئ لعوامل هذه اإلست ارتيجية وتكلفتها يشكل مخاطر كبيرة للمؤسسة: - يتمثل المشكل الرئيسي للمؤسسات التي تتبنى إست ارتيجية التمييز في أنها ال تستطيع االستم ارر لمدة طويلة في عرض منتجات أو خدمات متميزة عن منتجات باقي المنافسين إال في نظر المشتري فقط - في حالة اعتماد المؤسسة في تمييزها على الخصائص الفيزيائية للمنتج أو الخدمة أو على أشكال التوزيع فإن عملية التقليد من طرف المنافسين تصبح سهلة ويرجع ذلك إلى إهمال المؤسسة إلمكانيات التمييز من خالل سلسلة القيمة كما هو الحال بالنسبة لقطاع السيا ارت - تغير أذواق المستهلكين مما يدفعهم لش ارء منتجات أخرى وعود إلى عدم إعطاء المؤسسة األهمية لتقسيم السوق إلى قطاعات فحاجات الزبائن تختلف من قطاع إلى آخر حيث أن إد ارك المؤسسة لوجود قطاعات سوقية ال يعني بالضرورة تبني إست ارتيجية التركيز ولكن البد من بناء است ارتيجية تمييز اعتمادا على معايير مج أزة على العديد من الزبائن - المبالغة في التمييز من طرف المؤسسة يعرضها إلى المنافسة من طرف منتجات ذات نوعية أحسن وسعر أقل فإذا لم تتمكن المؤسسة من الحصول على الميكانيزمات التي بواسطتها تؤثر على القيمة المؤسسة للزبون فإنه يمكن لها أن تتميز بصفة مبالغ فيها - مع مرور الوقت تصبح إشكالية السعر المرتفع تشكل خط ار على المؤسسة ألن المنتج أصبح مألوفا في السوق وهنا يصبح الزبائن أكثر ذكاء حول ما يريدونه وحول نوع وحجم القيمة األصلية وما هم على استعداد لدفعه ثالثا إست ارتيجية التركيز : وفق هذه اإلست ارتيجية تستهدف المؤسسة جزءا معينا من السوق ( مجموعة من المستهلكين مجموعة منتجات ) لتحقق في نفس الوقت السيطرة بالتكاليف ودرجة ما من التميز 3 وتناسب هذه اإلست ارتيجية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي ال تستطيع منافسة المؤسسات العمالقة في كل األسواق فتقوم بذلك باختيار قطاع معين ال تخدمه هذه المؤسسات العمالقة أو تتجاهله خاصة وأنها تهدف للربح بدال من النمو واالفت ارض األساسي الذي تقوم عليه إست ارتيجية التركيز هو أن المؤسسة تستطيع جذب عدد مت ازيد من الزبائن الجدد ويساعد توسع المؤسسة و إمدادها إلى زبائن جدد على منحها رقعة أوسع لتقديم منتجاتها 3 Mporter, l Avantage Concurrentiel, op,cit, pp 59-6 محسن أحمد الخضيري مرجع سبق ذكره ص 607 د نبيل مرسي خليل مرجع سبق ذكره ص 67 37

52 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة 0 أشكال إست ارتيجية التركيز : بما أن المؤسسة التي تتبنى إست ارتيجية التركيز تسعى المؤسسة التي تتبنى هذه اإلست ارتيجية إلى االستفادة من ميزة تنافسية في قطاع السوق المستهدف من خالل تقديم منتجات ذات أسعار أقل من أسعار المنافسين ( التركيز على خفض التكاليف ) أو من خالل تقديم منتجات متميزة من حيث الجودة ( التركيز على التمايز ) هذا يعني أن المؤسسة يمكن أن تأخذ شكلين : أ إست ارتيجية التركيز بالتكاليف : وهي إست ارتيجية تنافسية تعتمد على خفض التكاليف من خالل التركيز على قطاع معين من السوق أو مجموعة من المستهلكين والذين يتم خدمتهم كقطاع صغير وليس السوق ككل ومن بين العوامل التي تساعد على تبني هذه اإلست ارتيجية ما يلي : - م ارقبة إمكانية إعادة تجزئة السوق خاصة في ظل التطو ارت التكنولوجيا والتحوالت في رغبات الزبائن المستهدفين - تركيز االستثمار على الرغبات غير المشبعة والصغيرة - اختيار القطاع السوقي الذي يشمل الفئات الواضحة الحاجات والرغبات من أجل تركيز التكاليف ب التركيز بالتمايز : وفي هذه الحالة المؤسسة يحب أن تتبع نفس خطوات إست ارتيجية التمييز ( إنتاج منتج يتميز عن منتجات المنافسين ) مع اقتصارها فقط على قطاع معين من السوق أو مجموعة من المستهلكين ومن أهم عوامل نجاح هذه اإلست ارتيجية ما يلي : - البد أن تتمتع المؤسسة بالقدر الكاف من التمييز لكي تستطيع الحفاظ على والء الزبائن - البد أن يكون السوق المستهدف محدود لكي ال تجلب المنافسين األكثر إمكانية في المجال فتتقلص بذلك حظوظ المؤسسة في الصمود في وجه المنافسين - أن تكون األصول الموظفة لتلبية احتياجات الفئة المستهدفة جد خاصة تكنولوجيا مملوكة آالت مكيفة قنوات توزيع محتكرة وذلك من أجل تشكيل حاجز أمام المنافسين - االعتماد على العرض ذو القيمة التي تبرر السعر - إب ارز الخصائص التي تمكن الزبون من إد ارك قيمة المنتج عن طريق وسائل االتصال وعموما فإن نجاح المؤسسة في اختيار أي اإلست ارتيجيتين تتبنى يتوقف بالرجة األولى على تحديد مدى جاذبية القطاع بناء على معرفة ربحية القطاع مدى شدة قوى التنفس في السوق األهمية النسبية للقطاع بالنسبة للمنافسين الرئيسين ود ارسة مدى التوافق بين إمكانيات المؤسسة وحاجات القطاع السوقي التحليل اإلست ارتيجي إلست ارتيجية التركيز : إن التركيز يفرض على المؤسسات غير القادرة على مواجهة المنافسة والذي يرجع لسببين : - حجمها أو مواردها غير كافية - ال تسعى أن تنمو بسرعة خوفا من تتجاوز الحجم الحرج Mporter, l Avantage Concurrentiel, op,cit, pp 59-6 عبد الرزاق بن حبيب اقتصاد وتسيير المؤسسة ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر سنة 6006 ص 86 38

53 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة وفي هذه الحالة ال يسع للمؤسسة إال أن توجه جهودها إلى منطقة محدودة يتوافق وامكانياتها ومواردها فالتركيز مبني على مبدأ أن المؤسسة توجهه قواتها في مجال معين ومحدد لتحقق فعالية و مردودية أفضل مما عليه في حالة المجاالت المبعثرة وهناك خطوتين هامتين لتحيد كيفية دخول است ارتيجية التركيز : أ تحديد القطاع السوقي : لكي تتمكن المؤسسة من تحديد قطاعها السوقي البد من القيام بخطوتين هامتين : - القيام بتقسيم السوق إلى قطاعات - اختيار معايير التقسيم السوقي تقسيم السوق إلى قطاعات : إن الخطوة األولى التي تقوم بها المؤسسة عند الرغبة في د ارسة وتحليل سوق معين هو القيام بتجزئته وذلك من أجل التوجيه الحسن وتركيز الجهود التسويقية وتصميم السياسات والب ارمج التي تتالءم وكل قطاع ومن بين األمور التي يجب على المؤسسة م ارعاتها هي خصائص المستهلكين واألهمية النسبية لكل قطاع ودرجة المنافسة فيه و بالتالي يمكن التوصل إلى نتيجة وهي أن تقسيم السوق عبارة عن عملية تجزئته إلى مجموعات جزئية ألن السوق يتسم بعدم التجانس ونضم هذه المجموعات الجزئي مجموع المستهلكين الذين تجمعهم خصائص مشتركة وقادرين على تفسير اختالفات المجموعات الجزئية المتجانسة وتجدر اإلشارة إلى أن عملية تقسيم السوق إلى قطاعات ليست ثابتة بصفة دائمة وهذا بسب التغي ارت التي تحدث في األسواق والتي يترتب عنها تغي ارت في تقسيم السوق إلى قطاع كما أن المؤسسة في بعض األحيان ل ستي مضطرة لتقسيم السوق إلى قطاعات ألن هناك بعض الحاالت ال يطلب السوق ذلك فقيام المؤسسة بإنتاج منتج ما يؤدي بها إلى إشباع حاجات المستهلكين بجميع ش ارئحها ب د ارسة قطاع السوق للتركيز : لكي تستطيع المؤسسة تحقيق الميزة التنافسية من خالل تبنيها إلست ارتيجية التركيز يستوجب أوال القيام بتحديد القطاعات السوقية التي سوف يتم التركيز عليها فإذا تمكنت المؤسسة من تحديد القطاع السوقي الذي ستستهدفه تكون بذلك قد تمكنت من تحديد جاذبية القطاع انطالقا من : حجم القطاع ربحية القطاع مدى شدة قوى التنافس الخمس في القطاع األهمية اإلست ارتيجية للقطاع بالنسبة للمنافسين ومدى التوافق بين إمكانات المؤسسة وحاجات القطاع السوقي وبما أن المؤسسة التي تتبنى إست ارتيجية التركيز تتميز مواردها بالمحدودية فإنها منطقيا سوف تركز جهودها على القطاعات التي لم يتم خدمتها أو خدمتها دون تحقيق اإلشباع من طرف المنافسين وخاصة المؤسسات الكبيرة وهذا من أجل أن تتمكن من اكتساب ميزة تنافسية أفضل من المنافسين وكما سبقت 39 محسن أحمد الخضيري مرجع سبق ذكره ص 667 عبد الرزاق بن حبيب مرجع سبق ذكره ص 77

54 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة التركيز تناسب إست ارتيجية فإن اإلشارة كبير بشكل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تستطيع ال والتي منافسة المؤسسات في العمالقة تلك األسواق من الخدمة صعبة تكون ما قطاع اختيار بذلك فتعمد طرف المؤسسات نتيجة صغر تجاهلته ربما أو العمالقة حجمه : عليها التنافسية الميزة كسب من المؤسسة تتمكن وحتى والحفاظ بعدين توفر من البد التكلفة قيادة تحقيق في النجاح - القطاعات أو القطاع في التميز المستهدفة - فالمؤسسة األول البعد يخص ففيما منتج تقديم خالل من األدنى الحد إلى التكلفة تخفيض تحقيق تستطيع منخفض بالمقارنة جانب إهمال دون وذلك المنافسين مع النوعية والبعد المؤسسة تركيز في يتمثل الثاني اآلخرين احتياجات لها من الزبائن معينة فئة على عن مختلفة لقاء مرتفعة أسعار لدفع مستعدون وهم السلعة على الحصول عوامل استم اررية إست ارتيجية تطبيق فعالية تربط ال التركيز إست ارتيجية الميزة بكسب التركيز : 3 تساعد التي العوامل أهم ومن عليها واإلبقاء الميزة على الحفاظ على المؤسسة بقدرة ترتبط ما بقد التنافسية : يلي ما ذلك على المؤسسة المقلدين : وجه في الصمود قابلية أ يحاولون الذين المنافسين أمام بالصمود ملزمة المؤسسة يعني هذا تشكيل خطر التقليد توجه بها ع ارقيل على تتوفر أن البد لذا التقليد إلى اللجوء خالل من المؤسسة على السلم التوزيع تتمثل والتي في اقتصاديات دوائر إخالص المعني القطاع بنية وكذلك الواسعة : األسواق في المنافسين أمام الصمود ب القطاع في سابقا كانوا الذين المنافسين هؤالء ويشمل ومنافسين توسيع في الرغبة لديهم محتملين قاعدتهم ويرتبط التنافسية الميزة فيها ترتكز التي للمؤسسات على : التنافسية الميزة النشاطات تقسيم خالل من عليها المتحصل المكونة التي القطاعات باقي مع للقيمة - الواسع الميدان في فيها المنافس ينشط فيه تنشط الذي القطاع كان سواء القطاع خدمة أ اردوا إذا بها القيام يجب التي والتسوية السعة - المؤسسة أو القطاعات األخرى آخر : قطاع من بديل أمام الصمود قابلية ج المؤسسة إن المتبنية إلست ارتيجية لخطر معرضة التركيز المستهدف أذواق القطاع تغير السوقي التكنولوجيا في تغي ارت حدوث أو المنافسين سلوك أو المستخدمة يفقدها قد وهذا ميزتها التنافسية أمامها الصمود على قادة تكون أن من البد عليها تحافظ ولكي التركيز : ومخاطر م ازيا إست ارتيجية إلست ارتيجية كباقي ومخاطر م ازيا التركيز اإلست ارتيجيات 4 Mporter, l Avantage Concurrentiel, op,cit, pp 59-6 عبد الرزاق بن حبيب اقتصاد وتسيير المؤسسة مرجع سبق ذكره ص 79 4

55 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة أ م ازيا إست ارتيجية التركيز : إن سعي المؤسسة و ارء تبنيها إلست ارتيجية التركيز يمكنها من كسب عدة م ازيا نذكر منها ما يلي : - بما أن المؤسسة تعمل على تلبية متطلبات مجموعة معينة من المستهلكين ( قطاع معين من السوق ) فإنها بذلك تستطيع أن تكسب والء الزبائن وبالتالي تصنع بذلك حاج از أمام دخول المنافسين بمنتجات بديلة - تمنح هذه اإلست ارتيجية للمؤسسة القدرة على االستجابة أحسن لمتطلبات العمالء و إمكانية تحقيق التجديد واالبتكار بشكل أسرع من المؤسسات التي تتجه إلى السوق - إمكانية التوسع في المستقبل وخاصة أن المؤسسة تعرف جيدا متطلبات السوق وذلك باكتشافها قطاعات سوقية أخرى - تمكن إست ارتيجية التركيز من تحسين مصادر أخرى لألنشطة المضيفة للقيمة من أجل المساهمة في تحسين وضع التكاليف أو التمييز ب مخاطر إست ارتيجية التركيز : إن امتالك المؤسسة م ازيا نتيجة تبنيها إلست ارتيجية التركيز ال يعني بالضرورة أنها ال تواجه مخاطر وخاصة أن المؤسسة تكون أمام خيارين يصعب الفصل فيه ومن أبرز تلك المخاطر ما يلي : - تعتبر وضعية هذا النوع من المؤسسات غير المالئمة اتجاه الموردين نظ ار للحجم الصغير الذي يتم ش ارئه من طرف تلك المؤسسات وهذا ما يضعف قدرة التفاوض معهم - يواجه هذا النوع من المؤسسات مشكلة اختيار واحد من الميزتين ( التركيز بالتكلفة أو بالتمييز ) فإذا اختارت الميزة األولى فإن المؤسسة تواجه خطر المؤسسات المتبنية إلست ارتيجية السيطرة بالتكاليف نظ ار للحجم الصغير الذي تقوم بإنتاجه و إذا اختارت الميزة الثانية فإنها تواجه مشكلة ارتفاع التكاليف خاصة وأن التمييز يتطلب استثما ارت كبيرة وهذا ماال يتناسب مع حجم مواردها و إمكانياتها - احتمال االختفاء المفاجئ لشريحتها السوقية إما بسبب عدم قدرتها لمواكبة التكنولوجيا المتطورة أو بسبب تغير أذواق المستهلكين فيصعب على المؤسسة التي تتبع إست ارتيجية التركيز التحول إلى أج ازء أخرى لخصوصية مواردها وامكانياتها وكفاءتها - كون القطاع المستهدف ضيق ال يمكن المؤسسة من االستفادة من اقتصاديات الحجم فتصبح هذه اإلست ارتيجية مكلفة جدا - عدم االستفادة من ميزة تنافسية في حالة احتواء القطاع على قطاعات سوقية عديدة ومن خالل عرض اإلست ارتيجيات التنافسية لبورتر يتضح بأن كل إست ارتيجية تم انتهاجها من طرف المؤسسة إال و كانت بغرض الحصول على ميزة تنافسية تعزز من مكانة المؤسسة في السوق و تختلف مصادر اكتساب هذه الميزة من إست ارتيجية إلى أخرى فإست ارتيجية التكاليف تعتمد بالدرجة األولى على 4 د نبيل مرسي خليل مرجع سبق ذكره ص 67 محسن أحمد الخضيري مرجع سبق ذكره ص 670

56 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة تخفيض التكاليف عن طريق التمتع بوفو ارت الحجم بينما تعتمد إست ارتيجية التمييز على إشباع رغبات الزبائن من خالل تقديم منتجات مميزة و تهدف إست ارتيجية التركيز إلى خدمة قطاع جغ ارفي معين إما من خالل تخفيض األسعار أو محاولة تقديم منتج مميز وبكميات قليلة المطلب الثاني : است ارتيجيات النمو بالنسبة إلست ارتيجيات النمو يمكن أن نصفها إلى نوعين است ارتيجيات النمو المحدود و است ارتيجيات النمو التوسعية فاست ارتيجيات النمو المحدود هي تلك اإلست ارتيجيات التي بمقتضاها تستمر المؤسسة في خدمة عمالئها بنفس الطريقة التي اتبعتها في خدمتهم في الماضي المزيج كما هو كما أن القطاع السوقي المستهدف يظل على حاله دون تغيير كبير ففي ظل هذه اإلست ارتيجيات يظل المستخدم في قياس األداء يظل كما هو في الماضي وشمل هذه اإلست ارتيجيات األنواع التالية : وحتى المقياس - إست ارتيجية االستق ارر - إست ارتيجية النمو البطيء أما بالنسبة إلست ارتيجيات النمو التوسعية فتعني وجود زيادة ملحوظة في بعض أهداف األداء التي تضعها المؤسسة والتي عادة ما تكون معدل نمو المبيعات أو حصتها في السوق وذلك بمعدل أعلى من الزيادة العادية التي كانت تحدث في هذه األهداف في الماضي ويمكن للمؤسسة أن تحقق النمو السريع من خالل إتباع إست ارتيجية التركيز على منتجات محددة أو منافذ توزيع محددة أو مجموعة محددة من المستهلكين وكما يمكن لها أن تحقق النمو التوسعي السريع بواسطة إتباع است ارتيجيات التنويع في منتجاتها أو أسواقها أو التطور التكنولوجي المستخدم سواء أكان هذا التنويع مت اربطا أو غير مت اربط مع نشاط المؤسسة الحالي وأخي ار فإن المؤسسة يمكنها تحقيق النمو السريع من خالل إتباع إست ارتيجية االستثمار المشترك مع مؤسسات أخرى إست ارتيجية االستق ارر أداء مرضي : تستخدم المؤسسة هذه اإلست ارتيجية عندما تشعر بأن أداءها في األسواق هو وتنافس بالدرجة الكافية وأن البيئة التي تعمل بها تتسم باالستق ارر النسبي وفي الحاالت التي تستمر فيها المؤسسة في تحقيق نفس معدالت األهداف التي كانت تسعى إلى تحقيقها في الماضي وذلك بزيادة معدالت اإلنجاز بنفس النسب التي تحققت في السنوات السابقة زيادة معدالت تحسين األداء الوظيفي أو تحقيق الكفاءة هذا الوضع يتحقق أو حينما يكون الهدف هو سواء عندما تكون المؤسسة ال تتوفر على الموارد التي تسمح لها بزيادة قد ارتها ومجال تدخلها في القطاع الذي تعمل به كما قد تلجأ إلى هذا الحل عندما تكون قد بلغت مستوى عال من اإلنتاج بحيث تكون ارضية عنه ومن ثم ال تطمح على تحقيق توسع وفي ظل هذه اإلست ارتيجية نبيل محمد مرسي أحمد عبد السالم سليم مرجع سبق ذكره ص 50 4

57 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة ستعمل المؤسسة على توجيه كل مواردها إلى مجاالت عملها الحالية قصد تأكيد مكانتها هذه وتقويتها تحسبا ألي طارئ وتتناسب إست ارتيجية االستق ارر مع المؤسسات الناجحة والتي تنشط في محيط مستقر نسبيا وال تتطلب هذه اإلست ارتيجية تغي ارت كبيرة استنادا إلى فلسفة الثبات في الحركة حيث تركز المؤسسة كل مواردها في المجاالت الحالية بهدف تحسين ما لديها من م ازيا إست ارتيجية ويمكن القول بأن هذه اإلست ارتيجية قد تصلح لبعض المؤسسات ولكنها ال تصلح للبعض اآلخر فمثال هناك متاجر تجزئة في السوق تعمل منذ سنوات بعيدة ولم يتغير موقعها أو خط المنتجات التي تتعامل فيها أو تقوم بخدمة نفس نوع المستهلك على اختالف أجياله ولكنها مستمرة بنجاح في السوق وهذا يعني بأن هذه اإلست ارتيجية تالئم هذه المؤسسات ولكنه ال يعني بالضرورة أن كل المؤسسات تستطيع االستم ارر باستخدام هذه اإلست ارتيجية ومن المخاطر األساسية التي توجد أمام المؤسسة عند إتباعها لهذه اإلست ارتيجية أن تصبح المؤسسة وما تقوم بتقديمه من منتجات إلى األسواق متقادمة نتيجة للتغير في الظروف البيئية فعدم استجابة المؤسسة للتغي ارت التي تحدث في بيئتها قد يؤدي إلى تقادم المؤسسة وعدم قدرتها على االستم ارر إست ارتيجية النمو البطيء : تقوم المؤسسات في هذه اإلست ارتيجية بتخفيض مستوى أهدافها من مستوى النمو إلى مستوى االستق ارر وذلك لتركيز االهتمام على تحسين الكفاءة واست ارتيجية النمو البطيء هي إست ارتيجية تدعو إلى نمو المؤسسة وتوسعها ولكن عند معدل محدود جدا حتى يمكن للبيئة المادية أن تحافظ على توازن عناصر اإلنتاج بها فالمؤسسة ينبغي أن تدرك التغي ارت في البيئة والتي تضع قيودا على إتباعها إلست ارتيجيات التوسع السريع ومن بين أهم القيود حجم الموارد المتاحة فبعض المؤسسات تفترض أن الموارد الطبيعية سوف تتوافر باستم ارر و أنه ال توجد أي مشكلة في هذه الموارد ومن أهم األمثلة في هذا الصدد ما قامت به دول منظمة األوبك بتحديد حجم البترول المعروض في السوق في عام 393 فقد أدى النقص في حجم المعروض من البترول إلى قيام كل مؤسسة بتعديل كل إست ارتيجياتها التوسعية وحتى المؤسسات التي ال تستخدم منتج البترول في القيام بنشاطها وتستخدم هذه اإلست ارتيجية حينما يجد المسؤولون أن المؤسسة قد نمت نموا سريعا وأن نتائج النمو أدت إلى بعض المساوئ وتحتاج المؤسسة إلى فترة اللتقاط األنفاس واعادة التوازن وبالتالي التحكم في التكاليف وتحقيق الكفاءة تمهيدا إلعادة النظر لوضع االست ارتيجيات التي تساعد على فاعلية األداء وقد تلجأ المؤسسة أيضا إلى هذه اإلست ارتيجية لتقليل المخاطر التي نتجت عن الزيادة الكبيرة لنصيب المؤسسة في السوق مم ا يؤدي إلى زيادة ضغط الحكومة أو المنافسين أو المستهلكين أو أية جهات أخرى 43 إسماعيل محمد السيد مرجع سبق ذكره ص 67 ثابت عبد الرحمان إدريس مرجع سبق ذكره ص 96

58 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة وقد تلجأ المؤسسة لتحقيق أهداف هذه اإلست ارتيجية إلى إست ارتيجية المحافظة على النصيب في السوق أو تخفيض مخاطر زيادة النصيب فيه 3 است ارتيجيات التركيز بالنمو : إن إحدى الطرق التي يمكن أن تنمو بها المؤسسة مع استم ارر البساطة في طبيعة أعمالها هي استخدام إست ارتيجية التركيز و لذلك يجب أن نزيح اللبس بين المصطلحين التركيز و التركز فاألول يعني استهداف المؤسسة لمزيج واحد من المنتج السوق المستهلك للحصول على أكبر عائد أما التركز فيعني احتكار قلة لصناعة ما ففي ظل هذه اإلست ارتيجية تكون المؤسسة مركزة تركي از كامال على مزيج واحد من التطور التكنولوجي و المستهلك و المنتج وتعد شركة زيروكس Xerox اإلست ارتيجية وجمعية الصليب األحمر وسلسلة الوجبات السريعة ماكدونالد من المؤسسات التي تستخدم هذه وهذه اإلست ارتيجية تسمح للمؤسسة بأن تصبح ذات خبرة عالية في مجال عملها والذي يضفي عليها سمعة جيدة في األسواق وتميزها بقدرتها العالية على المنافسة وكذلك فإن هذه اإلست ارتيجية تساعد المؤسسة على اكتشاف أي اتجاهات حديثة في الصناعة مما يمكنها من االستجابة السريعة لها ومثل هذه المؤسسات تكون عادة هي المؤسسات القائدة في السوق ومن ثم يمكنها التحكم في خريطة الصناعة وتوجيهها لوجهات محددة وتتميز هذه اإلست ارتيجية بالقدرة على استخدامها دون حاجة إلى موارد كثيرة وبمخاطر محدودة حيث أن الموارد ال يتم توزيعها أو تشتيتها على مجاالت تكنولوجية متعددة أو على العديد من أنواع المستهلكين أو على منتجات متعددة 4 است ارتيجيات التنويع : إن إست ارتيجية التنويع تعني أن تقوم المؤسسة بالتوسع من خالل تقديم عدد من المنتجات الجديدة أو بعض الخدمات الجديدة أو إضافة بعض األسواق الجديدة إلى األسواق الحالية للمؤسسة أو إضافة بعض عمليات اإلنتاج الجديدة إلى عملياتها الحالية و الفرق بين التنويع و التمييز هو إن التنويع يكون في عدة منتجات و التمييز يكون في المنتوج الواحد والهدف الرئيسي لهذه االست ارتيجيات هو دخول المؤسسة في بعض مجاالت األعمال والتي تختلف عن طبيعة العمليات التي تقوم بها حاليا وعندما يكون مجال األعمال الجديد الذي تدخله المؤسسة مرتبط من الناحية اإلست ارتيجية بمجاالت األعمال الحالية للمؤسسة فإن هذا التنويع يطلق عليه اسم التنويع المت اربط أما إذا كان هذا المجال غير مرتبط است ارتيجيا بمجاالت عمل المؤسسة الحالية فإن هذا التنويع يطلق عليه اسم التنويع غير المت اربط والواقع أن النوع األخير يطلق عليه التنويع الصافي كذلك يمكن للمؤسسة أن تتبنى القيام بإست ارتيجية التنويع باستخدام مواردها الداخلية أو من خالل استخدام بعض مصادر اإلنتاج األخرى خارج المؤسسة مثل االندماج مع مؤسسة أخرى أو ش ارء وحيازة مؤسسة أخرى ومن الممكن أن تقوم المؤسسة بالتنويع من خالل القيام بالتكامل األفقي أو التكامل 44 رحيم حسين مرجع سبق ذكره ص 0 ثابت عبد الرحمان إدريس مرجع سبق ذكره ص 97

59 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة العمودي ومن المعروف إن النوع األخير من التكامل قد ينقسم إلى تكامل عمودي أمامي )من خالل ملكية المؤسسة لمنفذ التوزيع ) أو تكامل عمودي خلفي ( أي من خالل ملكية مصادر مستلزمات اإلنتاج كالمواد األولية ) 5 إست ارتيجية االستثمار المشترك : تعد هذه اإلست ارتيجية من است ارتيجيات النمو السريع وفي ظل هذه اإلست ارتيجية فإن مؤسستان أو أكثر قد تقوم بمشاركة مؤقتة لتحقيق غرض محدد فمثال قد تعمل الشركات العاملة في صناعة البترول بصورة مشتركة في إقامة خط أنابيب بترول يربط بين مصادر التوريد وأماكن التكرير ويعود السبب في المشاركة إلى ارتفاع تكلفة العملية المطلوبة والتي ال تستطيع شركة واحدة تحملها وقد تعمل المؤسسات بصورة مشتركة رغبة منها في توزيع تكلفة عمليات النمو والتطوير عليها بدال من قيام مؤسسة واحدة بتحمل هذه التكلفة كذلك قد تقوم بعض المؤسسات باالشت ارك في بعض العمليات التي تسمح باستخدام الخب ارت المتنوعة لها والتي ال تتوافر في كل مؤسسة منهما على حدا كذلك يمكن استخدام هذه اإلست ارتيجية كأساس لتجربة ما إذا كان االندماج بين المؤسسات التي تعمل بصورة مشتركة يمكن أن يكتب لها النجاح من عدمه ومن أكثر أنواع االستخدامات الخاصة بإست ارتيجية االستثمار المشترك تلك التي تستخدم بغرض الدخول في األسواق الدولية فبعد قيام المؤسسة منفردة بعملية التصدير كمستوى أول للدخول في نشاط التسويق الدولي فإنها عادة ما تلجأ إلى الخطوة الثانية وهي القيام باالستثمار المشترك ومثل هذه اإلست ارتيجية تزود المؤسسة بقدرة عالية على الوصول إلى منافذ التوزيع في الدول األجنبية وكذلك على تخفيض تكلفة التسويق في هذه الدول وتساعد المؤسسة المحلية والتي تدخل في استثمار مشترك مع مؤسسة أجنبية في تزويد األخيرة بمعلومات عن طبيعة المستهلك في السوق المحلي وكذلك فإن إتباع هذه اإلست ارتيجية قد يؤدي إلى التقليل من مخاطر التأميم الذي تتعرض له المؤسسة في السوق األجنبية وذلك عن طريق التقليل من حجم االستثمار الذي يتعرض لهذه المخاطر وقد يتطلب استخدام هذه اإلست ارتيجية في بعض الدول األجنبية أن تمتلك المؤسسة المحلية الجزء الغالب من أسهم المؤسسة ذات االستثمار المشترك المطلب الثالث : اإلست ارتيجيات االنكماشية عندما تصبح المؤسسة في وضع تنافسي ضعيف فإنها تلجأ إلى تقليص نشاطها ويمكن أن تستقر عملية التقليص عند مستوى معين يمكنها من مواجهة المنافسة وفي حالة عدم القدرة على مواجهة األوضاع التنافسية السائدة ستعمل المؤسسة على تقليص أكبر لنشاطها من خالل البيع الجزئي لوحداتها أو تجهي ازتها أو أرسمالها أو الميل إلى تصفية أصولها إلى أن تتالشى تماما أبو قحف عبد السالم مرجع سبق ذكره ص 06 رحيم حسين مرجع سبق ذكره ص 97 45

60 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة تعتبر هذه اإلست ارتيجية من االتجاهات التي تتبعها المؤسسة في الم ارحل الصعبة بحيث تأخذ عملية التخفيض هذه عدة مظاهر وعدة أشكال ابتداء من الق ار ارت البسيطة إلى غاية الق ارر األكثر أث ار وسلبية على المؤسسة فالق ار ارت البسيطة يمكن أن تتمثل في اتخاذ بعض اإلج ارءات المؤقتة بهدف معالجة وضعية ال يمكن أن تدوم كثي ار كتخفيض التكاليف الثابتة أما الق ار ارت األخرى والتي تكون أكثر ص ارمة تتمثل في التخلي عن وحدات عملية كاملة أو التخلي عن االستثمار بصفة جزئية ألن مثل هذه الق ار ارت قد توفر للمؤسسة إمكانيات مالية تسمح لها بمواجهة الصعوبات التي تتعرض طريقها غير أن مثل هذه الق ار ارت الصارمة المتمثلة في التخلي عن بعض الوحدات قد تؤثر على المؤسسة سلبيا خاصة على المدى الطويل ولكن الق ارر األكثر ص ارمة هو ذلك المتمثل في التوقيف النهائي لنشاط بعض الوحدات والنتائج التي ستترتب عنه خاصة المشاكل االجتماعية التي قد تظهر بعد ذلك ويندرج تحت هذا النوع من اإلست ارتيجيات ما يلي : 0 إست ارتيجية ترشيد اإلنتاج : تعد إست ارتيجية ترشيد اإلنتاج من أكثر أنواع االست ارتيجيات االنكماشية استخداما فهناك العديد من المؤسسات التي تمر في مرحلة تتطلب بالضرورة استبعاد بعض العمليات غير الفعالة من أجل أن تزداد فعالية العملية اإلنتاجية ككل ففي ظل هذه اإلست ارتيجية قد تسعى المؤسسة إلى االحتفاظ بنفس الحجم من المبيعات واألرباح مع التقليل من التكاليف وحجم االستثمار 3 ومن بدائل است ارتيجيات ترشيد اإلنتاج أن تستطيع المؤسسة تحقيق معدل عائد أكبر باستخدام نفس حجم االستثمار أو نفس الموارد البشرية المستخدمة فمن خالل زيادة فعالية األداء تستطيع المؤسسة أن تحقق عائدا أفضل مثل زيادة المبيعات أو الربحية باستخدام نفس األصول أو قد تستطيع المؤسسة أن تخفض من حجم استثما ارتها مع زيادة فعالية استخدام االستثمار المتبقي ومن ثم زيادة المبيعات أو األرباح إست ارتيجية المؤسسة األسيرة : تستخدم هذه اإلست ارتيجية عندما ترغب المؤسسة في تخفيض حجم أعمالها أو في تخفيض تكلفة العمالة لديها وتعنى هذه اإلست ارتيجية قيام المؤسسة ببيع كل منتجاتها إلى مستهلك واحد ( مؤسسة أخرى ) والذي يتولى القيام بعدد من الوظائف والتي كان من المفروض أن تؤدى بواسطة المؤسسة ذاتها فمثال قد تقوم إحدى الشركات المنتجة لبعض أج ازء السيارة ببيع كل منتجاتها 4 إلى شركة صناعة السيا ارت في مقابل أن تقوم األخيرة بتحديد المواصفات الخاصة باألج ازء ومساعدة المؤسسة في القيام بالعملية اإلنتاجية وفقا للمواصفات المطلوبة وتخفيض حاجاتها إلى وجود قسم متخصص للهندسة الصناعية إسماعيل محمد السيد مرجع سبق ذكره ص 67 رحيم حسين مرجع سبق ذكره ص 600 المرجع السابق ص 60 ثابت عبد الرحمان إدريس مرجع سبق ذكره ص 96

61 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة كذلك يمكن استخدام هذه اإلست ارتيجية في تخفيض تكلفة التسويق حيث أن قيام المؤسسة ببيع كل منتجاتها إلى مؤسسة واحدة يقلل من الحاجة إلى االتفاق على تكوين قوى بيعية كبيرة الحجم أو إلى اإلنفاق على النشاط اإلعالني فالعقود البيعية تعد مقدما وقبل اإلنتاج مما يقلل من الحاجة إلى النشاط البيعي والتسويقي وفي بعض المواقف قد ال يوجد أمام المؤسسة غير إتباع هذه اإلست ارتيجية ومن هذه المواقف وجود مشتري واحد لمنتجات المؤسسة ويتضح ذلك في مجال الصناعات الحربية فمثل هذه المؤسسات ليس أمامها إال أن تكون أسيرة للحكومة كمشتري وحيد لما تقوم بإنتاجه كذلك قد تستخدم هذه اإلست ارتيجية لمساعدة المؤسسة في مواجهة بعض مشاكل التمويل فالمؤسسة تستطيع االقت ارض بضمان عقود البيع المقدمة والتي تحصل عليها من المشتري الوحيد لمنتجاتها كذلك فإن مثل هذه العقود تخلق استق ار ار في إي اردات المؤسسة نظ ار الستق ارر المبيعات وضمانها 3 إست ارتيجية التحول : تحدث هذه اإلست ارتيجية عندما تقوم المؤسسة بتغيير عملياتها والتحول إلى القيام بالعمل في ميدان جديد من ميادين األعمال و ال يعني ذلك بالضرورة أن تتخلص المؤسسة من ميدان العمل الذي كانت تعمل به قبل إتباع هذه اإلست ارتيجية ولكن قد تحتفظ به ولكن بقدر محدود مع زيادة التركيز على ميدان العمل الجديد وجعله النشاط الرئيس لها وتستخدم المؤسسة هذه اإلست ارتيجية في الحاالت اآلتية : - عندما يكون العائد من االستثمار في ميدان النشاط الذي تعمل به المؤسسة أقل كثي ار من العائد المتوقع - عندما تكون الفرص المتاحة في بعض ميادين النشاط األخرى جذابة للمؤسسة - عندما يكون حجم األموال المطلوبة لالستثمار في النشاط الحالي كبي ار وال تستطيع المؤسسة توفيره - عندما يتوافر للمؤسسة فريق إداري يتمتع بالمرونة والكفاءة العالية - عندما يكون لدى المؤسسة أساس تمويلي قوي يستطيع أن يخدم عملية التحول إلى نشاط جديد 4 است ارتيجيات التصفية : تعد هذه اإلست ارتيجية أكثر أنواع االست ارتيجيات االنكماشية تطرفا والتي تعني غلق المؤسسة وبيع أصولها ومعظم المؤسسات ال تلجأ إلى هذه اإلست ارتيجية إال عندما تحاول استخدام عدد من البدائل اإلست ارتيجية االنكماشية األخرى وتفشل فيها فإتباع هذه اإلست ارتيجية تعني الفشل بالنسبة للمؤسسة ككل أبو قحف عبد السالم مرجع سبق ذكره ص 47

62 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة المطلب ال اربع : است ارتيجيات التفاوض ال تفاوض ناجح بدون إست ارتيجية علمية تقوم عليه وفى الوقت نفسه ليست كل إست ارتيجية تفاوضية تعد مناسبة لكل قضية من القضايا التي يتم التفاوض عليها بل إن طبيعة العالقة بين أط ارف القضية التفاوضية تلعب دو ار مهما في اختيار هذه اإلست ارتيجية فالعملية التفاوضية تقوم أساسا على تحديد المواقف بين األط ارف وفى الوقت نفسه فإنها عملية منظمة لها شروطها ولها قواعدها ولها قوانين معينة مرسومة مسب قا ويتحتم على من يرغب في خوضها االلت ازم بتلك القواعد وتلك الشروط وللتسهيل فإنه يمكن القول إن طبيعة العالقة بين طرفي التفاوض تحدد نوع المنهج المستخدم في العملية التفاوضية والمنهج المستخدم يحدد اإلست ارتيجية المختارة ومن ثم فإنه يمكن تنويع وتقسيم االست ارتيجيات وف قا للمناهج المختلفة للتفاوض وقد أرينا االقتصار على كل من است ارتيجيات منهج المصلحة المشتركة ومنهج الص ارع خاصة وأن العالقة التفاوضية بين أط ارف التفاوض ال تخرج عن كونها إما عالقة مصلحة مشتركة أي تعاون أو عالقة ص ارع قائمة على التنافس والعداء وهى ما يمكن العرض له فيما يلي : 0 است ارتيجيات منهج المصلحة المشتركة : كما سبق أن أوضحنا يقوم هذا المنهج على عالقة تعاون بين طرفين أو أكثر يعمل كل طرف منهما على تعميق وزيادة هذا التعاون وجعله مثم ار لمصلحة كافة أط ارفه ومن أجل ذلك تتبع في مفاوضاتها مجموعة من االست ارتيجيات أهمها ما يلي : * إست ارتيجية التكامل * إست ارتيجية تطوير التعاون الحالي * إست ارتيجية تعميق العالقة القائمة * إست ارتيجية توسيع نطاق التعاون بمده إلى مجاالت جديدة است ارتيجيات منهج الص ارع : على الرغم من أن جميع من يمارسون است ارتيجيات الص ارع في مفاوضاتهم سواء على المستوى الفردي لألشخاص أو على المستوى الجماعي للمنظمات والمؤسسات الحكومية وتبنيهم لها واعتمادهم عليها إال أنهم يمارسونها دائما س ار وفى الخفاء معتمدين على قدرتهم على التمويه والخداع وعدم إظهار نوازعهم ودوافعهم الحقيقية بل إنهم في ممارستهم للتفاوض بمنهج الص ارع يعلنون أنهم يرغبون في تعميق المصالح المشتركة ومن ثم فإن هذه االست ارتيجيات وخلفية العالقات التاريخية بين هؤالء األط ارف ومهما كانت درجة هذه العالقات ومهما كان اعتماد هؤالء األط ارف في تفاوضهم على است ارتيجيات الص ارع إال أنهم ال يعلنون ذلك أبدا فإعالن استخدام هذه االست ارتيجيات يعد بمثابة إعالن لعدم خبرة أو عدم كفاءة القائمين بعملية التفاوض 3 48 عيسى محمد الغزالي سياسة التنظيم و المنافسة سلسلة دورية تعني بقضايا التنمية في األقطار العربية سنة نبيل محمد مرسي أحمد عبد السالم سليم مرجع سبق ذكره ص 677 عيسى محمد الغزالي مرجع سبق ذكره ص ص 3

63 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة إذ أن جزء كبير من مكونات هذه االست ارتيجيات يعتمد على الخداع والتمويه أجل المصالح المشتركة والمنفعة المتبادلة كثي ار ما يكون السبب المباشر في وأهم هذه االست ارتيجيات هي : بل إن التشدق بالتعاون من استخدام هذه االست ارتيجيات إست ارتيجية اإلنهاك ( االستن ازف ( إست ارتيجية التشتيت )التفتيت( إست ارتيجية إحكام السيطرة(اإلخضاع) إست ارتيجية الدحر )الغزو المنظم) إست ارتيجية التدمير الذاتي )االنتحار ) 49

64 الفصل األول: اإلستراتيجية في قطاع الصناعة خالصة الفصل األول : تعد اإلست ارتيجية ركيزة أساسية في واقع المؤسسة الصناعية و مستقبلها مرتبطة بعدة حقائق تؤثر في البيئة التي تنشط فيها و تمكنها من تحسين وضعيتها و قدرتها على التنبؤ و التغيير وتطوير أساليب التحليل و المفاهيم اإلست ارتيجية كما أن االتجاه المعاصر في مجال اإلست ارتيجية إنما ينصب تركيزه على بناء رؤيا تكاملية و شاملة لتحقيق األهداف المرجوة اتجاه الصناعة و ذلك من خالل المنافسة والربح الذي يؤدي إلى استم اررية المؤسسة و نجاحها إن أساس إعداد اإلست ارتيجية هو تقييم ما إذا كانت المؤسسة تتبع النهج الصحيح و تحديد كيفية زيادة فعاليتها في أعمالها و هو المسلك الذي تنتهجه المؤسسة لتحقيق أهدافها و صنع الق ارر الذي يؤدي إلى تعزيز القدرة التنافسية و رفع الحصة السوقية لتصبح المؤسسة في الم ارتب الريادية فقطاع الصناعة الصيدالنية يعتبر من أعقد القطاعات االقتصادية حيث يقوم النشاط فيه تحت ظروف و متغي ارت بيئية خاصة مرتبطة بالمنتوج الصيدالني الذي يلعب دو ار بار از في تحديد طبيعة المنافسة و نوع السوق الصيدالنية التي تفضي في األخير إلى اختيار البدائل اإلست ارتيجية المناسبة للمؤسسة الصناعية من أجل وضع قدم في السوق المحلي و الدولي و المحافظة على حصتها السوقية لكسب زبائن جدد و تلبية حاجاتهم في الوقت و المكان المناسبين و السعر المالئم وهذا ما سوف نتطرق له بإسهاب في الفصول الموالية 5

65 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي الف ص ل الث اني : إس رتاتيجي ات الت كام ل الع م ود ي 5

66 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي تمهيد الفصل : الثاني ليس من السهل الحديث عن إست ارتيجيات التكامل العمودي من وجهة نظر اقتصادية دون البحث عن موطئ قدم مالئم لمنهج اقتصاديات الصناعة ألن هذه االست ارتيجيات تت اروح بين السيطرة على جميع حلقات العملية االنتاجية من استكشاف و بحث و تطوير و استخ ارج المواد األولية ثم التصنيع و التسويق و التسليم للمستخدم النهائي ولعل دور هذه االست ارتيجيات يظل واضحا في الصناعات النفطية في بالدنا ألنها تتوفر على مستلزمات است ارتيجية التكامل العمودي من خالل تمتعها بمي ازت وفرة الموارد المختلفة من توفر المواد األولية و الخب ارت الالزمة لتحقيق األهداف المرجوة أما بالنسبة للتكامل العمودي فقد استخدم بطريقتين مختلفتين في المجال االقتصادي األولى مرتبطة بالهيكل التنظيمي الموجود للمؤسسة و الثانية مرتبطة بالسلوك اإلداري للمؤسسة أي أنه يعبر بكل بساطة على تحرك المؤسسة نحو مرحلة تصنيعية أو توزيعية أخرى بحيث تتحمل المؤسسة أنشطة المنبع أو المصب بالنسبة للوضعية األولى لها في أخذ فروعها و يكون هذا التكامل العمودي أماميا وأما إذا ما استثمرت في الخطوات الموالية فتنجز عمل عمالئها فيكون التكامل العمودي خلفيا إلضافة عالقات صناعية و تجارية متشابكة فيما بينها على أساس هذه االست ارتيجيات مما يستوجب استخدام عدة أنواع من إست ارتيجيات التكامل العمودي تت اروح بين التكامل الشامل و العقود طويلة األجل التي تؤدي في النهاية إلى تحسين وضعية المؤسسة في السوق المحلي و الدولي ويتضمن هذا الفصل ثالث مباحث أساسية : : المقاربة النظرية للتكامل العمودي : نظريات التكامل العمودي : تحليل و تقييم التكامل العمودي المبحث األول المبحث الثاني المبحث الثالث 5

67 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي المبحث األول : المقاربة النظرية للتكامل العمودي لقد تم استخدام مصطلح التكامل العمودي بطريقتين مختلفتين في االقتصاد الصناعي الطريقة األولى تتصل بوضع أو هيكل تنظيمي موجود لمؤسسة ما أي أن هذا المفهوم متعلق بمدى قيام وحدة األعمال المنفردة بإنجاز م ارحل متتابعة في إعداد و توزيع المنتج أما الطريقة الثانية فتعبر عن السلوك اإلداري لهذه المؤسسة أي ق اررها في التحرك إلى مرحلة انتاجية أو توزيعية أخرى وهناك عدة مقاربات نظرية للتكامل العمودي ترتكز جميعها على وجهة نظر واحدة تمثلت في قيام المؤسسة االقتصادية بتنفيذ أكثر من عملية واحدة في السير العام لحركة هذه المؤسسة انطالقا من تجميع الموارد المختلفة ووصوال بتقديم المنتج إلى زبائنها المطلب األول : تعريف التكامل العمودي يتمثل التكامل العمودي في قيام مؤسسة ما بعملية انتاجية في م ارحل متتالية يكمل بعضها البعض وذلك بغرض الحصول على منتج ما أو توليفة من المنتجات أو توزيعها كما تعتبر التكامل العمودي المحدد ال اربع لهيكل الصناعة فمنه يتحدد مفهومه بعدة تعاريف اهمها : )Clarkson,98( دمج وتوحيد مؤسستين أو اكثر تحت إدارة واحدة بحيث يصبح عملهما مشتركا المؤسسة تمارس اكثر من نشاط في م ارحل متتالية في مجال إنتاج السلعة وتوزيعها وتسويقها ) Shepherd, 990( ) Scherer,589( 3 عملية اتحاد أو دمج لم ارحل إنتاجية مختلفة 4 قيام المؤسسة بتوسيع نطاق نشاطها لتشمل بعض النشاطات السابقة التي تحتاجها في عملياتها ) اإلنتاجية والتي يتم التزود بها من قبل المنتجين أو مؤسسات أخرى )985 Sawyer, 5 اندماج بين منشاة تنتج مدخالا و مؤسسة أخرى تستخدم هذا المدخل في إنتاجها) Landsburg,99 ( 6 اندماج المؤسسات والمنشات الصناعية التي تعمل بالم ارحل اإلنتاجية المختلفة بحيث تصبح مؤسسة واحدة ( درويش 895 ) ويوجد هناك نوعان من التكامل العمودي تكامل عمودي للخلف و يتمثل في سيطرة مؤسسة ما على عمليات إنتاجية تنتج مدخالت الزمة للمنتج الرئيسي الذي تتولى انتاجه في الوقت الحالي مثال ذلك قيام شركة نسيج بإقامة مصنع للغزل أو بإقامة مزرعة للقطن وقيام شركة مخابز بإقامة مطاحن للغالل أو م ازرع للقمح و قيام شركة تجميع سيا ارت بإقامة مصانع لزجاج السيا ارت أو عجالت السيا ارت ومن ثم فإن التكامل للخلف هو نوع من التحرك اتجاه مصادر المدخالت روجر كالرك مرجع سبق ذكره ص 78 5

68 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي و في المقابل يتمثل التكامل العمودي لألمام في قيام مؤسسة ما بتملك عمليات انتاجية تهدف إلى تسويق منتجاتها الحالية مثال ذلك قيام شركة صلب بإقامة مصانع للسفن وقيام شركة نسيج بإقامة مصانع للمالبس الجاهزة أو إقامة م اركز لتوزيع منتجاتها في السوق وقيام شركة دبغ الجلود بإقامة مصانع لألحذية و الحقائب ومن ثم فإن التكامل لألمام هو نوع من التحرك اتجاه السوق ويحدث التكامل العمودي بأكثر من أسلوب فهو قد يحدث في نفس الوقت الذي تنشأ فيه المؤسسة ومن ثم تولد عمليتي االنتاج المتجهة لألمام و المتجهة للخلف متكاملتان و يسمى هذا بالتكوين العمودي و قد يحدث التكامل العمودي نتيجة للنمو الداخلي للمؤسسة و قيامها بإقامة فروع مكملة لها مع مرور الزمن و يسمى هذا بالتوسع العمودي كما قد يحدث التكامل العمودي عن طريق قيام مؤسسة ما بتملك مؤسسة أخرى قائمة تعمل في مرحلة انتاجية سابقة أو الحقة مكملة للمؤسسة األم ويسمى هذا باالندماج العمودي وقد يكون التكامل العمودي تاما أو جزئيا فهو يكون تاما عندما يكون انتاج العملية المتجهة للخلف مستخدما بالكامل كمدخل وسيط في العملية المتجهة لألمام و يكون جزئيا عندما يكون هناك جزء من انتاج العملية المتجهة للخلف مستخدما في اشباع جزء من حاجة العملية المتجهة لألمام ومن ثم فإن هذا يعني أن العملية المتجهة للخلف تبيع جزءا من انتاجها لزبائن جدد كما أن العملية المتجهة لألمام تشتري جزءا من احتياجاتها من بائعين جدد ويختلف االئتالف العمودي عن التكامل العمودي فاالئتالف العمودي يتمثل في حصول الفرع القائم بالعملية المتجهة لألمام على احتياجاته من المواد من مؤسسات أخرى مستقلة إما بالدخول معها في عقود طويلة األجل أو باالتفاق معها حسب شروط السوق الحالية أما التكامل العمودي فهو يشير إلى تملك مؤسسة ما و سيطرتها الكاملة على م ارحل االنتاج المتكاملة ومن ثم فهي تملك ق ار ارت االستثمار واالنتاج و اليد العاملة و التوزيع داخل حدود م ارحل االنتاج التي تنجزها وهذا بالطبع ال يتوافر في حالة االئتالف العمودي و لذا إذا حدث و قامت عملية متجهة للخلف ببيع كل انتاجها إلى عدد من المؤسسات المستقلة ثم قامت العملية المتجهة لألمام بش ارء كل هذا االنتاج من هذه المؤسسات المستقلة لتستخدمه كمدخالت لديها فإن هذا ال يعتبر نوعا من التكامل العمودي بين العمليتين و شركة سوناط ارك تعتبر أحسن مثال عن التكامل التام ألنها تقوم بكل م ارحل سلسلة االنتاج في صناعة النفط و الغاز في الج ازئر 3 و التكامل العمودي يمكن أن يؤخذ على أنه عكس التخصص فتعتبر المؤسسة تامة التخصص إذا قامت بوظيفة واحدة في سلسلة االنتاج ويمكن تصنيف العديد من المؤسسات الصغيرة كصغار تجار التجزئة وصناع مكونات المنتج ( مثل السلع الوسيطة ) كمؤسسات متخصصة وفقا لهذا التعريف و مع عبد القادر محمد عبد القادر عطية االقتصاد الصناعي بين النظرية و التطبيق الدار الجامعية للطباعة والنشر و التوزيع اإلسكندرية سنة 599 ص 5 روجر كالرك مرجع سبق ذكره الصفحة السابقة 3 عبد الرزاق بن حبيب مرجع سبق ذكره ص 5 5

69 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي ذلك فمن المتوقع أن يكون التخصص فقط نسبيا ففي الحقيقة تقوم أغلب المؤسسات بعديد من األعمال التي يمكن أن تقوم بها عدة مؤسسات و السمة المميزة للتكامل العمودي هي أنها تنطوي على التوجه للنشاطات االقتصادية داخل المؤسسة فوفقا للد ارسة ال ارئدة لكوز " " سنة 893 Coase يمكن التمييز بين التنسيق السوقي وتنسيق منظم المؤسسة في االقتصاد فالعديد من المبادالت التي تتم في السوق يتم تنسيقها بواسطة آلية السعر ( اليد الخفية ألدم سميث ) أما داخل المؤسسة فينتهي دور آلية السعر بسبب سيطرة المالك على النشاط االقتصادي فبالنسبة للتكامل العمودي بدال من ش ارء عناصر اإلنتاج و بيع المنتجات في السوق المفتوح تقوم المؤسسة بإنتاج عناصر االنتاج أو استخدام منتجاتها في انتاج سلع أخرى كما ال يتوفر إال القليل جدا من األدلة المنهجية عن مدى التكامل العمودي ففي د ارسة ل من المؤسسات الكبيرة بالواليات المتحدة األمريكية في سنة 854 حاول جورت Gort أن يصنف نشاطات المؤسسة " من مجموعة األربع أرقام " إلى عمليات أساسية و عمليات مساعدة ثم قدر التكامل باستخدام نسبة يد العاملة في العمليات المساعدة إلى يد العاملة الكلية للمؤسسة و يأخذ المتوسط ل 3 مجموعة صناعية وجد أن التكامل كان في أعلى مستوياته في صناعة البترول بنسبة قدرها % 693 كما كان أيضا مرتفعا نسبيا في صناعات المنتجات الغذائية 33 % و صناعات اآلليات 53 % أما الصناعات األكثر تخصصا فقد ضمت المنتجات المعدنية المصنعة و االليات الكهربائية و وسائل النقل بنسب % 5 و % 9 و % 89 على التوالي ومن الواضح أن التكامل العمودي يمكن أن يكون له أثر هام على الهيكل الصناعي و قد يتولد عنه اهتمام اقتصادي و سياسي خالص بسبب تأثي ارته األفقية و تتحدد آثاره وفقا العتبا ارت مختلفة وكخالصة لما سبق فالتكامل العمودي هو نهج تسلكه المؤسسة من أجل السيطرة على منافذ التوريد والتوزيع بمعنى تقوم المؤسسة في حالة التكامل العمودي للخلف بدمج المؤسسات المنتجة للمواد األولية الداخلة في المنتوج النهائي لها و عند التكامل العمودي لألمام تقوم باحتكار جميع م اركز البيع والتوزيع أي أنها تصبح البائع الوحيد لمنتجاتها و تستخدم هذه االست ارتيجية من أجل تعزيز مكانة المؤسسة التنافسية لحصولها على أكبر حصة سوقية المطلب الثاني : محف ازت التكامل العمودي يوجد هناك بعض العوامل التي تحفز المؤسسات الصناعية على التكامل العمودي بأنواعه نذكر أهمها فيما يلي : د أحمد سعيد بامخرمة مرجع سبق ذكره ص 5 عبد القادر محمد عبد القادر عطية مرجع سبق ذكره ص

70 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي زيادة كفاءة استخدام الطاقة االنتاجية : إذا تصورنا وجود محتكر يقوم بإنتاج مادة أولية لصناعة ما و يبيعها في سوق تنافسية لعدد كبير من المؤسسات التي تستخدمها في صناعة منتوج ما وكانت هذه المؤسسات تمزج هذه المادة مع غيرها من المواد األخرى التي تشتريها من أسواق تنافسية بنسب متغيرة فمن الممكن أن تقوم هذه المؤسسات بزيادة احالل المواد األخرى ذات األسعار المنخفضة محل المادة التي يبيعها المحتكر بسعر مرتفع مما يقلل من مقدرة المحتكر على استخدام طاقته االنتاجية استخداما أمثال و وجود مثل هذه الحالة يحفز المحتكر على أن يتكامل لألمام مع المشترين لمادته عن طريق ادماجهم في مؤسسته حتى يمكنه أن يزيد من استخدام طاقة مؤسسته إلى المستوى األمثل و يمكن توضيح ذلك باستخدام الشكل ( 3 ) : : ) 03 الشكل ( التكامل العمودي لزيادة كفاءة استخدام الطاقة D 5 D 5 Rm 5 Rm 5 : الطلب على مادة المحتكر قبل التكامل العمودي : الطلب على مادة المحتكر بعد التكامل العمودي : االي ارد الحدي للمحتكر قبل التكامل العمودي : CM Cm االي ارد الحدي للمحتكر بعد التكامل العمودي : التكلفة المتوسطة للمحتكر : التكلفة الحدية للمحتكر و من الشكل ( 3 ) يتضح أن الطاقة المثلى لمشروع المحتكر هي Q 5 و هي تتحدد عند أدنى متوسط تكلفة و يالحظ أنه قبل التكامل العمودي يكون الطلب على مادة المحتكر منخفضا عند المستوى و D 5 المرجع السابق ص 5

71 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي من ثم فإن الكمية المنتجة التي تعظم أرباحه في ظل ظروف المنخفض تكون هي الطاقة المثلى بالمقدار Q 5 Q 5 Q 5 أما إذا قام المحتكر باالندماج كما أن سعر البيع يكون لدى هذه المؤسسات و التي تصبح ملكا له انتاجه هو P 5 و أرباحه الكلية هي C 5 P 5 BA و هي أقل من مع المؤسسات و التي تطلب مادته فيمكنه تصريف انتاج الطاقة المثلى كله و بهذه الطريقة يزداد الطلب على مادته إلى D 5 Q 5 ارتفاع سعر المنتج التمييز السعري و تصبح أرباحه مساوية C 5 EFP 5 النهائي الذي يدفعه المستهلكون من P 5 و يصبح و هي أعلى بكثير مما سبق غير أن هذا يترتب عليه إلى P 5 : الطلب فيه مرن و اآلخر إذا تصورنا أن هناك محتك ار ينتج مادة ما و يبيعها في سوقين متنافسين أحدهما غير مرن فإن السعر الذي يبيع به في السوق ذات الطلب غير المرن يكون أعلى من السعر الذي يبيع به في السوق ذات الطلب المرن مما يعني أنه يمارس سياسة التمييز السعري ووجود مثل هذه الحالة يحفز المحتكر على أن يندمج إلى األمام مع المؤسسات التي تطلب مادته في السوق ذات الطلب المرن و من ثم يمكنه أن يرفع سعر هذه المادة ليتساوى مع نظيره في السوق غير المرن دون أن ينقص الطلب و بهذه الطريقة يمكنه أن يزيد أرباحه بدرجة كبيرة 3 احتكار الش ارء : إذا تصورنا أن هناك مؤسسة صناعية تحتكر ش ارء مادة ما من عدد من البائعين العاملين في سوق منافسة و كان انتاج هذه المادة يخضع لقانون التكلفة المت ازيدة فإن هذا قد يحفز محتكر الش ارء على التكامل للخلف مع المؤسسات المنتجة للمادة لما يسببه ذلك من زيادة في أرباحه فقبل التكامل يتعين على محتكر الش ارء أن يدفع سع ار أعلى للمادة التي يشتريها كلما أ ارد أن يزيد الكمية المستخدمة منها و هذا يجعله يتحمل تكلفة أعلى من الثمن الذي يدفعه في كل وحدة مضافة من المادة حيث أن التكلفة الحدية أكبر من التكلفة المتوسطة في مرحلة الت ازيد فهو عندما يزيد الكمية المشت ارة من أحد البائعين عليه أن يقوم برفع السعر الذي يدفعه لهذا البائع ليعوضه عن الزيادة في تكلفته المصاحبة للزيادة في انتاجه و لكن عليه أيضا أن يزيد منهم بنفس المقدار ألنه يشتري نفس المادة من الجميع السعر المدفوع لكل البائعين اآلخرين الذين اعتاد أن يشتري و هذا بالطبع قد يحول دون استطاعة محتكر الش ارء من أن يستغل طاقة مصنعه إلى المستوى األمثل و يمكن توضيح ذلك من الشكل فقبل التكامل يستخدم محتكر الش ارء الكمية ارباحه ) 4 ( Q 5 ( اي ارد االنتاجية الحدية للعنصر = من المادة و هي الكمية التي يتحقق عندها شرط تعظيم التكلفة الحدية للعنصر ) حيث : FEB = االي ارد الكلي مجموع اي اردات االنتاجية الحدية AQ SE = AQ SF التكاليف الكلية = مجموع التكاليف الحدية = ومن ثم فإن الربح = االي ارد الكلي التكاليف الكلية وعندئذ يحقق أرباحا تساوي المثلث 5 روجر كالرك مرجع سبق ذكره ص عبد القادر محمد عبد القادر عطية مرجع سبق ذكره ص 7

72 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي : ) 04 الشكل ( احتكار الش ارء كحافز للتكامل أما في حالة قيامه بالتكامل للخلف و سيطرته على مصادر المادة فإن التكلفة الفعلية له تكون هي التكلفة المتوسطة و من ثم إذا ز اد من استخدام المادة إلى المستوى Q 5 فإن هذا يزيد من أرباحه حيث : االي ارد الكلي BQ SH = BQ SE التكاليف الكلية = التكلفة المتوسطة عدد الوحدات المستخدمة ومن ثم فإن الربح = االي ارد الكلي التكلفة الكلية = المثلث BEH = و يالحظ أن الربح بعد التكامل العمودي المثلث BEH أكبر من الربح قبل التكامل المثلث 4 توفير الض ارئب BEF : تقدم بعض المؤسسات على التكامل العمودي لتجنب الض ارئب على المعامالت الخارجية مع السوق و ذلك باستبدالها بمعامالت داخلية بين مصانع المؤسسة الواحدة 5 تحقيق األمان للمؤسسة : يمكن للمؤسسة أن تؤمن مصادر الحصول على المدخالت الرئيسية لها من خالل التكامل العمودي للخلف و تحصل على أي كمية تحتاجها باألسعار السائدة و من ثم تتحرر من سيطرة المنتجين لهذه المواد الرئيسية لألمام 6 تحقيق وفو ارت : الحجم كما يمكنها أن تؤمن منافذ توزيع منتجاتها من خالل التكامل يمكن للمؤسسات الضخمة أن تحقق وفو ارت في تكاليف االعالن و النقل والتسويق و المشتريات و غيرها مما يسمى بتكاليف المعامالت 7 توفير األرباح : المخرجات من خاللهم التي كان يحصل عليها الوسطاء عند القيام بش ارء المدخالت عن طريقهم أو بيع روجر كالرك مرجع سبق ذكره ص 5 9

73 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي 8 يمكن لمؤسسة ما أن تجبر بعض المؤسسات المنافسة لها على االنسحاب من السوق من خالل سيطرتها على المؤسسات التي تورد مدخالت لهم كما يمكنها أن تضع موانع للدخول في مواجهة أي مؤسسات أخرى محتملة من ذي قبل كما 9 فمثل هذه المؤسسة تستطيع أن تبيع المدخالت لمنافسيها بأسعار مرتفعة أعلى يمكنها أن تقوم ببيع سلعتها بأسعار أقل عن ذي قبل و هي بذلك تجبر منافسيها على ش ارء مدخالتهم بأسعار أعلى و بيع مخرجاتهم بأسعار أقل مما قد يضطرهم لالنسحاب من السوق يؤدي التكامل العمودي إلى انخفاض تكاليف المخزون في الم ارحل االنتاجية المختلفة فنظ ار القتر اب م ارحل االنتاج من بعضها بعد عملية التكامل فال يكون هناك حاجة لالحتفاظ بمخزون كبير من المدخالت لكل مرحلة نظ ار إلمكانية نقل انتاج كل مرحلة للمرحلة الموالية بسهولة 0 حديد و تحقيق بعض الوفو ارت التكنولوجية : فعلى سبيل المثال يؤدي إقامة مصنع صلب بجانب مصنع تكاملهما معا إلى امكانية تحويل الحديد المنصهر مباشرة من مصنع الحديد إلى مصنع الصلب وتشكيله لمنتجات مختلفة و توفر هذه العملية على مصنع الصلب مرحلة صهر الحديد من جديد في حالة ما إذا كان قد تم الحصول عليه من مصانع حديد أخرى في مناطق بعيدة كما توفر هذه العملية تكاليف النقل المطلب الثالث : مقاييس التكامل العمودي قياس يوجد هناك أكثر من مقياس نسبة درجة العمودي القيمة التكامل الى المضافة للتكامل العمودي و نتطرق في هذا المطلب إلى أهم هذه المقاييس : : المبيعات العمودي يأخذ هذا المعيار الصيغة التالية : أن بحيث وتعتبر ارتفاع هذه هذه الطريقة النسبة من يشير VAS n i n i VAt S أشهر الى الطرق ارتفاع التي بدرجة يمكن أعلى من من خاللها التكامل : : حيث VAt مجموع القيم المضافة لمؤسسات الصناعية أو مصانع المؤسسة S مجموع قيم المبيعات عبد القادر محمد عبد القادر عطية مرجع سبق ذكره ص 0 المرجع السابق ص 5 8

74 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي وتتمثل القيمة المضافة للصناعة أو المؤسسة في الفرق بين قيمة المبيعات و االنفاق على المدخالت المشت ارة من الغير ويالحظ في هذا الصدد أنه إذا كانت المؤسسة تمتلك وحدات انتاجية تكفي إلنتاج كل المدخالت الالزمة للمنتج الرئيسي بحيث ال يتم انفاق أي مبالغ للحصول على مدخالت من الغير فإن القيمة المضافة = قيمة المبيعات و من ثم فإن ( األقصى و كلما قلت النسبة ) و تكون درجة التكامل العمودي عند حدها 5 = VAS VAS كلما دل ذلك على انخفاض عدد الوحدات اإلنتاجية التي تمتلكها المؤسسة بغرض إنتاج مدخالتها و بالتالي كلما دل ذلك على اعتماد المؤسسة على غيرها في الحصول على ما هي في حاجة اليه من مدخالت ويشير اقت ارب VAS من الصفر على انخفاض درجة التكامل العمودي ومن اهم االنتقادات الموجهة لهذه الطريقة : - إذا تغيرت أسعار المخرجات بمعدل يختلف عن معدل التغير في أسعار المدخالت فإن قيمة المعيار تتغير بالرغم من أن حجم العمليات المادية بالمؤسسة قد تكون ثابتة - إن مؤشر التكامل يختلف من مؤسسة إلى أخرى وذلك ناجم عن االختالف في األرباح التي تحققها المؤسسات وهذا الن األرباح هي جزء ال يتج أز من القيمة المضافة التي يتم من خاللها حساب مؤشر التكامل حتى و لو تساوى حجم العمليات التي تنفذها المؤسسات وعددها - عدم إمكانية إج ارء المقارنات بين المؤسسات المختلفة بسبب اختالف الم ارحل اإلنتاجية بينها - في حالة تغير أسعار المخرجات بمعدل يختلف عن معدل التغير في أسعار المدخالت األمر الذي يؤدي إلى اختالف مؤشر التكامل على الرغم من ثبات العمليات التي تنفذها المؤسسات - إن القيمة المضافة تشمل عدة مكونات منها أجور العاملين واألرباح وتكلفة ارس المال لذا فان أي تغيير في هذه المكونات سيؤدي الى تغيير هذه النسبة دون تغير حقيقي في العمليات اإلنتاجية التي تنفذها المؤسسة - تغيير هيكل الصناعة من خالل زيادة التركيز الصناعي مثال سيغير نسبة القيمة المضافة الى المبيعات دون حدوث تغير حقيقي في التكامل العمودي - في حالة تغيير تقنيات اإلنتاج مما قد يغير مشتريات المؤسسة وقيمتها المضافة وبالتالي تغير نسبة القيمة المضافة الى المبيعات دون تغير حقيقي في درجة التكامل العمودي وتبرز هذه المشكلة عند المقارنة التاريخية - من الممكن أن يتساوى حجم العمليات المادية في مؤسستين و بالرغم من ذلك يختلف هذا المؤشر من واحدة ألخرى الختالف معدالت الربحية بينهما حيث أن الربح يمثل جزءا يعتد به من القيمة المضافة ومن المعروف أن معدل الربح يتأثر بعوامل أخرى كثيرة منها القوة االحتكارية للصناعة 5 المرجع السابق ص د أحمد سعيد بامخرمة مرجع سبق ذكره ص 50

75 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي درجة االعتماد على السوق : وفي هذا الصدد يمكن الحديث عن مقياسين للتكامل أحدهما تكامل نحو األمام واآلخر تكامل نحو الخلف وكالهما يوضح مدى اعتماد المؤسسة على السوق ودرجة التكامل قيمة المدخالت المشت ارة من السوق مؤشر درجة التكامل العمودي للخلف = حيث قيمة المدخالت الكلية IP IVB It : IP It مجموع قيم المدخالت المشت ارة من السوق : مجموع قيم المدخالت الكلية ويالحظ على هذا المقياس أنه في حالة أن تقوم المؤسسة بإنتاج كل مدخالتها بنفسها دون االعتماد على السوق في ش ارء أي منها فإن المؤشر ( ) 5 = IVB ومن ثم تصل درجة التكامل العمودي للخلف إلى حدها األقصى و عندما تعتمد المؤسسة على السوق في حصولها على كل مدخالتها دون أن تنتج بنفسها أي مدخل من المدخالت فإن قيمة المخالت المشت ارة من السوق تساوي قيمة المدخالت الكلية ومن ثم فإن المؤشر ( ) و تصل درجة التكامل العمودي للخلف في هذه الحالة غلى حدها = IVB األدنى و مما سبق يمكن القول كلما ازدت قيمة IVB ذلك على زيادة درجة التكامل العمودي للخلف و العكس صحيح أما عن مؤشر درجة التكامل العمودي لألمام فهو يأخذ الصيغة اآلتية : مقتربة من الواحد و مبتعدة عن الصفر كلما دل قيمة المبيعات لمؤسسات أخرى بالسوق مؤشر درجة التكامل العمودي لألمام = IS IVF St قيمة المبيعات الكلية حيث : IS مجموع قيم المبيعات لمؤسسات أخرى بالسوق : St مجموع قيم المبيعات الكلية ويالحظ على المقياس IVF أنه إذا كانت المؤسسة الرئيسية " األم " تبيع كل مخرجاتها لوحدات انتاجية مملوكة لها كي تستخدمها في عملياتها االنتاجية المتتالية فإن ( ) = IVF = ) و من ثم ( IS عبد القادر محمد عبد القادر عطية مرجع سبق ذكره ص المرجع السابق ص 4 55

76 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي وتصل هنا درجة التكامل العمودي لألمام إلى حدها األقصى أما إذا كانت المؤسسة األم تبيع كل مخرجاتها لمؤسسات أخرى في السوق و ليس هناك م ارحل انتاجية أخرى مملوكة لها فإن ( = IS ) St و من ثم فإن ( IVF = ) و تصل بذلك درجة التكامل العمودي لألمام لحدها األدنى ويتضح مما سبق ذكره أنه كلما ازدت قيمة IVF كلما ازدت درجة التكامل العمودي و العكس صحيح 3 نسبة المؤسسات المتكاملة عموديا في الصناعة : ويستخدم هذا المعيار أساسا في قياس درجة التكامل العمودي في الصناعة المعينة حيث : عدد المؤسسات المتكاملة للخلف = درجة تكامل الصناعة عموديا للخلف عدد المؤسسات الكلية بالصناعة درجة تكامل الصناعة عموديا لألمام عدد المؤسسات المتكاملة لألمام عدد المؤسسات الكلية بالصناعة = و من أهم عيوب هذا المعيار أنه يركز على عدد المؤسسات المتكاملة و يهمل الحجم الحقيقي في الصناعة 4 هي عدد في العمليات تعريف والمر احل المرحلة اإلنتاجية اإلنتاجية بداية كل مرحلة إنتاجية ونهايتها التي التي قد تنفذها اكثر تحوي المؤسسة من : عملية من أو االنتقادات كما خطوة الم ارحل في العمال الى الثانوية اإلنتاج م ارحل في العمال نسبة استخدام يمكن 5 الموجهة انه هذه إلى من الصعوبة األساسية بحيث انه إذا كانت هذه النسبة مرتفعة فان ذلك مؤشر على وجود التكامل العمودي في المؤسسة الطريقة تحديد والرئيسية نسبة 6 العمودي المؤسسة من : المبيعات الى المخزون في المخزون زيادة خالل بحيث المؤسسة هذه أن الذي النسبة عن ينجم تكون زيادة مرتفعة عدد ومؤش ار العمليات على اإلنتاجية وجود التي التكامل تنفذها 55 المرجع السابق الصفحة السابقة د أحمد سعيد بامخرمة مرجع سبق ذكره ص 50

77 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي المطلب ال اربع : توجهات وخصائص التكامل العمودي إن القدرة على الدخول في صفقات طويلة األجل بهدف تحقيق المرونة و السالسة في معامالت وصفقات السوق ( مع تجنب الكثير من النفقات المتعلقة بعقود السلع الحاضرة ) قد أدت إلى ظهور توجه يدعو إلى عدم التكامل وكان ظهوره الفتا لالنتباه في أوروبا الغربية و شمال أمريكا و من األمور التي ساهمت بشكل جزئي في ظهوره تلك العالقات التكاملية الوطيدة التي تربط بين الكثير من الشركات اليابانية و الشركات الموردة التي تقوم بتزويدها بما تحتاج إليه من مكونات اساسية تستخدمها في عمليات التصنيع الخاصة بها و خالل ثمانينات القرن الماضي قامت كل من شركة تويوتا و شركة نيسان بإنتاج ما يقرب من إلى % 3 من القيمة االجمالية للسيا ارت التي قامت بإنتاجها و في الوقت نفسه استحوذت شركة فورد على 5 % من قيمة انتاجها وقامت شركة جي أم كذلك باالستحواذ على ما يقرب من نحو 9 % من قيمة إنتاجها من السيا ارت و مع ذلك فإن شركتي تويوتا و نيسان قد حققتا شكال من أشكال التكامل القوي المتعلق بالتقنيات التكنولوجية و الجودة مع الشركات التي تقوم بتزويدها بالمواد األولية التي تحتاج إليها كما قامت الشركتان كذلك بالدخول في عالقة تعاون قوي مع الشركات التي تقوم بعمليات النقل و التسليم وقد كان رد فعل الشركات المنافسة ردا مزدوجا و يتضح من خالل النقطتين التاليتين : قامت الشركات بإعادة تحديد عالقات التعاونية مع الشركات الموردة التي تتعامل معها و بدال من االعتماد على االتفاقيات المكتوبة و العطاءات فإن الشركات المصنعة عمدت إلى محاولة زيادة المرونة باإلضافة إلى تحقيق العالقات الوطيدة التي تقوم على التنسيق التام بين الجانبين و ذلك من خالل التعاون طويل االجل بينها وبين الشركات الموردة فعلى سبيل المثال نجد في بعض الصناعات االلكترونية الدقيقة و صناعة السيا ارت أن الشركات الكبرى قد قامت بتقليل عدد وكالئها الذين يقومون بعمليات البيع لصالحها و على الجانب األخر قامت هذه الشركات بتحديد المعايير و المواصفات التي يجب على الشركات الموردة أن تلتزم بها وذلك فيما يتعلق بالسلع و المكونات التي تقوم هذه الشركات بتوريدها وقد أدى ذلك إلى بناء عالقات وطيدة بين هذه الشركات و بين الشركات الموردة و ذلك على أساس من الثقة المتبادلة و ليست أشكال التعاقد القانوني الملزم اهتمت الشركات بالتركيز على عدد أقل من نشاطات التكامل العمودي و عمليات التعاقد من الباطن و خدمات تطوير األداء المختلفة و قد ظهر هذا التوجه في المقام األول نتيجة للرغبة و السعي لتقليل النفقات Olivier Sautel, Dé-Intégration Verticale et Théorie de la firme, Thèse pour le Doctorat és sciences économiques, Université de Nice Sophia ANTIPOLIS, 006, p روجر كالرك مرجع سبق ذكره ص 90 55

78 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي وتقوم الشركات بشكل مت ازيد باللجوء إلى جميع األنشطة التي تدخل في نطاق سلسلة المهام الخاصة بها ثم تقوم هذه الشركات بتحديد ما إذا كان من الضروري أن تقوم بهذه النشاطات بنفسها أم ال و إذا كانت االجابة بالنفي فإنها تقوم بتحديد الشركة الموردة التي يمكنها القيام بهذا النشاط و باإلضافة إلى التكلفة األقل وتقوم معظم الشركات في الوقت الحالي بإعادة تقييم لمشروعاتها و نشاطاتها و ذلك من أجل التقليل من النفقات و المصروفات التي تتحملها هذه الشركات وعلى الجانب األخر نجد أن الفضل في سيطرة شركات الواليات المتحدة االمريكية على صناعة الكمبيوتر يرجع بشكل أساسي إلى اعتماد هذه الشركات على الموردين الخارجيين الذين يزودونها بما تحتاجه من المكونات األساسية التي تدخل في صناعة الكمبيوتر مثل ب ارمج المعالجة الدقيقة و ش ارئح الذاكرة و الشاشات و الب ارمج و محركات االق ارص كما أن التخصص العمودي المت ازيد يشتمل على بعض المخاطر فالمؤسسات الصناعية تعتمد بشكل مت ازيد على مؤسسات أخرى فيما يتعلق بعمليات التصنيع و التقنيات التكنولوجية ويتمثل الخطر هنا في أنه على الرغم من أن عملية االقتصاد في المكونات و الخدمات يمكن تبريرها باعتبار أنها تهدف إلى التوفير في النفقات إال أن المؤسسات التي تقوم بهذه العملية ستفقد على المدى الطويل القدرة على تطوير منتجاتها و عنصر االبتكار الذي يلعب دو ار حيويا في نجاح أي مؤسسة ومن بين خصائص التكامل العمودي بنوعيه : أ تحقيق كفاءة الحجم : إن الحجم األمثل قد يتنوع و يتغير بشكل كبير بين م ارحل االنتاج المختلفة وعلى هذا فقد يؤدي التكامل العمودي إلى تحقيق الحجم شبه االمثل باإلضافة لزيادة التكاليف في بعض االنشطة ففي صناعة السيا ارت مثال نجد أن مصنع تجميع أج ازء السيا ارت قد تعمل بكفاءة إذا كانت تنتج ما يقارب من ألف وحدة سنويا إن تحقيق الكفاءة في صناعة المحركات تتطلب حجم انتاج يزيد على مليون وحدة سنويا وعلى الجانب األخر نجد أن تحقيق معدالت الكفاءة العالية في عملية تطوير و تحسين المنتجات الجديدة يتطلب حجما إنتاجيا أعلى مما سبق ذكره ب إدارة األعمال المختلفة بطريقة است ارتيجية : يؤدي التنسيق بين األعمال و النشاطات المختلفة إلى ظهور واحد من المصادر األساسية للتكاليف اإلدارية في المشروعات التي ترتبط ببعضها البعض بشكل عمودي و في ضوء المعايير االست ارتيجية يمكن أن نقول أن هذه األعمال تختلف وفق أسس الميزة التنافسية و حسب الظروف المحيطة بها من جهة و الموارد و االمكانيات التي تتطلبها هذه االعمال من جهة أخرى مما يستدعي وجود التكامل العمودي بين الشركات المصنعة و شركات التجزئة من احتكار صناعة ما ألنه ال توجد عناصر مشتركة بينهما ويمكن أن نقول أن نجاح عملية التصنيع تتطلب عبد القادر محمد عبد القادر عطية مرجع سبق ذكره ص 7 55

79 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي توفر القد ارت التكنولوجية العالية و الكفاءة في عملية تطوير المنتجات وعلى الجانب األخر نجد أن النجاح في تجارة التجزئة يتطلب التكيف السريع مع متطلبات كل من العمالء و المنافسة الحادة مع الشركات األخرى باإلضافة إلى الذكاء المطلوب في عمليات الش ارء و االهتمام الدائم بالسمعة التجارية الجيدة للشركة و حسن إدارة عالقات الشركة مع العمالء ت المرونة : إن التكامل العمودي يمكنه من تحقيق عدة م ازيا تنافسية و ذلك وفقا ألنواع و أشكال المرونة التي يتمتع بها التكامل ألن الحاجة لالستثما ارت المنسقة تتطلب التحكم المحكم في الجانب االداري وعقد المعامالت طويلة األجل التي تحافظ على الموقع الجيد التفاوضي للمؤسسة إن المؤسسات التي تقوم على أساس التكامل العمودي يمكنها أن تجمع بين األمور التالية : اإلمكانيات الهندسية و التصميمية و بعض الخدمات المتخصصة المتمثلة في الهواء المكيف و أعمال السباكة وأعمال النجارة و الكهرباء إن مثل هذا التكامل العمودي يعني تحقيق نوع من الصعوبة األكبر عند محاولة التكيف مع كل من زيادة و تقلص أوامر الش ارء و كذلك مع االستجابة للحاجات و المتطلبات الخاصة بكل نوع من األنواع المختلفة للمشروعات ث زيادة حجم المخاطرة : على الرغم من أن التكامل العمودي يفيد في الربط بين المؤسسة و مورديها الداخلين فإن األمر يشتمل على بعض المخاطرة و ذلك ألن المشكالت التي يمكن أن تحدث في أي مرحلة من م ارحل االنتاج المختلفة تشكل تهديدا لعملية اإلنتاج و تحقيق األرباح فعلى سبيل المثال نجد أن بعض الشركات المختصة في تصنيع األحذية الرياضية " ريبوك " تعتمد بشكل أساسي على التعاقد مع شركات مستقلة تقوم بعمليات التصنيع المختلفة في أي مكان كان خاصة تلك الموجودة في الدول األسيوية التي تمتاز فيها اليد العاملة بتدني األجور األمر الذي يقلل من المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها الشركة خصوصا هذه المخاطر المتعلقة بالجودة وسعر الصرف و األمور السياسية 5 روجر كالرك مرجع سبق ذكره ص 9 عبد القادر محمد عبد القادر عطية مرجع سبق ذكره ص 7

80 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي : ) 0 الجدول ( التكامل العمودي في مقابل صفقات السوق اإلشكالية ما هو عدد املؤسسات اليت تقوم بتطبيق اسرتاتيجية التكامل العمودي على االنشطة اخلاصة هبا هل جيب أن تتم االستثمارات اليت تتعلق باملعامالت املختلفة عن طريق أحد الطرفني هل تدل تلك املعلومات احملدودة ملختلف املؤسسات على الفرص املتاحة امامها و اليت متكنها من االستفادة من مجيع الفرص اليت تلوح أمامها يف املستقبل هل ختضع معامالت و صفقات السوق على الضرائب و اللوائح ما هو حجم الشك و عدم التأكد الذين حييطان بالظروف و األحوال املتعلقة بالفرتة اليت تتم فيها عملية التعاقد هل هناك أوجه تشابه جتمع بني املرحلتني فيما يتعلق باحلجم األمثل للعمليات اإلنتاجية ما هي أوجه التشابه اليت جتمع بني املراحل املختلفة فيما يتعلق بعوامل النجاح الرئيسية و املوارد و االمكانيات املطلوبة لتحقيق النجاح ما هو حجم الشك و عدم التأكد املتعلقني بالطلب على املنتجات من جانب السوق هل من املمكن أن يتسبب التكامل العمودي يف زيادة املخاطر و ذلك عن طريق احلاجة إىل االستثمار الكثيف يف املراحل املتعددة أو عن طريق زيادة عوامل املخاطرة املستقلة التكامل العمودي ميكن أن نقول أنه كلما كان عدد املؤسسات قليال زادت جاذبية و مزايا التكامل العمودي كلما زادت املتطلبات و احلاجات الالزمة لبعض االستثمارات احملددة زادت جاذبية التكامل العمودي و املزايا اليت ميكن حتقيقها من خالله كلما زادت صعوبة ختصيص و مراقبة التعاقدات زادت و عظمت املزايا اليت ميكن حتقيقها عن طريق التكامل العمودي ميكن للتكامل العمودي أن يكون جذابا إذا كان بإمكانه جتنب الضرائب و اللوائح كلما زادت االختالفات االسرتاتيجية كلما أصبح التكامل العمودي أكثر صعوبة ال يوجد تشابه لكن التكامل العمودي ينسق بني مراحل العملية االنتاجية مما حيقق احلجم االمثل يف هناية العملية يتسبب عدم التأكد يف زيادة التكاليف املتعلقة بكتابة و صياغة العقود باإلضافة إىل عملية مراقبتها كما أن هذا الشك يوفر الفرص املالئمة حلدوث بعض التالعب و الغش األمر الذي يزيد من جاذبية التكامل العمودي كلما زاد الشك و عدم التأكد املتعلقني حبجم الطلب على املنتجات كلماكان التكامل العمودي اكثر تكلفة كلما كانت متطلبات االستثمار أكثر كثافة و كلما زاد حجم املخاطرة يف كل مرحلة كلما أصبح التكامل العمودي حمفوفا باملخاطر المصدر : من إعداد الطالب باالعتماد على المرجع : إسماعيل محمد السيد اإلدارة اإلست ارتيجية " مفاهيم و حاالت تطبيقية " الدار الجامعية االسكندرية ص 5 سنة 55

81 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي ويلخص الجدول رقم ( ) العوامل المهمة التي تساهم إلى حد كبير في تحديد م ازيا التكامل العمودي بالمقارنة بالمعامالت التجارية المتعلقة بالسوق فكلما كانت المؤسسات التي تنشط في مجال واحد تعتمد على مؤسسات أخرى في دعمها بالمواد االولية في العملية االنتاجية فتكون مجبرة على التكامل العمودي للخلف من أجل تقليل تكاليفها لكن في المقابل عندما تلجأ المؤسسة إلى التكامل العمودي للخلف فإنها ترفع من أرس مالها و يزداد االستثمار عندها فينجر عنه عدة مخاطر أي ترتفع نسبة المخاطرة مما يجعل موقف المؤسسة حرجا في السوق فقد يؤدي في االخير إلى انخفاض الحصة السوقية و خسارة المؤسسة كما أن التكامل العمودي لألمام يساهم في سيطرة المؤسسة على م اركز البيع و التوزيع لمنتوج معين مما يسهل عليها التحكم في االسعار و الكمية المعروضة في االسواق 55

82 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي المبحث الثاني : نظريات التكامل العمودي من خالل وجود عدد هائل من الدوافع و المحف ازت الممكنة لتوجه على است ارتيجيات التكامل العمودي فقد تلجأ بعض المؤسسات إلى التكامل العمودي بسبب الض ارئب لتتهرب من دفع ضريبة المبيعات و ما إلى ذلك من استبدال المبادالت الخارجية الخاضعة للضريبة بالمبادالت الداخلية و كذلك فقد يقوم التكامل العمودي بهدف زيادة القدرة على التمييز السعري أو لزيادة عوائق الدخول وقد ترغب المؤسسات في تحقيق وفو ارت تكاليف تقنية من التكامل أو لضمان إمدادات عنصر اإلنتاج وقد تأمل في تمديد قوتها االحتكارية بمنع لجوء المستهلك لبدائل لمنتجاتهم أو بإ ازلة الت اركمات غير المجدية للزيادات في السعر عند الم ارحل المتتابعة لإلنتاج و التوزيع وفي هذا المبحث سوف نناقش هذه االفت ارضات و بعض التفسي ارت التي ال تعتمد بشكل محدد على اعتبا ارت القوة السوقية المطلب األول : نظرية إخفاق السوق يعتمد تحليل كوز Coase على الفرق بين التنسيق السوقي و تنسيق المنظم للنشاط االقتصادي لدى المؤسسة مما يعتبر االختيار الثانوي في منهج إخفاقات السوق للتكامل العمودي و في أريه كذلك أن السمة المميزة للمؤسسة هي أنها تجمع األنشطة االقتصادية تحت سيطرة منظم العمل بدال عن السوق و بالتالي يأتي السؤال عن السبب الذي يستوجب إبطال السوق فكانت إجابة كوز هي أن من الممكن االستغناء عن المبادالت السوقية و ذلك بتنسيق النشاطات داخل المؤسسة فعندما تكون تكاليف المبادالت السوقية مرتفعة يخفق السوق في أن يكون الوسيلة االمثل لتنسيق النشاط االقتصادي و لذلك تحول هذه المبادالت لتتم داخل المؤسسة و إذا افترضنا أن المؤسسة تعمل في مرحلة أو مرحلتين من سلسلة الم ارحل االنتاجية و تقوم ببعض النشاطات داخليا بينما و في حاالت أخرى تشتري خدمات عناصر االنتاج و تبيع المنتجات بالسوق و في نهاية االمر نجد أن تقدير ما إذا كانت المؤسسة تصنع عناصر االنتاج أو تشتريها و تبيع إنتاجها أو تستخدمه في انتاج السلعة النهائية " بهدف تعظيم الربح " سوف يعتمد على التكاليف النسبية للطرق المختلفة لتنسيق النشاط ( أو بأسلوب أعم تعتمد على األرباح النسبية لكل بديل ) و يجادل كوز بأن المؤسسة ستتولى المزيد من األنشطة الجديدة إلى أن تصبح تكلفة تنسيق أداء النشاط اإلضافي داخليا مساوية لتكلفة اتمامها بالسوق و من العوامل التي تميل إلى زيادة التكامل تكاليف اكتشاف أسعار السوق وتكاليف التفاوض حول الوصول إلى عقود السوق ومن العوامل التي 59 روجر كالرك مرجع سبق ذكره ص 90

83 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي تميل إلى الحد من التكامل العوائد المتناقصة على وظيفة المنظم و زيادة احتماالت اخطاء المنظم كلما ازدت النشاطات التي يقوم بها و في أري كوز تكون هناك درجة توازنية للتكامل العمودي تعطي تحت المنافسة التامة أعلى كفاءة تنظيمية لإلنتاج و التوزيع و قد قام ويليامسون " " Williamson بتطوير د ارسة كوز و بفرض أن تكلفة المبادالت السوقية تدفع المؤسسات إلى التكامل العمودي تناول ويليامسون و بالتفصيل العوامل التي تؤدي إلى زيادة التكاليف النسبية لمبادالت السوق و بالتالي إلى التكامل العمودي وقد ركز وبصفة خاصة على العوامل البشرية والتي تعمل سويا مع العوامل البيئية على تفسير إخفاق السوق وعلى عكس الفروض المعيارية لالقتصاد و يرى ويليامس ون أن بعض الخواص البشرية األولية التي ال يعتد بها في العادة قد تكون ذات أهمية بالغة و قد خص بالذكر االنتهازية ( أي الميل إلى االستفادة من الفرص المربحة بحنكة ) ومحدودية الرشادة ( أي قدرة اإلنسان على التعامل مع المشاكل الكبيرة التخاذ الق ارر ) و تتفاعل هذه العوامل البشرية مع العوامل البيئية مثل الاليقين و صغر عدد األط ارف المتعاملة بالنسبة لحجم المبادالت فتؤدي إلى إخفاق السوق و إحالل التنظيم الداخلي محل تنسيق السوق ومن الواضح أن تحليل ويليامسون يعد غنيا بالنظرة الفاحصة في دوافع التكامل العمودي الناشئة عن المبادالت ولكن و في نفس الوقت من المهم أن نؤكد مرة ثانية الطبيعة الخاصة لهذا المنهج فبالتركيز على التكامل العمودي بوصفه تكامال يهتم منهج إخفاقات السوق بق ارر التكامل أو التعاون عند وجود دافع للتنسيق العمودي ويرتبط ذلك مع التفسي ارت المختلفة لهذه الدوافع فمثال إذا كان هناك اعتماد تقني متبادل أو احتكا ارت متتابعة في االنتاج فسيكون هناك دافعا لتنسيق م ارحل االنتاج المتتالية ولكن بإمكان مثل هذا التنسيق أن يتم من خالل تعاقدات سوقية و ليس هناك من احتياج للتكامل بهدف تحويل المبادالت السوقية إلى مبادالت داخلية فمثال وفو ارت التكاليف الناجمة عن تكامل عدة م ارحل إنتاجية كما في صناعة الصلب تملي ضرورة بناء موقع مشترك لإلنتاج و ال تتطلب بالضرورة تكامل المؤسسة و بالمثل فإن ق ار ارت تعظيم األرباح المشتركة في حالة االحتكا ارت المتتابعة يمكن أن تتحقق عن طريق المباحثات دون ضرورة أو حاجة للتكامل العمودي فالق ارر الخاص بالتكامل العمودي في كل حالة يتخذ بهدف خفض تكاليف المبادالت السوقية وهو ق ارر خاص بأكفأ االشكال التنظيمية في النهاية ويتضمن إطار إخفاقات السوق على نظريات أخرى عن التكامل العمودي وقد يتساءل المرء عنها إذا كان هذا اإلطار يضيف بذاته بعدا نظريا جديدا إن النقد األساسي لد ارسة كوز األصلية عن طبيعة المؤسسة هو أنها و في األساس د ارسة وصفية و إنها تفتقر إلى المضمون العملي بمعنى أن تقدم فرضيات إضافية يمكن اختبارها بالمقارنة بالدالئل التجريبية و يمكن انتقاد د ارسة ويليامسون على أساس أنها و إلى حد بعيد تعتبر غير عملية و ذلك للصعوبة الشديدة في تقدير تكاليف المبادالت المرتبطة Olivier Sautel, ibid, p05 58

84 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي بالاليقين و األعداد القليلة من األط ارف المشتركة فيها لقد حاولت بعض الد ارسات الحديثة أن تطور بعض التوقعات القابلة لالختبار و المبنية على اعتبا ارت تكاليف المبادالت السوقية و ربما كان هناك المزيد من التطور الممكن في هذا االتجاه ولكن من خالل المعلومات المتوفرة لنا حتى اآلن فإننا ال نملك طريقة للوقوف على أهمية اعتبا ارت تكاليف المعامالت السوقية في تفسير التكامل العمودي وفقا لهذه النظرية يوجد هناك أسلوبين أمام المؤسسة لتحصل على مدخالتها و تصرف منتجاتها : * أن تشتري المدخالت من السوق و أن تبيع المخرجات في السوق * أن تمتلك وحدات انتاجية تصنع مدخالتها و تملك وحدات انتاجية تستخدم مخرجاتها و هذا ما يسمى بالتكامل العمودي و تحاول المؤسسة أن تختار بين هذين البديلين بطريقة تعظم أرباحها فإذا كان اتمام أي عملية ش ارء أو بيع في السوق يكلف أكثر من اتمامها داخل المؤسسة فإن هذا يحفز المؤسسة على إقامة وحدات انتاجية جديدة إلتمام هذه العملية و سوف تستمر المؤسسة في إضافة وحدات انتاجية سواء لألمام او للخلف طالما أن : < تكلفة اتمام العملية بالداخل تكلفة اتمام العملية بالسوق وسوف تتوقف المؤسسة عن االستم ارر في التكامل العمودي عندما يتحقق الشرط التالي : تكلفة اتمام العملية بالداخل تكلفة اتمام العملية بالسوق 3 " Stigler " المطلب الثاني : نظرية دورة الحياة لستيجلر يشير ستيجلر 4 Stigler إلى أن درجة التكامل تتحدد بحجم الصناعة ففي المرحلة األولى للصناعة يكون حجم السوق صغي ار نسبيا ومن ثم فإن حجم العمليات الصناعية يكون من الصغر بدرجة ال تبرر قيام مؤسسات مستقلة تتخصص كل واحدة منها في عملية أو مرحلة منفصلة و منه فإن ستيجلر يجادل بأن تقسيم العمل داخل صناعة معينة سوف يتغير تبعا لحجم الصناعة و قد ساقه ذلك إلى استنتاج أن درجة التكامل العمودي في صناعة معينة سوف يتبع دورة حياة تلك الصناعة فيزيد التكامل العمودي في الصناعات الجديدة ثم ينقص كلما نمت الصناعة ثم تتكامل مرة ثانية عندما 4 Olivier Sautel, Ibid, p 05 3 روجر كالرك مرجع سبق ذكره ص 9 المرجع السابق ص 9 عبد القادر محمد عبد القادر عطية مرجع سبق ذكره ص 7 5

85 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي تبدأ الصناعة في التضاؤل وهناك بعض التأييد لهذه الفرضية في تاريخ بعض الصناعات في القرنين الماضيين ويبدو أن نظرية ستيجلر تقوم على التباين في عالقات التكاليف و حجم اإلنتاج و التي قد توجد صناعات معينة لنفرض أن المنتج ينتج في إحدى الصناعات من عناصر اإلنتاج الوسيطة B ( ) A و بفرض أن هناك في و و للتبسيط عالقة ثابتة لنسب عناصر االنتاج إلى االنتاج و إن تكلفة إنتاج كل عنصر إنتاجي مستقلة عن إنتاج العنصر األخر وأخي ار لنفرض أن في حين الشكل من B ) A 5 ( ينتج باقتصاديات حجم هائلة ينتج باقتصاديات حجم متوسطة أو معتدلة فالموقف بالنسبة للمنشأة الواحدة موضح في حيث أن منحنيات متوسط التكاليف للعنصرين كدالة في اإلنتاج A و B و CB 5 CB 5 على التوالي و كذلك نفترض أن إنتاج من B و A CB 5 يمثلها كل يتم بتكلفة إضافية ثابتة ويمثلها فلو قامت المؤسسة بالنشاطات الثالثة أي لو أنها متكاملة عموديا إذا فالمجموع العمودي لهذه المنحنيات الثالثة CB 5 يمثل تكلفة انتاج الوحدة للمؤسسة المتكاملة طبقا للفروض السابقة فوفقا لحجة ستيجلر سوف تميل المؤسسة إلى القيام بكل وصفها وذلك من خالل الم ارحل األولى و األخيرة لدورة حياة الصناعة و أو على األقل بعض النشاطات السابق لكنها سوف تميل إلى االبتعاد عن هذه النشاطات في المرحلة الوسطى عندما يكون السوق كبي ار و يبدو أن األساس ل أري ستيجلر هذا هو أن تحقيق الكفاءة في تكلفة انتاج عنصر االنتاج يحتاجه العنصر لكل B A يحتاج إلى مستوى إنتاجي أكبر من ذلك الذي بحيث تملي العوامل التقنية ضرورة التخصص اإلنتاجي عند مستويات حجم مختلفة عنصر إنتاجي و في حالة السوق ذي الحجم الكبير بدرجة كافية فإن النشاطات ذات العالقات المتنوعة بين التكاليف و حجم اإلنتاج يمكن أن تترك إلى المنتجين المتخصصين في اإلنتاج التخصصي مقارنة بالمؤسسة المتكاملة و يرى ستيجلر أن في الم ارحل المتقدمة و المتأخرة لتطوير الصناعة قد يكون السوق صغي ار جدا فال يكفي لدعم منتجين مستقلين لعناصر اإلنتاج B و A و في هذه الحالة يصبح التكامل مفروضا على المؤسسات بالصناعة وكذلك فقد يجبر عدم كفاية المعلومات و بعض العوامل المعوقة للمنافسة في الصناعات الجديدة و المؤسسات على القيام بعدد من النشاطات المتباينة و في هذه الظروف قد تعجز المؤسسات عن الحصول على كل الخفض في التكاليف المصاحب لتقسيم العمل فتنتج بمستوى دون الكفاءة و بالرغم من أن فرضية ستيجلر تبدو مقبولة فإن آ ارءه ليست مقنعة تماما لألسباب التالية : إذا فرضنا أنه يناقش وضع صناعات تنافسية أساسا بعدد من المنتجين إذا فحجة أن السوق الصغير يمنع التخصص في اإلنتاج ليست حجة قوية فبينما المؤسسة الواحدة قد تكون غير قادرة على العمل كمنتج مستقل لعنصر اإلنتاج متخصص لعنصر اإلنتاج B لمنتج واحد للسلعة فليس لكل منتجي السلعة B من الواضح كيف يمكن استبعاد قيام انتاج ففي الحقيقة ومن وجهة نظر تقنية وحتى في Olivier Sautel, Ibid, p 06 روجر كالرك مرجع سبق ذكره ص 05 55

86 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي السوق الصغير سيكون من المربح قيام تخصص في إنتاج لكسب بعض اقتصاديات الحجم األقل وكما أوضح ويليامسون إذا ما بقيت المؤسسة على التكامل في اإلنتاج تحت هذه الظروف فربما يكون ذلك بسبب تكاليف المبادالت إن حجة ستيجلر تتصل بالمي ازت التي يمكن تحقيقها من انتاج غير متكامل في وجود التنوع في عالقات التكاليف بحجم اإلنتاج أكثر مما تتصل بالتكامل داخل المؤسسة و ال تملي العوامل التقنية ضرورة فسخ تكامل المؤسسة في السوق الكبير ألن بإمكان المؤسسة أن تنجز عددا من النشاطات المتباينة في مصنع ذات أحجام مختلفة إلنتاج بعض المنتجات لمقابلة احتياجاتها و بعض احتياجات السوق المفتوح و بالطبع قد يكون من األكفأ عند نمو السوق أن تشتري المؤسسة الخدمات التي كانت متكاملة في السابق و مرة اخرى فهذه األمر يرجع إلى الخفض النسبي لتكاليف المبادالت السوقية و ال يرجع إلى االعتبا ارت التكنولوجية بحد ذاتها و وفقا لهذه النظرية فإن درجة التكامل العمودي تتبع دورة حياة الصناعة فهي تقل بزيادة نمو الصناعة و تزداد بانخفاض معدالت النمو فيها أو اضمحاللها ويمكن تبرير ذلك اقتصاديا كما يلي : يؤدي نمو الصناعة و كبر حجم عملياتها ألن تصبح : تكلفة الوحدة في ظل التخصص مما يحفز على زيادة درجة التخصص و انخفاض درجة التكامل تكلفة الوحدة في ظل التكامل تكلفة الوحدة في ظل التخصص تكلفة الوحدة في ظل التكامل شكل ( مما يحفز على زيادة درجة التكامل و انخفاض درجة التخصص ) 05 : منحنيات متوسط التكاليف المصدر : روجر كالرك تعريب : د فريد بشير طاهر اقتصاديات الصناعة الرياض المملكة العربية السعودية ص 33 سنة 884 دار المريخ للنشر 55

87 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي المطلب الثالث : االعتماد التقني المتبادل و الاليقين في هذه النظرية نتناول تفسي ارت أكثر تحديدا للتكامل العمودي فبينما تدفع تكاليف المبادالت الناتجة عن صغر أعداد المؤسسات و محدودية التوجه السوقية لن هذه العوامل لوحدها ال تفسر نمط التكامل المشاهد في االقتصاد إن أبسط تفسير للتكامل إلى التكامل بدال من الدخول في المبادالت العمودي هو أن االعتماد التقني المتبادل في عمليات اإلنتاج يعطي الدافع للتكامل العمودي و المثال المعياري لهذا التفسير هو حالة إنتاج الحديد و الصلب تعتمد على بعضها البعض بمعنى و هذه العمليات باإلمكان خفض تكاليف المعالجة و التسخين و ذلك بالقيام بها في مكان و زمان متعاقب جدا فضرورة تصنيع الحديد و الصلب خاصة تحت درجة ح اررة عالية يعني أن هناك قد ار كبي ار من الكفاءات الحر ارية يمكن تحققها من خالل اإلنتاج المتكامل تلك االقتصاديات التقنية تملي ضرورة أن تتم صناعة الصلب في مصنع واحد و التكامل يكون في مؤسسة واحدة أيضا لألسباب التي ذكرت أنفا و هناك العديد من األمثلة عن التكامل العمودي لعمليات اإلنتاج ألسباب االعتماد التقني المتبادل وتعد اقتصاديات الح ارريات مهمة كذلك لصناعات معادن أخرى وبأسلوب أعم فإن تكاليف المعالجة و التكاليف األخرى عادة ما تخفض عن طريق تكامل العديد من العمليات تكرير البترول الكيماوية مثل ويتضمن الكثير من هذه الصناعات سلسلة من العمليات المتعاقبة و تظهر االقتصاديات التقنية للتكامل عادة في مثل هذه الظروف و التفسير الذي درج عليه رجال االعمال للتكامل العمودي هو أن يتم بهدف تأكيد تدفق عناصر اإلنتاج أو لتأكيد وجود سوق لبيع اإلنتاج وقد يشتمل هذا على تفسير دوافع احتكارية للتكامل فتحت الفروض التقليدية ال يبدو هناك من دافع للتكامل العمودي بأسواق المنافسة التامة النعدام فرص خفض التكاليف ألن جميع عناصر اإلنتاج و السلع المنتجة يمكن ش ارؤها من السوق المفتوحة عند األسعار المحددة بالسوق ولكن هذا الجدل يتجاهل مشكلة الاليقين في النواحي األخرى لألسواق التنافسية ويرى العديد من مفكري االقتصاد أن هذه المشكلة قد تقدم تفسي ار للتكامل العمودي إحدى االمكانيات و التي قدمها آرو 3 Arrow هي أنه قد يكون هناك عدم تماثل في المعلومات المتوفرة لكل من منتجي المواد األولية و منتجي السلع مما يدفعهم إلى التكامل العمودي بهدف تحسين توزيع الموارد في مرحلتي اإلنتاج وفي تحليل آرو فإن المؤسسة المنتجة للسلع تكون معلوماتها محدودة عن أسعار المواد األولية مما يعوق قدرتها على اتخاذ ق ار ارت سليمة حول نسب عناصر اإلنتاج المستخدمة و يفترض آرو أن منتج المادة األولية يكون أكثر د ارية بأسعارها عن المؤسسات المنتجة للسلع ولذلك فالمؤسسات المنتجة للسلع يكون لديها حافز واضح للتكامل إلى الخلف حتى تستحوذ على روجر كالرك مرجع سبق ذكره ص 07 عبد القادر محمد عبد القادر عطية مرجع سبق ذكره ص 9 روجر كالرك مرجع سبق ذكره ص

88 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي المؤسسات المنتجة للمواد األولية بهدف الحصول على توقعات أفضل عن أسعار المادة األولية وفي هذا النموذج تتحسن القدرة على استطالع أسعار المادة األولية كلما ازدت حيازة المؤسسة المنتجة للسلع لمؤسسات تنتج المواد األولية بحيث يكون هناك ميل طبيعي بالحيازة االحتكارية على المؤسسات المنتجة للمواد األولية و يعني ذلك بدوره أن إنتاج السلع أيضا سوف يكون محتك ار وبذلك يكون هناك في النهاية ميل إلى عرض موحد في مرحلتي اإلنتاج في هذا النموذج و االمكانية الثانية التي نناقشها بطريقة أكثر شموال كانت قد قدمت بواسطة كارلتون وفي Carlton هذا التحليل يجتمع كل من الاليقين و بطء االستجابات في أسواق المنافسة لتقديم حاف از للتكامل العمودي ويقترح هذا النموذج مباشرة أن تقوم المؤسسات المنتجة للسلع بالتكامل إلى الخلف لضمان عرض عناصر اإلنتاج الذي يحيطه الاليقين و هي بذلك تبدو متفقة مع تفسي ارت رجال األعمال عن التكامل إلى الخلف و بالتالي تستحق مزيد من العرض التفصيلي ولنأخذ سوق واحدة ذات طلب ال يقيني فتحت الفروض المعهودة بتكيف سعر السوق في كل فترة زمنية ليساوي بين الكمية المطلوبة و المعروضة لكي يخلي السوق من أي فوائض و لكن في كثير من أحوال األسواق التنافسية األخرى ال يتم تعديل أو تكيف السعر حاال كما تفترض النظرية و باإلضافة إلى ذلك فال يمكن لإلنتاج أن يتعدل في حينه لمقابلة الطلب عند سعر السوق و لذلك فمن المحتمل أن ال يتساوى الطلب و العرض في أي فترة سوقية أي أن يكون هناك نقص أو زيادة في االنتاج بالنسبة للمطلوب ولذلك فمن وجهة نظر المشتري هناك احتمال بأال يتمكن من الحصول على السلعة في الفترة الحلية بينما يتحمل البائع مخاطر اإلف ارط في االنتاج و بقاء كميات غير مباعة من السلع و لهذه اإلمكانيات آثا ار ضمنية هامة فإذا فرضنا و للتبسيط أن كل المؤسسات و جميع المستهلكين متماثلون تماما إذا يمكننا أن نناقش توازن السوق بالنسبة لمؤسسة واحدة كما بالشكل ( 6 ) بما أن السوق و بصفة عامة سوف تنجلي فإن المؤسسات تتنافس ليس فقط في السعر و لكن في وجود عرض يعول عليه فمن وجهة نظر المشترين تعتمد المنفعة على سعر السوق السلعة من المؤسسة P ) 5 ( ) P 5 ( و على احتمال الحصول على و على ذلك يمكننا أن نرسم منحنيات السواء للمستهلك بين المحورين وستنحدر المنحنيات إلى األعلى لتعكس إقدام المشتري على دفع السعر األعلى فقط إذا ما ازد احتمال حصوله على السلعة ويبين الشكل ( 6 ) اثنين من هذه المنحنيات وعلى F 5 و F 5 جانب العرض تنظر المؤسسة في أمر التخزين أو إنتاج المزيد من السلعة حتى تحسن من قدرتها على مقابلة الطلب لكنها ت ارعي المخاطرة المترتبة على هذا االختيار و المتمثلة في بقاء كميات غير مباعة وبناء على ذلك يجب أن يزيد السعر الذي تضعه حتى يغطي الزيادة في المخاطر ولذا يمكننا أن نرسم و على نفس الشكل منحنيات األرباح المتساوية و تنحدر هي األخرى إلى األعلى ألن هناك احتياجا ألسعار أعلى لمعادلة االحتمال األعلى لرضى المستهلك لكي يبقى مستوى األرباح المتوقعة دون تغيير المرجع السابق نفس الصفحة 55

89 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي وأخي ار نالحظ أن المؤسسات في سوق المنافسة تنتج حتى تكون األرباح المتوقعة تفوق أو مساوية للصفر و على الرسم ثابت لتكلفة الوحدة مباعة فالمنحنى توضحه النقطة Π 5 C Π 5 يمثل المنحنى المناسب للربح المتساوي فإذا كانت السلعة تنتج عند مستوى إذا فألي مستوى لإلنتاج هناك بعض المخاطرة الناجمة عن كميات اإلنتاج غير يقطع المحور األفقي عند C F عندما يكون أعلى منحنى سواء للمستهلك و ينحدر إلى أعلى بعد ذلك و توازن السوق F 5 مماسا لمنحنى الربح المتساوي والمبادلة عند نقطة التوازن هذه تدل على أن بعض المستهلكين سوف ال يحصلون على احتياجاتهم من السلعة في الفترة السوقية الحالية أي أن ) 5 ( أقل من الواحد الصحيح وأيضا نجد سعر السوق يفوق تكلفة الوحدة C و يعكس ذلك مخاطر المؤسسات الناجمة عن انتاج السلع غير المباعة إلى جانب تكلفة انتاج السلعة ويمكننا اآلن تطبيق هذا التحليل على التكامل العمودي لنفترض أن مؤسسة متكاملة إلى أسفل تنتج السلعة األولية و الطلب على مستخدمة عناصر اإلنتاج C A B ولو ركزنا على عنصر اإلنتاج و لذا فسوف يزيد سعر B و التي تنتج بواسطة مؤسسات منتجة للمواد طلب ال يقيني و بالتالي فالطلب المشتق على عناصر اإلنتاج أيضا ال يقيني نجد أن منتج B B عن تكلفة الوحدة منه أي يتحمل أصال مخاطرة اإلف ارط في اإلنتاج عن المطلوب ) P < X ( و يصبح السؤال هو هل هناك دافع لدى منتجي السلع للتكامل إلى األعلى في انتاج عنصر اإلنتاج B فللمحة األولى قد ال يظهر وجود هذا الدافع و ذلك ألن هذا التكامل و إن أتاح للمؤسسات المنتجة للسلع عنصر االنتاج بتكلفة مقدارها C أقل من سعر السوق P إال أن ذلك يعني ضرورة تحملهم لمخاطر اإلنتاج ال ازئد أيضا لكن و كما أوضح كارلتون قد يكون هناك على األقل بعض الدوافع للتكامل إلى الخلف ألن منتج X سوف يتخذ ق ار ار يعتمد على مبدأ الحدية بدال عن ق ارر يعتمد على متوسط التكاليف وذلك عند إقدامه على التكامل إلى الخلف ففي البداية يدرس الوفو ارت المتوقعة و تكاليف انتاج كمية عنصر االنتاج B الالزمة إلنتاج الواحدة من X بفرض أنها تستخدم عنصر اإلنتاج B إلمداد العميل األول الذي تصادفه ولما كان احتمال وجود مشتر واحد عاليا جدا فمن المؤكد أن من المربح للمؤسسة أن تنتج عنصر اإلنتاج B الالزم إلنتاج وحدة واحدة من المنتج و ق ار ارت حدية مماثلة تتخذ بالنسبة للوحدات التالية من االنتاج و يستمر التكامل العمودي إلى النقطة التي يتساوى عندها الوفر الحدي المتوقع مع تكلفة إنتاج كميات إضافية من B المؤسسة المنتجة للسلعة سوف تستخدم انتاجها من عنصر االنتاج B و السمة المرغوبة في هذا النموذج هو أن لمقابلة الطلب ذي االحتمال العالي بينما قد تفضل ش ارء الكميات اإلضافية المطلوبة من عنصر اإلنتاج من منتجين مستقلين لمقابلة الطلب ذي االحتمال الضعيف Olivier Sautel, Ibid, p 06 5

90 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي ولهذا النموذج أيضا مضمون مفيد بالنسبة للرفاهية فقد الحظ كارلتون أن باإلمكان التفريق بين المؤسسات على أساس قد ارتها على امتصاص الخطر في توفير عنصر اإلنتاج عدد المؤسسات المنتجة للسلعة فإذا كانت B n 5 و عدد المؤسسات المنتجة للمواد األولية في انتاج و ذلك بالتمييز بين و B n 5 ) n < n ( فإن المؤسسات المنتجة للسلع أفضل في امتصاص الخطر بمعنى أنها تحتاج إلى االحتفاظ بكميات أصغر من عنصر اإلنتاج لكي تقابل طلب جزء محدد من المستهلكين وعليه يعتبر التكامل العمودي إج ارء من وجهة نظر المجتمع وفي هذه الحالة ستتضافر القوى لتحقيق تكامل تام بين المؤسسات المنتجة للسلع و المؤسسات المنتجة للمواد األولية ولكن إذا كان ) n > n ( بحيث تكون المؤسسات المنتجة للسلع أكثر كفاءة في امتصاص المخاطر ألصبح التكامل العمودي غير كفء من وجهة نظر االقتصاديين و سوف يؤدي ذلك إلى تكلفة كلية أعلى لعناصر االنتاج الالزمة لمقابلة طلب جزء صغير معين من المستهلكين و بالتالي تكون منفعة المستهلك المتوقعة أكثر انخفاضا في هذه الحالة قد يكون التكامل العمودي جزئيا أو تاما ولكن في كلتا الحالتين يصبح الحافز الخاص بالمنشأة للتكامل بهدف ضمان إمدادات عنصر اإلنتاج غير كفء : ) 06 الشكل ( منحنيات السواء للمستهلك المصدر : روجر كالرك تعريب : د فريد بشير طاهر اقتصاديات الصناعة الرياض المملكة العربية السعودية ص 89 سنة 884 دار المريخ للنشر إال أن االستنتاجات بخصوص الرفاهية عادة غير قاطعة و هي كذلك في مثالنا الحالي أيضا وباألخص يوضح كارلتون أن المؤسسات المتكاملة عموديا أكثر احتماال ألن تقدم تقنية جديدة نافعة عن المؤسسات غير المتكاملة وذلك ألن المؤسسات المتكاملة المسيطرة على انتاج عناصر االنتاج سوف تكون قادرة على د ارسة وتبني التقنيات الحديثة و المفيدة بينما المؤسسات غير المتكاملة ربما ال تتلقى إشا ارت سوقية مناسبة تدفعها إلى تغيير من هذا النوع و عليه فقد يكون هناك مي ازت كفاءة حركية للتكامل 55 روجر كالرك مرجع سبق ذكره ص 9

91 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي العمودي و التي قد تعادل أي عدم كفاءة ساكنة مرتبطة بتحمل غير كفء للمخاطر ولكن يجب أال تحجب هذه الحجة حقيقة أن الحافز الخاص بالتكامل بهدف ضمان إمدادات عنصر االنتاج قد يوجد عندما يكون هذا التكامل غير كفء حتى و لو كان السوق في تنافس في األساس المطلب ال اربع : التحليل التعاقدي للعالقات العمودية كان كوز أول من أشار إلى أن الصفقة يمكن أن تكون في السوق كما يمكن أن تكون داخل المؤسسة بين الوحدات و طور هذا التحليل ويليامسون بحيث دقق في تكاليف المبادلة التي ترجع إلى: - محدودية المعلومات التي يملكها المقرر ( تكاليف البحث عن المعلومات ) - خصوصية بعض الصفقات التي تحتاج إلى إش ارف و متابعة خاصة - محدودية رشادة أصحاب الق ارر ما قد يخلق مشاكل الحقة أي تكاليف للمؤسسة - وجود استغالليين و انتهازيين بين المتعاملين االقتصاديين - تواتر هذه الصفقات تحليل تكاليف الصفقات حسب كوز لكل صفقة تكلفة تتغير بداللة طبيعية الصفقة و بطريقة تنظيمها سواء حدثت في السوق أو المؤسسة أو تنظيم آخر قاطع المهام أن يكون فعال إن كوز و ويليام صون يقد ارن بأنه على مستوى األسواق يتم التعاون بين مختلف األعوان االقتصادية ال إ ارديا عن طريق نظام األسعار ( اليد الخفية ) ولكن على المستوى الداخلي للمؤسسة فهي منظمة إ ارديا من طرف السلطة القائمة لرجل اإلعمال حيث اعتبر أن التبادالت التجارية تتم وفق المفهوم التالي : - الشخص المنسق للعروض و الطلبات الناتجة عن السوق هو مقترح السعر األولي و بذلك فإن العارضين و الطالبين يتموضعون حسب السعر - إذا كان هناك اختالل في التوازن بين العرض و الطلب يمكن للفرد ان يقترح أسعار جديدة - إذا كان العرض يفوق الطلب تكون األسعار الجديدة منخفضة و إذا كان العرض أقل من الطلب يكون السعر الجديد مرتفع تعد هذه النقطة رئيسية في بناء تحليل كوز ومن النشاطات الضرورية للتنسيق التجاري لها تكلفة سميت فيما بعد " تكاليف الصفقات " و بشكل أكثر تحديد فإن التكاليف المستعملة في السوق يمكن تصنيفها إلى ثالثة فئات : 55 د أحمد سعيد بامخرمة مرجع سبق ذكره ص 9 عبد الحميد بن الشيخ الحسين نظريات المنظمة دار بهاء الدين للنشر و التوزيع قسنطينة الجزائر سنة 00 ص 55

92 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي تكاليف البحث و اإلعالم : مثال إذا أردت ش ارء سيارة ال بد أن تجمع معلومات كافية عن مختلف العروض و التحرك بين مختلف المتعاملين و محاولة المقارنة بين التكلفة لكن هذا مكلف الوقت و التنقل تكاليف التفاوض و اتخاذ الق ارر : في بعض األحيان تكون والطالب معقدة مثال : الكمية الواجب توريدها الضمان المقترح و لهذه األسباب سيستغرق اتخاذ القر ار وقت و يتطلب تكلفة من حيث خصوصيات تنفيذ العقد بين العارض المدة الزمنية النوعية الجديدة و الثمن المطلوب 3 تكاليف الرقابة و المتابعة : فإذا الحقيقي أن المتعاملين معا الهيكل المؤسسي للنظام االقتصادي تم العقد فيجب ضمان احت ارمه و تطبيقه و يرى كوز في العالم لهم الخيار بين أهم وسيلتين للتنسيق و هما السوق و المؤسسة اللتان تشكالن في حين أن السوق هو آلية تنسيق المركزية ( غير ثابتة ) تعتمد على ميكانيزم أو مؤشر السعر بينما المؤسسة هي طريقة تنسيق ثابتة قائمة على النفوذ "شكل من أشكال التنسيق المركزي القائم على السلطة " في هذه الحالة نقول أن نظام السعر قد تالشى واستبدل بنظام أخر هو السلطة و نتيجة لذلك و لألهمية االقتصادية يجب المرور بالمؤسسة عوض السوق و ذلك لتخفيض تكاليف الصفقات لكن استعمال المؤسسات أيضا مكلف وكلما كانت المؤسسة واسعة و معقدة كان التنسيق الفعال صعب للسلطة و النشاطات الداخلي بالموازنة فاالختيار بين السوق و المؤسسة أخي ار بالمقارنة بين تكاليف الصفقات و تكاليف التنظيم كلما كان نمو حجم المؤسسة فإن تكاليف المنظمة الداخلية ترتفع يكون ضعيفا عندما تكون المرحلة األولى فقط مندمجة و يرتفع مع اندماج المرحلة الثانية و حتى الخامسة عندما تكون التكاليف الهامشية للتنسيق بالسوق متساوية مع نقول قد بلغنا حد المؤسسة بتفكير بسيط التكاليف الهامشية للتنسيق بالمؤسسة هنا و قوي الذي يتطلب أن يكون معمقا كوز يصف مختلف تكاليف الصفقات ( تكاليف البحث و اإلعالم تكاليف التفاوض و اتخاذ الق ارر تكاليف الرقابة والمتابعة ) قد أكد أن تكاليف المنظمة الداخلية ترتفع مع حجم المؤسسة لكن لم يفسر بطريقة محكمة جذور هذه التكاليف : في أي حالة ترتفع في أي حالة تكون ضعيفة لكن ويليامسون هو الذي سيتعمق و يعرف مفاتيح المتغي ارت على أساس مختلف التكاليف المفسرة لكوز لقد ركز ويليامسون على تحليل تكاليف الصفقات مستندا في ذلك على د ارسات سابقة ل كوز وسيمون و ذلك بالنظر إلى عمليات اإلنتاج على أنها مجموعة من الخطوات منفصلة فيما بينها تكنولوجيا و العوامل المسببة لتكاليف الصفقات مرتبطة من جهة بسلوك األف ارد و من جهة أخرى بخصائص الصفقات وفيما يتعلق بالسلوك فإن "ويليامسون " يعتبر أن األف ارد يتصرفون برشاده محدودة وبانتهازية كاملة وفي المقابل يحدد الصفقات من خالل معرفة نوعية األصول والتك ارر وحالة عدم التأكد د أحمد سعيد بامخرمة مرجع سبق ذكره ص 9 59

93 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي إن هذه التكاليف مجتمعة إن وجدت تشكل دافعا قويا للمؤسسة الستبدال هذه العالقات بشكل آخر و هو التكامل أما إذا كانت المخاطرة بأداء الصفقة خارج المؤسسة ضعيفة يمكن للمؤسسة أن تتبع است ارتيجيات أخرى مثل التعاقد مع المقاولين بالباطن إن الدوافع السابقة ليست حصرية إذ توجد عوامل محددة أخرى قد تدفع المؤسسة إلى خيار التكامل العمودي من باب أنه حالة خاصة من التنويع كأن تتبنى المؤسسة التكامل العمودي كطريق لتحقيق النمو تأسيسا على العالقة النظرية التي صيغت بموجبها است ارتيجيات التكامل العمودي ومضمناتها وما تفرع عنها من مقدمات ونتائج واعدة يتناول هذا المحور التحليل الرياضي للعالقة التكاملية لالست ارتيجيات التي من شأنها أن تعد مدخالا مهما في قياس آلية أداء الخيا ارت االست ارتيجية التكامل الكلي للمؤسسات في أحد أنواع التكامل التكامل الجزئي المؤسسات والتي تفصح عنها " Micro Integration" " Macro Integration " تتحدد بموجب الطريقة التي تسعى المؤسسة إذ نرمز لألداء االقتصادي بالرمز P وأن هنالك أو عناصر إلى تبنيها كأن تكون الطريقة تكامل خلفي أو أمامي " Backward or Upstream " " " كأن تسعى إلى التكامل مع مؤسسة أخرى حاجتها من العناصر التي تساهم في رصد مدخالتها ومستلزماتها اإلنتاجية على أساس Outsourcing وأشكال وسياسات تحددها لتسويق سلعها أو الستكمال التوريد من الخارج والذي يعني استكمال حاجتها من مصادر خارج إطار إمكانياتها الذاتية ووفق صيغ المؤسسة كاختيار است ارتيجي نظرية االستغالل األمثل للطاقات التي توفرها بيئة التكامل لتدنية التكاليف و " Strategic Choice " وتقوم هذه العالقة على على نطاق محلي أو دولي وتوفير حوافز قوية تقصية العوائد و السيما في حالة التحوالت التي تشهدها األسواق في إطار العولمة والجدير بالذكر أن الخيا ارت المثالية هي الخيا ارت التي تحقق قيمة مضافة من خالل إعادة هندسة العالقات بين المؤسسات التغيير فإن خيا ارت التكامل ال يمكن الت ارجع عنها القائمة على أساس التكامل ومتى ما تفوق المنافع من التغيير تكاليف هذا 58 عبد الحميد بن الشيخ الحسين مرجع سبق ذكره ص 5 د أحمد سعيد بامخرمة مرجع سبق ذكره ص 79

94 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي المبحث الثالث : تحليل و تقييم التكامل العمودي من المالحظ أنه هناك عدة دوافع للتكامل العمودي الذي يتم باتخاذ ق ارر استبدال المبادالت السوقية بالتنسيق الداخلي وبهدف تعظيم األرباح وذلك من خالل خفض تكاليف المبادالت السوقية ويعد هذا بمثابة األساس ألي ق ارر تأخذه المؤسسة داخليا و ذلك بتكامل نشاطاتها المختلفة بدال من االعتماد على المبادالت السوقية أو العقود قصيرة األجل أو طويلة األجل مع الوسط الخارجي كما أنه ليس هناك إجماع في الوقت الحالي على تحليل الدوافع الحقيقية و ارء لجوء المؤسسات إلى التكامل العمودي و كذا مؤث ارته المتنوعة و االسباب الفعلية التي تكمن في الظروف التي قد يكون للقوة السوقية فيها سلبيات جمة وفي المقابل فإن للتكامل العمودي منافع عدة تتمحور اساسا حول تقليل التكاليف و المخاطرة في نفس الوقت المطلب األول : دوافع التكامل العمودي حسب مدرسة شيكاجو أنه من غير المحتمل أن يتم التكامل العمودي بدافع من االعتبا ارت االحتكارية في كثير من الظروف و بالتالي فال يجب أن تكون موضع اهتمام السياسة االقتصادية وباإلضافة إلى ذلك ففي الحاالت التي تكون فيها دوافع احتكارية فليس بالضرورة أن يكون لها تأث ارت اقتصادية و اجتماعية فبمجرد إسقاط فروض المنافسة تتضاعف أعداد نماذج التكامل العمودي الممكنة بصورة هائلة فمثال بمرحلتين انتاجيتين و إمكانية وجود احتكار تام أو احتكار للقلة أو منافسة في كل مرحلة انتاجية يمكن بناء تسعة نماذج وعالوة على ذلك فهذا الحساب يتجاهل التغي ارت األخرى والتي تنشأ على سبيل المثال بسبب التمييز السعري و عوائق الدخول و ما إلى ذلك أما بالنسبة لحالة االحتكا ارت المتتابعة في عدة م ارحل انتاجية ويمكن تمييز حالتين هنا : األولى : عندما يكون هناك احتكار و ال توجد لمحتكر السلع قوة احتكار ش ارء في سوق عناصر االنتاج وثانيا : عندما تكون هناك قوة احتكار ش ارء أيضا بحيث يكون هناك احتكار مزدوج في سوق عنصر اإلنتاج و في سوق عنصر اإلنتاج لنفرض أن السلعة االحتكار و عنصر االنتاج يستخدم في إنتاج تنتج باستخدام عنصري اإلنتاج و B ( عنصر االنتاج B A A ينتج تحت ينتج تحت المنافسة ) في الحالة االولى يفترض ان عنصر االنتاج B بكميات غير معنوية بالنسبة لإلنتاج الكلي من قوة احتكارية في ش ارء عنصر االنتاج B لكنه يأخذ سعر B B وبناء على ذلك فليس لمنتج السلعة كتكلفة إنتاج معطاة وفي هذه الحالة عبد القادر محمد عبد القادر عطية مرجع سبق ذكره ص 80 9

95 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي يضع منتج المعطى ل B سعرها ليعظم أرباحه و في المرحلة التالية يضع منتج B سعرها آخذا في االعتبار السعر و اآلن لننظر ماذا يحدث لو عمل المحتكرون بطريقة مستقلة ونفترض هنا أن عناصر اإلنتاج تستخدم بنسب ثابتة في انتاج إلنتاج MC x أن يزيد من سعر ودالة الطلب الخطية D x B فالشكل ( 9 ) يوضح هذه الحالة في وجود التكاليف الحدية الثابتة إلى النقطة التي ينتقل فيها ففي ظل فرض النسب الثابتة يمكن لمحتكر عنصر االنتاج إلى MC X االستحواذ على أقصى أرباح المحتكر و التي تساوي المساحة ( كانت مؤسسة تنافسيا بحيث تضع السعر MC x ' P m abc وسوف تمكنه هذه السياسة من ) من الصناعة في حالة ما إذا مساوي P m لكن MC x ' MC x ' سوف يقيد االنتاج للمستوى الذي تتساوى عنده MR x و MC x ' ينتجها محتكر و في وجود مما يدفع السعر إلى فإذا MC x ' تحقق ذلك فإن المستهلك النهائي يكون قد ساء وضعه من ناحيتين في وجود االحتكا ارت المتتابعة ألن الزيادات السعرية فوق تكلفة الوحدة قد ت اركمت و االسعار قد وضعت فوق مستويات أسعار االحتكار ويكون الوضع كذلك بالطبع إذا كانت هناك م ارحل إنتاجية أكثر وعدد أكبر من المحتكرين و كما يتضح في الشكل ( 9 ) فإن السياسة المقيدة للمحتكر الثاني لخفض اإلنتاج إلى أرباح محتكر عنصر االنتاج من المساحة X m ' P m dec ) إلى المساحة ( P m abc ( الطلب الخطية و التكلفة الحدية الثابتة فإن المساحة ( حيث أن ينقص ) و تحت فروض دالة ) ) تساوي نصف المساحة ( abc P m P m dec له ضعف انحدار MR x D x في هذه الحالة سوف يعظم المحتكر المنتج لعنصر اإلنتاج أرباحه آخذا في االعتبار سياسة المحتكر الثاني وذلك بوضع التكلفة الحدية ل عند حيث MC x ' يحصل على نصف أقصى ربح ممكن بالسوق وقد يمثل ذلك توازنا غير تعاوني لذا فمن الواضح أنه إذا ما وضع السعر النهائي عند P m فإن األرباح القصوى سوف يمكن تحقيقها بالصناعة لذا فإن هناك حاف از على التعاون بين المحتكرين و قد يتم ذلك عن طريق التفاوض و من الممكن أيضا أن يتم عن طريق التكامل العمودي و في هذه الحالة يعتبر التكامل العمودي بهدف زيادة الربح أيضا كسبا اقتصاديا و اجتماعيا و في الشكل ( 9 ) يالحظ أن استبدال االحتكا ارت المتتابعة بمحتكر واحد متكامل من شأنه أن يخفض سعر السلعة إلى P m و كذلك تزيد أرباح المحتكر من المساحة ( المساحة ( مما يزيد من فائض المستهلك بالمساحة ( ) P m ' fdp m ) و بما أن P m abc ) إلى المساحة ( P m ' fec ) تمثل فائض المنتج المحول إلى المستهلك إذا فهناك صافي رفاهية مكتسبة P m ' fdp m كنتيجة للتكامل العمودي مساو للمساحة fabe 95 روجر كالرك مرجع سبق ذكره ص المرجع السابق ص 96 9

96 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي الشكل منحنى ) : االنتاج في ظل قوى احتكارية 07 ( f e وفي الحالة الثانية ندرس فيها منتج السلعة الحالة يكون لمنتج هو ايضا المشتري الوحيد لعنصر االنتاج B قوة محتكر الش ارء في ش ارء B B ففي هذه و بذلك يكون لديه حالة احتكار مزدوج في سوق و كما سنرى فهذا يعقد التحليل بعض الشيء و إن كانت النتيجة التي توصلنا إليها في الحاالت األولى قد تتغير ومن أجل تحليل هذه الحالة نحول االنتباه نفترض اآلن و ألسباب ستتضح فيما بعد أن فعنصر اإلنتاج إلى سوق عنصر االنتاج B B ينتج بتكلفة حدية مت ازيدة ( MC A و باإلضافة إلى ذلك الحظ الشكل ) 9 يستخدم B نرسم منحنى طلب مشتق لعنصر االنتاج الشكل بنسبة ثابتة مع عنصر اإلنتاج إلنتاج السلعة B B من منحنى اإلي ارد الحدي للمنتج ) 9 ( D A بالمنحنى ويصاحبه منحنى اإلي ارد الحدي MR A كان كما في الحالة السابقة لمنتج عنصر اإلنتاج وحدة قوة سوقية فإنه ينتج لكننا اآلن نفترض أن هناك مشتريا واحدا لعنصر االنتاج الش ارء فلو أن عنصر اإلنتاج العرض المت ازيد الخاص بعنصر اإلنتاج ولذلك فمن الممكن أن ويمثل هذا المنحنى في B بسعر P B A ينتج تحت المنافسة و يعرض وفقا للمنحنى أيضا فلو و الذي قد أدرك أن له قوة احتكارية في MC A ' ( الش ارء إلى الالمساواة تكلفة الوحدة من المنتج لعنصر اإلنتاج ) ممثال بالمنحنى A MC A MC A ' ومن الواضح أن محتكر ش ارء و القيمة الحدية ل ( ) ممثلة ب A D A ويشتري المنتج ليعكس سعر فسيسعى محتكر عند السعر P A سيسعى للش ارء عند سعر أقل P P وهنا تبرز معضلة االحتكار األط ارف و في إطار التكامل العمودي نجد أن والكمية التي تعظم أرباح الصناعة من المنتج النهائي عن السعر الذي يرغبه المحتكر البائع المزدوج حيث يتحدد السعر الفعلي و الكمية عن طريق التفاوض بين المصالح المت اربطة للمحتكرين تستوجب وضع السعر و لما كان منتج الذي يمكنه هو الوحيد Campbell, Andrew, Vertical Integration : Synergy or seduction, Long Range Planning, Vol 8, 995,p3 95

97 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي الحصول على هذه األرباح فذلك يتطلب أن يكون انتاج المشتق A D A فهناك دافع إذا لوضع اإلنتاج عند تقاطع 3 و D A عند المستوى التنافسي في وجود الطلب ويمكن تحقيق ذلك إما عن MC A طريق التفاوض أو بالتكامل العمودي بين المحتكرين و طالما أن المساومة في إطار االحتكار الثنائي قد تميل إلى خفض اإلنتاج إلى أقل من 3 فإن كال من األرباح المشتركة و الرفاهية االقتصادية ستكونان أعلى في حالة التكامل العمودي ومرة أخرى تنطبق الفكرة القائلة بأن التكامل العمودي يمحو ممارسات قوى االحتكار المت اركمة إن من المهم أن نالحظ في هذا اإلطار أن األرباح و الرفاهية االقتصادية ال تتطلب بالضرورة قيام التكامل العمودي فكما الحظنا فإن التنسيق العمودي فضال عن التكامل قد ينتج الحل المقبول لمشكلة االحتكا ارت المتتابعة : ) 08 الشكل ( منحنى طلب مشتق لعنصر االنتاج A ففي الحالة الموضحة بالشكل ( 9 ) مثال نجد أن التفاوض على السعر و الكمية المنتجة أمر ضروري لتعظيم األرباح المشتركة وعلى األط ارف المتفاوضة أن تتفق على تحويل 3 A من عنصر اإلنتاج و أن تتم مفاوضات منفصلة للسعر لتحديد توزيع األرباح فيما بينهم و يتوقف مدى نجاح هذه المفاوضات في الوصول إلى حل مرض على اعتبا ارت تكلفة المبادالت السوقية التي نوقشت سلفا وق ارر التكامل بدال عن تنسيق المبادالت في وجود االحتكا ارت المتتابعة بعكس في النهاية اعتبا ارت إخفاق السوق 95 روجر كالرك مرجع سبق ذكره ص المرجع السابق ص 97 96

98 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي المطلب الثاني : التكامل العمودي للمحتكر ففي هذه الحالة نأخذ المحتكر الذي يرغب في التكامل العمودي في احدى م ارحل االنتاج مع مرحلة أخرى لذلك نفترض أن هذا المحتكر منتجا لعنصر االنتاج ويرغب في التكامل إلى األمام مع صناعة تنافسية و أن السلعة أن X تنتج أساسا بواسطة صناعة تنافسية تستخدم عناصر االنتاج حيث و A B A على انتاج ينتجه محتكر و B X أو متغيرة في انتاج X ينتج في ظل المنافسة و السؤال القائم هو هل للمحتكر من دوافع لالستحواذ و اإلجابة عن هذا السؤال تعتمد على ما إذا كانت عناصر اإلنتاج تستخدم بنسب ثابتة و لنأخذ أوال الحالة التي يستخدم فيها بنسبة ثابتة إلنتاج B و A ففي هذه X الحالة ليس هناك من دافع للمحتكر لكي يتكامل إلى األمام حيث أن في إمكانه أن يحصل على كل أرباح المحتكر من السوق في وضعه ال ارهن و يوضح الشكل ( 8 ) تمثله الدالة الخطية X D x و أن التكاليف الحدية إلنتاج X المجموع العمودي لمنحنيات التكاليف الحدية الثابتة لكل من عنصر إنتاج بعد التكامل أوال فإن منتج عند سعر المحتكر هذه النتيجة فبفرض أن الطلب على A و B ثابتة وهذا المنحنى األخير عبارة عن فلو أخذنا الوضع X المحتكر سوف يضع اإلي ارد الحدي مساويا ل MR x MC x و ينتج X m P m قبل التكامل فإن منتج وبالتالي يتحصل على أقصى ربح من الصناعة مساو للمساحة ولكن P m abc A المحتكر يمكنه أن يتحصل هو األخر على نفس األرباح دون احتياج ألن يتكامل إلى األمام و بالتحديد فإنه سوف يرفع من سعر عنصر االنتاج حتى ينتقل منحنى التكلفة الحدية إلنتاج فوق تكلفته الحدية P A MC A X إلى MC x ' و سعر X m ( ألن السعر يساوي التكلفة الحدية للسلعة X P m B P m abc في الشكل ( 8 ) وهذه أيضا ستؤدي إلنتاج تحت المنافسة ) ويحصل عنصر اإلنتاج على نفس اإلي ارد الكلي تماما كما في الحالة السابقة وبالتالي يحقق المحتكر ربحا مساويا للمساحة وهذه هي النتيجة األساسية لدالة اإلنتاج إلى النسب الثابتة فعندما تستخدم عناصر اإلنتاج بنسب ثابتة في إنتاج السلعة X X فإن احتكار أي من عناصر اإلنتاج يساوي احتكار انتاج السلعة النهائية ولذلك فليس هناك من دافع احتكاري لمنتج عنصر اإلنتاج أو ليتكامل في انتاج العنصر اإلنتاجي الثاني A لكي يتكامل إلى األمام في صناعة X B ولن يجدي التكامل العمودي أو الجانبي إال في حالة ما إذا فشل المحتكر المنتج لعنصر اإلنتاج في الحصول على أرباح المحتكر في سوقه كنتيجة لتنظيم السعر وفي غياب هذا التأثير ال يكون هناك دافع احتكاري للتكامل العمودي وهذه النتيجة باإلضافة إلى النتائج األخرى التي نوقشت سلفا تشكل وجهة النظر األساسية القاضية بأن التكامل العمودي الناتج عن الدوافع االحتكارية ليس من األمور موضع اهتمام السياسة العامة Olivier Sautel,Ibid, p 65 روجر كالرك مرجع سبق ذكره ص 9 95

99 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي X : ) 09 الشكل ( منحنى دالة االنتاج و هذه النتيجة ال تنطبق عندما تستخدم عناصر اإلنتاج بنسب متغيرة في إنتاج قابلية لإلحالل بين عناصر اإلنتاج متناقصة من هذا العنصر سوف أرباح المحتكر مكتملة من صناعة X في إنتاج السلعة B و A تستخدم كلما رفع سعر العنصر X A فسيجد محتكر العنصر فإذا كانت هناك A X إن نسب ولذلك فلن يتمكن من الحصول على و عليه يكون هناك دافع للتكامل العمودي و هذا الدافع كما سنرى ينطوي على كسب في الكفاءة نتيجة للتخلص من أي انح ارفات في سعر عنصر اإلنتاج وباإلضافة إلى ذلك فقد يؤثر التكامل العمودي في السعر أو اإلنتاج من و قد قام كل من فيرنون و ج ارهام ( ) X Vernon & Graham, 97 مما يزيد دوافع التكامل بإيضاح هذه الحجة بطريقة ارئعة الشكل ( ) فعلى عكس منحنى االنتاج المتساوي قائم ال ازوية L الذي يمثل تقنية النسب الثابتة فإننا نفترض منحنيات السواء ذات االنحدار السالب و التي تعكس معدل االحالل الفني الحدي المتناقص MRTS أن تستخدم إلنتاج المستوى التكلفة الحدية بين عناصر االنتاج و أحد هذه المنحنيات يمثل التوليفات من A A B و X فقبل التكامل يضع محتكر إنتاج عنصر اإلنتاج السعر والتي يمكن P A MC A التكلفة الحدية للعنصر بالنسبة فينشأ عن ذلك خط التكاليف المتساوية PP* بانحدار يعكس النسبة بين O A MC B B في إنتاج E أقل انحدا ار مثل X فإذا كان عنصر اإلنتاج A MM* و NN* فوق إلى و بهذا الخط للتكاليف المتساوية سوف تستخدم عناصر االنتاج فيكون ربح منتج A يباع بتكلفة الحدية لكانت خطوط التكاليف المتساوية المحتكر مساويا ل PM التكامل قد تم و أن التحريف في سعر عنصر االنتاج قد تم التخلص منه فسيتم انتج و اآلن لنفرض أن عند النقطة X F المرجع السابق ص 3 9

100 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي وتزيد المؤسسة المتكاملة أرباحها دائما بمقدار بوحدات من MN B و تكون هذه الزيادة في األرباح دائما موجبة في حالة النسب المتغيرة و باإلضافة إلى ذلك فهي الحد األدنى لألرباح التي قد يحققها المحتكر المتكامل إذ أنها تفترض ثبات مستوى اإلنتاج عند يغير من السعر و اإلنتاج من X X فال بد أن تزيد األرباح بمقدار أكبر من MN فإذا كان من األمثل للمحتكر المتكامل أن : ) 0 الشكل ( منحنى االنتاج المتساوي وعندما تكون النسب المتغيرة فيكون للمحتكر دوافع كبيرة في التكامل إلى األمام بغض النظر على انتقاص الرفاهية االقتصادية مما يمكنه من زيادة الربح بمجرد إ ازلة االنح ارف في سعر عنصر االنتاج و الذي كان مطبقا على المورد A لذلك فهناك تحسن في كفاءة استخدام الموارد كنتيجة للتكامل العمودي و المكاسب الناتجة عنه تتدفق مباشرة إلى المحتكر هذه المكاسب تعد تحسنا في الكفاءة تبعا لتعريف باريتو بالرغم من أن البعض قد ال يتفق حول كيفية توزيع هذه المكاسب و لكن عندما يكون السعر X متغي ار وخاصة عندما يرتفع فإن رفاهية المستهلك سوف تتأثر و يصبح حسابها أكثر تعقيدا و لذا فمن المهم معرفة كيف سيتغير سعر X ولسوء الحظ فإن تأثير التكامل العمودي على سعر بصفة عامة وقد تناول وارن و بولتون ( و كيف يتصل ذلك بالتأثير العام على الرفاهية X Warren & Bolton, 974 و الرفاهية االقتصادية ال يمكن أن يحدد ) حالة هامة و خاصة لظروف الطلب و االنتاج و التي تلقي الضوء على هذه القضايا فقد افترضا نموذجا ذا مرونة ثابتة لإلحالل )دالة إنتاج للسلعة CES وينتج ) وتكلفة ثابتة لعناصر االنتاج و مرونة سعرية ثابتة للطلب على X X هذا النموذج قد ار كبي ار من التغير في المعالم ويسمح بصفة خاصة باختبار أثر التغير في مرونة Olivier Sautel,Ibid, p 65 95

101 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي اإلحالل بين عناصر اإلنتاج و باستخدام أساليب التحليل الكمية و الوصفية فحص وارن و بولتون كيف يؤثر التغير في قابلية عناصر اإلنتاج لإلحالل على سعر X والرفاهية االقتصادية وفي الحالة التي تكون فيها مرونة اإلحالل مساوية للواحد الصحيح و دالة االنتاج مبسطة إلى صيغة كوب-دوجالس " " Cobb-Douglas فإن من الممكن تحليليا إثبات أن التكامل العمودي إلى أسفل بواسطة منتج عنصر اإلنتاج المحتكر يؤدي إلى زيادة سعر المنتج النهائي و على أساس هذا التحليل أثبت وارن و بولتون أنه يمكن الحصول على نفس النتائج لكل قيم مرونة اإلحالل التي تزيد عن الصفر و قد جاءت هذه النتائج مطابقة للمتوقع إذ أن في وجود اإلحالل بين عناصر اإلنتاج فإن المحتكر غير المتكامل سوف يكون مقيدا في مقدرته على تغيير سعر اإلنتاج المحتمل أن يكون سعر المنتج و من ثم فمن P A P x أقل من سعر االحتكار التام فإذا أدى التكامل العمودي إلى زيادة سعر السلعة فالمستهلك دون شك في وضع أسوأ لكن وألن التكامل العمودي ينطوي على تحسن في الكفاءة فهناك مجال لتعادل التأثير العام على الرفاهية فقد وجد وارن و بولتون عند معاملة فائض المستهلك و المنتج بنفس الطريقة أنه عندما يتمكن المحتكر من وضع السعر دون قيود بهدف تعظيم الربح بعد التكامل فإن المرونة المنخفضة لإلحالل تؤدي إلى كسب في الرفاهية وأن المرونة العالية تؤدي إلى تقليل الرفاهية وعموما ففي حالة دالة االنتاج من نوع كوب- دوجالس يتسبب التكامل العمودي في فقد في الرفاهية و هناك قيمة حرجة بين الصفر و الواحد الصحيح إذا ازدت عنها يؤدي تعظيم ربح التكامل العمودي إلى فقد الرفاهية و لذلك ففي حالة غياب القيود يبدو أن آثار زيادة السعر المترتبة على التكامل العمودي تفوق الكفاءة المكتسبة عندما تكون مرونة اإلحالل مساوية للواحد الصحيح أو أكبر و لكن قد تخضع هذه النتائج إلى شرط تقني هام و تعد هذه النتائج بمثابة مؤشر لآلثار المترتبة على التكامل إلى األمام بواسطة منتج عناصر اإلنتاج المحتكر وتوضح أنه عندما يمكن استخدام عناصر اإلنتاج بنسب متغيرة يكون هناك فقد في فائض المستهلك وفي رفاهية المجتمع لكن في الممارسة الواقعية تكون هناك تعقيدات إضافية مثل إنتاج محتكر القلة في السلع و الحيازة الجزئية للمؤسسات المنتجة للسلع و من الواجب اعتبار ذلك وهذه المشاكل باإلضافة إلى التعقيد العام للمشكلة األساسية يعني صعوبة وضع قواعد مبسطة ألثر التكامل العمودي على الرفاهية و في عبارة عامة فإن الزيادة الملحوظة في سعر السلعة المنتجة و المرونة المعتدلة لإلحالل بين عناصر اإلنتاج قد تكون سببا الهتمام السياسة االقتصادية بالتكامل العمودي ومن الصعب أن تكون أكثر تحديدا و يوحي التحليل إلى ان السيطرة على سعر السلعة سيكون شرطا كافيا لضمان عودت التكامل العمودي بآثار مفيدة على الرفاهية في هذه الحالة روجر كالرك مرجع سبق ذكره ص 3 95

102 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي المطلب الثالث : تقييم التكامل العمودي ألي است ارتيجية في مجال االقتصاد الصناعي عدة م ازيا و مساوئ تميزها عن غيرها من االست ارتيجيات األخرى فالتكامل العمودي الذي يعتمد أساسا على سلوك المؤسسة التي تسعى دائما تعزيز حصتها السوقية و يمكن ذكر الم ازيا في الجوانب اآلتية : الجانب االقتصادي : و لالقتصاديات التي يمكن للمؤسسة تحقيقها يلغي ظروف " في من أجل تعظيم أرباحها ووضع ع ارقيل تعوق الدخول لمجال نشاطها الصناعي حيث تحقق المؤسسة أرباحا أوال باالستفادة من هوامش ربح المورد أو الزبون الاليقين في تكاليف و أحجام المواد اقتصاديات الوفرة التبادل " كما أن التكامل العمودي الولية و تكاليف و أحجام المنتجات النهائية مما يسمح لهذه المؤسسات من إنشاء اسواق جديدة جذابة لكي تقدم لها حرية اتخاذ الق ار ارت مجال االستثمار و التوسع بإمكان المؤسسة من وضع ع ارقيل المناسبة في تعوق المنافسين الجدد بواسطة التكامل العمودي إلى الخلف وذلك بسيطرتها نقاط توزيع المنتج كما يؤدي التكامل العمودي إلى تمكين المؤسسة الصناعية من حماية جودة منتجاتها في مرحلة إنتاجية واحدة أو في جميع الم ارحل االنتاجية مما يجعلها متميزة في الصناعة التي تنشط فيها و مما يسهل لها االستثمار في االصول المتخصصة التي تستخدمها هذه المؤسسة في رفع كفاءة أدائها التي ينتج عنها في النهاية خفض للتكاليف و تميز المنتجات و السيطرة على التسعير الجانب االست ارتيجي : 3 إن است ارتيجية التكامل العمودي تؤثر على الوضعية التنافسية حيث تمنحها كل م ازيا إست ارتيجية تنويع المنتجات و كذا األسواق أما سيطرتها على أنشطة المنبع أو المصب فيمنحها القدرة على التمييز بأسعار المنتجات نوعيتها و جودتها و أيضا الخدمات المرفقة لها أما حركة المؤسسة في الفرع تمنحها إلغاء قوة التفاوض مع الموردين ثم العمالء فيزيد من تفوقها في السوق و بالتكامل العمودي تتحكم المؤسسة في سوق المواد األولية في المنبع أو تمييزها في خدمة العميل عبر أنشطة المصب ما يمكنها من وضع عوائق دخول للمنافسين الجدد كما أن زيادة قوة المؤسسة في السوق تمكن من الحصول على المعلومات المالئمة حول السوق ما يعني األسبقية على المنافسة الجانب التقني اهتم و لقد : Barreyer واالعتماد على منتجات و خدمات خارج المؤسسة اإلنتاجية بد ارسة هذا الجانب و قارن بين وضعية التكامل العمودي و الحظ أن التكامل العمودي يسمح بترشيد العملية ألن عملية الش ارء تتضمن مخاطر التبعية للمحتكر كما أن التكامل العمودي يؤمن للمؤسسة نوعية المنتجات و الخدمات المرغوب فيها دون اللجوء إلى العمالء في عملية التموين : و أما بالنسبة لعيوب و مساوئ التكامل العمودي تكمن أساسا في النقاط التالية 99 عبد القادر محمد عبد القادر عطية مرجع سبق ذكره ص 9 د عبد الغفور حسن كنعان المعماري مرجع سبق ذكره ص 7

103 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي نقص المرونة : إن هذا العيب يشكل عائقا كبي ار بالنسبة للمؤسسات المتكاملة في محيط نشاطها حيث أن هذا األخير يتطلب درجة عالية من المرونة لكي تستطيع المؤسسة التأقلم مع جميع الظروف الطارئة و الاليقين في م ارحل االنتاج المختلفة لكن سلسلة األنشطة طويلة المدى للمؤسسات المتكاملة و حلقاتها المختلفة و خصوصية األصول تشكل عائق كبير في االنصهار في بوتقة واحدة بهدف تعظيم األرباح تغيير هيكل التكاليف : في أغلب األحيان است ارتيجية التكامل العمودي و خصوصا التكامل إلى الخلف تتطلب رؤوس أموال كبيرة و توفير يد العاملة و الموارد بأحجام ضخمة مما ينتج عنه ارتفاع نسبة التكاليف الثابتة في مقابل التكاليف المتغيرة و هذا يؤدي إلى صعوبة الخروج من الصناعة من جهة و هشاشة المؤسسة نحو تقلبات المحيط من جهة أخرى 3 صعوبة التسيير : التكامل العمودي هو زيادة في حجم العمليات الداخلية وتنوع م ارحل االنتاج وتعقيد في تشكيالت المنتجات مما يصعب وظيفة التسيير والتنظيم داخل المؤسسة ألن درجة التخصص تأثر على أداء المؤسسة 4 فقدان الهوية و ذوبان االست ارتيجية في المؤسسة : إذ قد تتسبب است ارتيجية التكامل العمودي في فقدان ثقافة المؤسسة ألنها تعتمد على الوسط الخارجي في التوسع و النمو و التوجه نحو نشاط مخالف لما عليه و بالضرورة يؤدي إلى ضياع بعض المكتسبات من سمعة وشهرة اكتسبتها بمرور السنين 5 التعقيد التكنولوجي : بغض النظر لما تعانيه المؤسسة بانتهاجها إلست ارتيجية التكامل العمودي من صعوبة في التنظيم و التسيير و فقدان لهويتها فإنها تتعرض لصعوبات جمة في السيطرة و التحكم في التكنولوجيات الجديدة و التقنيات المتطورة التي تنتهجها في إحدى حلقات العملية االنتاجية مما دفع بعض المؤسسات الضخمة من التخلي عن التكامل العمودي في بعض األحيان أما فيما يخص التغير في التكلفة من الناحية العكسية أي أن المؤسسة يمكن أن تشتري المواد األولية من المؤسسة المتكاملة معها بأسعار أكبر من السوق و بالتالي في هذه الحالة يصبح تبني التكامل العمودي كإست ارتيجية مرفوضة بجميع المقاييس و قد تنطوي است ارتيجية التكامل العمودي على مخاطر متعددة و ذلك عندما يكون الطلب غير مستقر أي عندما يقل الطلب على منتجات المؤسسة المتكاملة يجعل عملية التنسيق داخل هياكلها االنتاجية يسوده تذبذب نسبي ورغم هذه المساوئ تستطيع المؤسسة الحصول على م ازيا است ارتيجيات التكامل العمودي دون تحمل مخاطره و ذلك إذا دخلت في عقود قصيرة األجل من أجل الحصول على احتياجاتها أو توزيع منتجاتها أو بواسطة تحالفات است ارتيجية عن طريق عالقات تعاون مشترك طويل األجل بين عبد القادر محمد عبد القادر عطية مرجع سبق ذكره ص 9 المرجع السابق ص 90 98

104 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي المؤسسات وذلك بتعهد إحداهما بتوريد متطلبات المؤسسة األخرى من مواد أولية لفترة طويلة وفي المقابل تكون هي األخرى متعهدة بش ارء هذه االحتياجات خالل هذه الفترة من عند المؤسسة االولى المطلب ال اربع : التكامل العمودي كعائق دخول يعتبر التكامل العمودي من أبرز العوامل التي تزيد عوائق الدخول إلى األسواق الدخول عند ديمستز تتمثل عوائق و في القيود الحكومية التي يترتب عليها رفع التكلفة بالنسبة للمؤسسات المحتملة ال ارغبة في الدخول الى السوق وفي غياب القيود الحكومية فإن االقتصاد الحر التنافسي سوف يقضي على أي ريع للمحتكر في المدى البعيد ولذا فالحكومة فقط هي التي تملك القوة لمنع حرية المنافسة ولكن ينتقد تعريف ديمستز العتباره أن الحكومة هي القوة الوحيدة التي يمكنها أن تضع عوائق لدخول السوق وهذا قد ال يكون صحيحا السوق مثال ذلك الشركات الكبيرة الحجم ذات القوى االحتكارية فهناك قوى أخرى غير الحكومة يمكنها أن تضع موانع للدخول الى و المفهوم األكثر استخداما في االقتصاد الصناعي قدمه BAIN يشير الذي و التي تتوفر للمؤسسات القائمة دون الجديدة لكنه وبصورة محددة يربط عوائق الدخول ب: كذلك الى المي ازت إلى أي حد وفي المدى الطويل يمكن للمؤسسة القائمة أن ترفع أسعار مبيعاتها فوق الحد األدنى لتكلفة اإلنتاج وتوزيع الوحدة ( التكاليف المرتبطة باإلنتاج األمثل ) دون أن تغري مؤسسات جديدة بدخول الصناعة فمن وجهة نظر BAIN األثر المتوقع لعوائق الدخول الحد األدنى لتكلفة الوحدة المنتجة في المدى البعيد من تعريف ستيجلر حيث أن ( ) BAIN استق ارر األسعار عند مستوى أعلى من هو الذي يعرف طبيعتها ويعد هذا التعريف أشمل يعتبر اقتصاديات الحجم كعائق للدخول ألنها قد تساعد على دوام التسعير عند مستوى أعلى من الحد األدنى لتكلفة الوحدة وقد جادل ستيجلر بأن اقتصاديات الحجم ال تعد عائقا للدخول إذا ما توفرت نفس ظروف التكاليف لكل من المؤسسات القائمة والجديدة عند أي مستوى لإلنتاج يعتبر تعريف BAIN أكثر التعاريف التي نوقشت إثارة للجدل فتعريفه لعوائق الدخول بطريقة مبنية على اآلثار المترتبة عليها قد أدخل السلوك اإلداري للسوق على عكس ما وكذلك ظروف السوق في تعريفه وذلك هو عليه الحال في تعريف ديمستز و تعريف ستيجلر والتي تستقل في األساس عن السلوك اإلداري للسوق ومن جهة أخرى فإن تعريف BAIN بين كل من الهيكل و السلوك اإلداري للسوق والتي قد أثار قضايا هامة عن االعتماد المتبادل أصبحت مصد ار للكثير من البحوث المثمرة عن روجر كالرك مرجع سبق ذكره ص 34 8

105 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي عوائق الدخول ولقد قسم وهي على النحو التالي : BAIN الصناعات الى أربعة أصناف وفقا لدرجة سهولة الدخول إلى السوق صناعات سهلة الدخول : وهي الصناعات التي ال يوجد فيها منافس قائم أو محتمل له ميزة جوهرية في التكلفة على المنافسين اآلخرين ومن ثم فإن أي محاولة من قبل البعض لتحقيق أرباح غير عادية واالستم ارر معها لفترة طويلة تنتهي بالفشل صناعات بها عوائق غير فعالة للدخول : وهي صناعات تحقق فيها المؤسسات القائمة أرباحا غير عادية نتيجة لم ازيا تكاليفية تتمتع بها عند أسعار منخفضة تمنع الدخول ولكن المكاسب التي يمكن تحقيقها في األجل الطويل من منع الدخول أقل من العوائد المضحى بها في الوقت الحاضر نتيجة إلتباع سياسة األسعار المنخفضة 3 صناعات بها عوائق فعالة للدخول : وتختلف هذه الصناعات عن سابقتها في كون المكاسب طويلة األجل التي يمكن تحقيقها من و ارء منع الدخول اكبر من العوائد المضحى بها في األجل القصير نتيجة النتهاج سياسة األسعار المنخفضة 4 صناعات ممنوعة الدخول : وهي الصناعات التي يكون السعر الذي يعظم الربح فيها في األجل القصير منخفضا بدرجة ال تغري أي مؤسسات جديدة بالدخول الحتمال تحقيقها خسائر بصفة مستمرة في األجل الطويل وعندما يقوم التكامل العمودي بهدف تحقيق الكفاءة قد يعاني المنافسون غير المتكاملين من مساوئ تكاليفية في م ارحل انتاجهم و باإلضافة إلى ذلك فعندما تسيطر المؤسسة المتكاملة على إمدادات عناصر اإلنتاج أو على إنتاج السلع أو على التوزيع فقد يصبحون عرضة لوسيلة التسعير النهبي أو خدمات بمستوى غير مرض أو حتى يرفض امدادهم بعنصر اإلنتاج و في كل األحوال فهناك مخاطر إضافية للمؤسسة الجديدة الداخلة في هذه الظروف و قد يسمح ذلك للمؤسسة المتكاملة بالحصول على أرباح احتكارية أكبر في األجل الطويل عما يكون عليه الحال بدون التكامل العمودي أحد طرق التغلب على هذا العائق هو أن تدخل المؤسسة الجديدة في شكل متكامل مماثل لدرجة تكامل المؤسسات القائمة و الحجة المعارضة لهذا هي أن دخول التكامل العمودي يعني احتياجات أرسمالية كبيرة أي رفع تكلفة أرس المال مما يصبح عائقا للدخول في وجه المؤسسات الناشئة و في المقابل استق ارر المؤسسات القائمة قد يمنحها ميزة تكاليفية على الداخلين الجدد في الحصول على ارس المال و ذلك عن طريق تقليل المخاطر المعنوية للمقرضين وال تعتبر االحتياجات ال أرسمالية بمثابة المصدر الوحيد لعوائق الدخول المتكامل فاإلمكانية الثانية تظهر عندما تتم بعض عمليات اإلنتاج بترخيص فيمتد عائق الدخول هذا على م ارحل إنتاج أخرى من خالل التكامل العمودي و كمثال لهذا عندما يكون هناك عدد محدود من نقاط البيع المرخص لها ببيع د أحمد سعيد بامخرمة مرجع سبق ذكره ص 97 85

106 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي السلعة و التي تملكها المؤسسات المنتجة فمن خالل التكامل إلى األمام بضم نقاط البيع بالتجزئة يضمن المنتجون سوقا مغلقا إلنتاجهم وباإلضافة إلى ذلك فرفض المؤسسات القائمة قبول بيع منتجات غيرهم بفروعهم يخلق عوائق أمام دخول مؤسسات جديدة فتحافظ بذلك على هوامش ربح الصناعة و ال يعمل هذا النظام بدقة تامة إذ أن هناك نسبة من نقاط البيع غير مقيدة بالت ارخيص كما وأن المؤسسات الجديدة قد تنتج لتبيع عند باب المصنع و قد تقبل نقاط البيع بعضا من إنتاج الغير كما قد يمكن ش ارء بعض الفروع القائمة إال أن ارباح المؤسسات القائمة دائما فوق مستويات المنافسة و ليس هناك من شك في أن نقاط البيع المرخصة قد اسهمت في هذه النتيجة 85

107 الفصل الثاني : إستراتيجيات التكامل العمودي خالصة الفص ل : الثاني لقد تناولنا في هذا الفصل د ارسة نظرية معمقة في است ارتيجيات التكامل العمودي من خالل مناقشة نظرياته المختلفة من االعتماد التقني المتبادل و الاليقين بالسوق إلى نظرية دورة حياة الصناعة ألنه في معظم األحيان يعتبر التكامل العمودي كق ارر إداري تنتهجه المؤسسة و ذلك باستبدال المبادالت السوقية بالتنسيق الداخلي بهدف تعظيم الربح أي تقليل و خفض تكاليف المبادالت السوقية وأما فيما يخص جملة الدوافع االحتكارية للتكامل العمودي برغم من أنها تمس قدرة المستهلك فإنها تعتبر الركيزة األساسية التي تسعى من و ارئها المؤسسات الصناعية إلى اللجوء إلى التكامل العمودي إلى األمام أو إلى الخلف لما ينجر عنه من ايجابيات متعددة من أبرزها تخفيض التكاليف الناجمة عن المبادالت السوقية و تعزيز قدرة المؤسسة على التنويع و تمييز منتجاتها لكسب أكبر قسط من الحصة السوقية ومن ثم رفع القيود على التبادل في عناصر االنتاج مما يزيد من عوائق الدخول في هذه الصناعة وفي الوقت الحالي ليس هناك اجماع عند خب ارء االقتصاد في تفسير األسباب الحقيقية و ارء انتهاج است ارتيجيات التكامل العمودي من جهة و آثاره االقتصادية على المؤسسة و المجتمع من جهة ثانية ولكن في المقابل هناك نقاط تم االجماع عنها تكمن في تقليل تكاليف الصفقة أو خفض درجة االحتكار في صناعة ما بانتهاج است ارتيجية التكامل العمودي إلى الخلف أي أن المؤسسة األم تصبح حرة في توريد المواد األولية لنفسها دون اللجوء إلى المؤسسات األخرى وباإلضافة إلى زيادة حجم المؤسسة ( التسيير و التحكم داخل المؤسسة و هذا ما يعيقها خصوصا في أرس المال التكامل العمودي ترفع دائما حدة عوائق الدخول ألي صناعة ) يؤدي بالضرورة إلى تعقيد نظم مستقبال في الخروج من الصناعة بمعنى أن است ارتيجية 85

108 الفصل الثالث : أثر استراتيجيات التكامل العمودي على تنافسية مجمع صيدال الف ص ل الث الث : إس رتاتيجي ات الت كام ل أثر على تنافسية الع م ود ي جممع صيدال 49

109 الفصل الثالث : أثر استراتيجيات التكامل العمودي على تنافسية مجمع صيدال تمهيد الفصل : الثالث لقد تم التطرق في الفصول السابقة للد ارسة النظرية و التحليلية الست ارتيجيات التكامل العمودي أما فيما يخص هذا الفصل فسوف نربط بينما هو نظري و تطبيقي أي االقت ارب أكثر من الواقع العملي وكيفية استغالل الفرص المتاحة للمؤسسات في السوق للحصول على أكبر قدر ممكن من األرباح لتعزيز وضعها التنافسي ولتكن الد ارسة الميدانية هادفة تم اختيار مجمع صيدال كنموذج لما يكتسي من أهمية بالغة في الصناعة الصيدالنية في بالدنا من جهة و تأقلمه مع الوضع الحالي الذي يشهد تحوالت و تغي ارت كبيرة في المحيط االقتصادي بظهور العولمة و التطور التكنولوجي الهائل سواء كان ذلك اقليميا أو دوليا من جهة ثانية و هذا االخير " مجمع صيدال " يسعى إلى تحسين وضعه التنافسي في السوق المحلي واالقليمي و ذلك من خالل رفع الكفاءة االنتاجية و زيادة التنوع في منتجاته بإدخال جميع التكنولوجيات المتاحة ألن القطاع الصيدالني يحتاج دائما إلى الدقة و الخبرة و الجودة العالية كل هذه العوامل تدفع بمجمع صيدال إلى انتهاج و تبني است ارتيجيات هامة تمكنه من تعزيز قدرته التنافسية و كسب عدد أكبر من الزبائن بهدف تحقيق األرباح المرجوة التي تساهم في توسعه ونموه مما يقدم له من مكانة ارئدة في الصناعة الصيدالنية محليا و دوليا : و على ضوء ما تقدم ارتأينا تقديم خطة الفصل على النحو التالي المبحث األول : مدخل لقطاع الصناعة الصيدالنية المبحث الثاني : تحليل االست ارتيجيات المنتهجة في مجمع صيدال المبحث الثالث : است ارتيجيات التكامل العمودي في مجمع صيدال 49

110 الفصل الثالث : أثر استراتيجيات التكامل العمودي على تنافسية مجمع صيدال المبحث األول : مدخل لقطاع الصناعة الصيدالنية الصناعة الصيدالنية بمفهومها الحديث نشأت و ازدهرت نتيجة االكتشافات العلمية التي كانت الشركات تسجلها كب ارءات اخت ارع و تحتكر بموجبها عددا من االسواق الهامة وتكون في العادة كافية لتحقيق أرباح طائلة مما ساهم في جعل هذه الصناعة واحدة من أضخم الصناعات في العالم من حيث االنفاق عن البحث و التطوير و شركاتها عمالقة تتمتع بنفوذ كبير في سياسات الدول أما بالنسبة للدواء فهو مادة ضرورية و هامة للحفاظ على صحة البشر و رفع مستوى الصحة العامة في الدول كما يساهم الدواء في المحافظة على قد ارت األف ارد في االنتاج و التشغيل حيث إن غياب الصحة يضعف القدرة االنتاجية للدول فالدواء سلعة ضرورية ال يرتبط استهالكه بمرونات سعرية أو دخلية و ال يتحدد الطلب عليها بمستوى سعر معين ألن المريض يريد تناول الدواء في وقت محدد وبجرعات مضبوطة مهما اختلفت اشكاله الصيدالنية و مصادره و مكان انتاجه المطلب األول : تطور و مقومات الصناعة الصيدالنية إن األدوية الحديثة التي نجدها مصفوفة على رفوف الصيدليات ومخازن المستشفيات مرت بعدة م ارحل حتى وصلت إلى شكلها الحالي حيث نجد أن الدواء عرف منذ القدم وقد استعمله اإلغريق وقدماء المصرين في معالجة مرضاهم مما كون لديهم خب ارت معتبرة نتيجة تجربة استعمال مختلف الموارد التي وجدوها في الطبيعة األعشاب والمعادن وتأثير كل صنف منها على نوع معين من المرض وهو ما يعرف بالقسم التجريبي في اكتشاف األدوية من خالل االستفادة من المعرفة المت اركمة الناتجة عن التجارب والخب ارت اإلنسانية السابقة وقد تمت االستفادة بشكل كبير من هذه الخب ارت في استخالص الكثير من المستحض ارت الصيدالنية الحديثة لمعالجة مختلف األم ارض أما فيما يتعلق بالمستحض ارت ذات األصول المعدنية فقد تم استعمالها في القرن 7 م ففي سنة 85 م تم اكتشاف مادة Soliylie ( األسبرين Aspirne و التي استعملت فيما بعد في إنتاج الدواء األكثر استهالكا في العالم ) من طرف العلم األلماني Bayer كما أن اإلنسان طور معارفه وخب ارته متجها نحو البحث والتطوير من أجل ابتكار طرق جديدة لتحضير األدوية معتمدا في ذلك على جملة من المعارف العلمية واألدوات المخبرية المطورة شيئا فشيئا حيث نجد أن الطبيب األلماني المضاد للسل أما البيولوجي والكيميائي الفرنسي Robert kock قد استعمل الحقن عند اكتشافه لدواء Bacille Louis Pasteur فقد اكتشف المصل المضاد لداء الكلب 49 بشير العالق التسويق الصيدالني دار اليازوري للنشر الطبعة العربية األردن سنة 007 ص 40

111 الفصل الثالث : أثر استراتيجيات التكامل العمودي على تنافسية مجمع صيدال ولم تلقي الصناعة الصيدالنية الرواج المنتظر إال بعد الحرب العالمية الثانية وذلك نتيجة للتطور الكبير الذي عرفته الصناعة الكيماوية وكانت االنطالقة الفعلية لها مع اكتشاف المضادات الحيوية من طرف العالم البريطاني alexander flming مكتشف البنسيلين سنة 98 وأقيم أول مصنع إلنتاجه في الواليات المتحدة األمريكية سنة 94 م وكان أول اعت ارف بالصيدلة كممارسة ومهنة مستقلة في القرن الثالث عشرة وذلك في عهد ملك ألمانيا فريدرك الثاني أما في القرنيين السادس عشر والسابع عشر فقد ط أرت على ممارسة الصيدلة كمهنة عدة متغي ارت من حيث المفاهيم األساليب وكذا األبعاد وذلك في ظل القانون اإلنجليزي ومن أهم القضايا التي نالت نصيبا كبي ار من االهتمام عملية تقاسم األدوار بين الطبيب والصيدلي في مجال الرعاية الصحية حيث كان الصيادلة يقدمون خدمات الرعاية الصحية أسوة باألطباء وقد تأسست أول صيدلية في أمريكا سنة 646 م وقد كانت أغلب الصيدليات عبارة عن متاجر لبيع أنواع البقالة ومختلف العقاقير الطبية تحت سقف واحد أما أول متجر متخصص في بيع األدوية والعقاقير فقط فكان في الوم أ سنة 850 م تحت اسم " Schlegal Drug Stores " وقد اختلفت صيدليات تلك الفترة عن صيدليات بدايات القرن العشرين والتي اختلفت بدورها عن صيدليات الوقت الحاضر حيث تداخلت السوق الصيدالنية بشكل وثيق مع عالم األعمال مما فرض على الصيدلي إدارة صيدليته وفق المفاهيم اإلدارية لضمن تحقيق الكفاءة المطلوبة األمر الذي أدى إلى تبني الصيادلة ألفكار رجال األعمال أما أبرز األسباب التي أدت إلى تطور الممارسة الصيدالنية فنلخصها في ما يلي : المتغي ارت الديمغ ارفية : حيث شهد العالم تغي ارت في هيكل وتوزيع السكان وارتفاع أعمارهم فقد حصل في بعض البلدان المتقدمة خصوصا كاليابان وبعض الدول األوربية انخفاض ملموس في معدالت الوالدات وزيادة مطردة في أعداد المعمرين األمر الذي فرض توفير أدوية وعقاقير وخدمات طبية وصحية تتناسب وهذه التغي ارت حيث شهدت اليابان زيادة في إنتاج وتسويق أدوية األم ارض المزمنة والمنقذة للحياة على العكس من منطقة الشرق األوسط والتي تتميز بارتفاع حجم الوالدات األمر الذي أدى إلى زيادة الطلب على أدوية األطفال والشباب فبينما ترتفع معدالت الخصوبة في الدول النامية نجد أن هذه المعدالت منخفضة في الدول المتقدمة األمر الذي تطلب تقديم خدمات صحية تلبي مختلفة االحتياجات ارتفاع تكاليف تقديم الخدمات الصحية : حيث تشير اإلحصائيات إلى أنه ط أر ارتفاع كبير في تكاليف تقديم الخدمات الصحية في البلدان المتقدمة وبنسب كبيرة جدا وقد شملت الزيادة تكاليف األدوية والعقاقير وكان من أبرز نتائج هذه الزيادات تقليص أعداد الصيدليات الفردية والتوجه نحو دمج الصيدليات الصغيرة لتكوين مجمعات صيدالنية تكون قادرة على المنافسة والبقاء وألن أسعار األدوية 49 موسي محمد ابراهيم براءات االختراع في مجال األدوية دار الجامعة الجديدة اإلسكندرية مصر 600 ص بشير العالق مرجع سبق ذكره ص

112 الفصل الثالث : أثر استراتيجيات التكامل العمودي على تنافسية مجمع صيدال والعقاقير والخدمات االستشارية الم ارفقة عرفت هي األخرى ارتفاعا كبي ار األمر الذي أدى إلى ت ارجع الطلب الكلي على األدوية والخدمات الصحية مما حتم على المرضى التوجه نحو صيدليات المستشفيات للحصول على أدوية مغطاة بالتأمين الصحي أو مدعومة من طرف مصالح الرعاية الصحية هذا الوضع دفع الصيدليات الفردية إلى انتهاج سياسات تسويقية فعالة لتعوض الخسائر ومحاولة استقطاب مستهلكين جدد والمحافظة على الحصة السوقية وذلك من خالل تخفيض األسعار من خالل تبني سياسات تسويقية كالحسومات باإلضافة إلى بيع سلع كمالية وأدوية ال تحتاج إلى وصفة لصرفها كبعض مستحض ارت التجميل والعناية بالبشرة والشعر إلى غير ذلك وهكذا أصبحت الصيدليات تقدم استشا ارت مجانية لمستهلكين كربط المريض بالطبيب أو تزويد المريض بنصائح حول استخدام األدوية واالتصال بالمستشفيات و المستوصفات لترتيب المواعيد وهكذا أصبحت الممارسة الصيدالنية جزء اليتج أز من النظام الصحي السائد وعلى هذا األساس برز مفهوم تسويق الرعاية الصحية الصيدالنية وهو مفهوم يشمل تسويق األدوية والعقاقير والخدمات بشكل شامل 3 حصول تغي ارت في فلسفة القائمين على الصيدليات : وهيكلتها وأهدافها ففي الواليات المتحدة األمريكية بدأت الصيدليات تنمو باتجاه التخصص أي أنها صارت ال تبيع إال األدوية والعقاقير واألجهزة الطبية وتركت أمر بيع السلع غير الدوائية إلى المتاجر والمخازن العامة بينما نجد في بلدان أخرى توجها مختلفا حيث صارت الصيدليات توسع نطاق أعمالها من خالل عرض مواد غير صيدالنية الستقطاب الزبائن ومن المالحظ بهذا الصدد أنه قد ط أر انخفاض كبير في عدد الصيدليات االستشارية في الومأ ومعظم دول أوروبا بينما أصبح معظم الصيادلة يفكرون بفكر رجال األعمال في محاولة منهم لمواجهة المنافسة 4 في الواليات المتحدة األمريكية أصبحت عملية صرف الوصفات الطبية عن طريق البريد المباشر عامال رئيسيا في السوق التنافسي ويتوقع أن تزداد أهمية هذه الوسيلة في التأثير على سلوك المستهلك مما يفرض على الصيدليات انتهاج إست ارتيجيات تسويقية فعالة للحصول على حصة أكبر من سوق الدواء خصوصا في الواليات المتحدة األمريكية وأوروبا 5 حصل في السنوات األخيرة نتيجة ارتفاع التكاليف والرغبة في تحقيق أعلى درجات الكفاءة والفعالية في إدارة الصيدليات إن اندمجت الكثير من الصيدليات الصغيرة والمستقلة وشكلت تجمعات صيدالنية ضخمة األمر الذي مكنها من االستفادة من الخصومات المقدمة من طرف شركات إنتاج األدوية وظهرت كنتيجة لذلك المجمعات الصحية حيث يشمل المجمع الطبي على خدمات األطباء بمختلف تخصصاتهم باإلضافة إلى المستوصفات والصيدليات والم اركز الصحية والترفيهية موسي محمد ابراهيم مرجع سبق ذكره ص 66 49

113 الفصل الثالث : أثر استراتيجيات التكامل العمودي على تنافسية مجمع صيدال 6 لم تعد الصيدلة المستقلة تعمل في نطاق المنطقة الجغ ارفية التي توجد فيها بل إن ازدياد عدد الصيدليات واتساع أحجامها وتوسع نطاق تعامالتها أدى إلى حصول منافسة شديدة بينها الستقطاب العمالء وكان من أبرز نتائج هذا التطور لجوء إدا ارت كثير من الصيدليات إلى انتهاج إست ارتيجيات تسويقية صيدالنية تماما كما تفعل منظمات األعمال من خالل تبني مختلف عناصر المزيج التسويقي بغرض كسب أكبر حصة سوقية وذلك عن طريق توصيل الطلبيات إلى المنازل وتقديم بدائل للدواء الموصوف كما صارت كثير من الصيدليات تتعامل مع صناديق الضمان االجتماعي وشركات التأمين أو تدخل شريكا مع الطبيب المعالج ويتم النشاط في قطاع الصناعة الصيدالنية تحت ظروف خاصة نظ ار للطبيعة االستثنائية والمنفعة المترتبة عن منتجات هذه الصناعة حيث تتحكم في محيطها عوامل أكثر خصوصية ودقة دون إغفال الص ارمة المفروضة على القطاع نتيجة سن قوانين وتشريعات محلية ودولية نظ ار للخطورة التي قد تترتب عن هذه المنتجات في حالة إساءة استخدامها أو محاولة احتكارها مما يعرض حياة الماليين من البشر للخطر دون إغفال القيود المفروضة على األسعار حيث تعتبر أقل المؤش ارت التسويقية مرونة ويمكن إيجاز خصائص الصناعة الصيدالنية فيما يلي : أ تعتبر صناعة كثيفة أرس المال والتكنولوجيا حيث أن األبحاث في هذا المجال تتطلب مي ازنية ضخمة تعجز عن توفيرها كثير من المؤسسات الصيدالنية لذا فالسمة األساسية ألغلب هاته المؤسسات هي الضخامة وتعدد الفروع أو ما يعرف بالشركات متعددة الجنسيات حيث توفر أموال ضخمة للقيام بعملية البحث والتطوير في مخابر تضم نخبة من الكيميائيين والبيولوجيين أو بالتعاون مع مخابر تتبع الجامعات العريقة في الطب والصيدلة أو على مستوى المخابر الوطنية التي تكون مي ازنيتها ممولة من طرف الدولة في سبيل تطوير البحث العلمي أو منظمات دولية كمنظمة الصحة الدولية "OMS" ) Organisation Mondiale de la Santé ( ب تعتبر الصناعة الصيدالنية من أك رث الصناعات تقنينا في العالم حيث نجد أن األسعار والتعويضات تحدد بواسطة تشريعات وقوانين تضعها الحكومات والسلطات الصحية ت تتمتع الصناعة الصيدالنية بمعدالت إنتاجية عالية نظ ار للجمهور الواسع للمستهلكين حيث نجد أن خطوط اإلنتاج تقدر وحداتها بمئات الماليين كما أنها تعتمد على خطط طموحة لتقليص التكاليف ث تتمتع الصناعة الصيدالنية بأنظمة توزيع دينامكية ويشكل نظام التوزيع جزء ال يتج أز من إست ارتجيات التسويق الصيدالني كما أن الصناعة تعول على العالقات بينها وبين شبكة تجارة األدوية حيث يساهم التوزيع بشكل أساسي في إيصال المنتجات إلى المستهلك النهائي بكفاءة وفعالية عاليتين 44 عرقابي عادل هيكل الصناعة و الميزة التنافسية " دراسة حالة : مجمع صيدال لصناعة الدواء في الجزائر خالل الفترة " مذكرة ماجستير علوم اقتصادية اختصاص اقتصاد صناعي جامعة محمد خيضر بسكرة سنة 6040 ص 466 لحول سامية التسويق و المزايا التنافسية " دراسة حالة : مجمع صيدال لصناعة الدواء في الجزائر " أطروحة دكتوراه علوم في تسيير المؤسسات جامعة الحاج لخضر - باتنة 600 ص 644

114 الفصل الثالث : أثر استراتيجيات التكامل العمودي على تنافسية مجمع صيدال ج تتميز الصناعة الصيدالنية بالتخصص الشديد والمها ارت العالية حيث نجد أن بعض المخابر تقوم بإنتاج مواد صيدالنية تتفوق فيها على المنافسين بينما نجد شركات تتخصص في تصنيع األدوية غالية الثمن فقط وهناك شركات أخرى تنتج لشريحة معينة من السوق الصيدالنية ح تعتبر الصناعة الصيدالنية صناعة تشتد فيها المنافسة باعتبارها صناعة مربحة تثير رغبة اآلخرين في الدخول إلى أسواقها بالرغم من سيطرة عدد قليل من المنظمات الصيدالنية على سوق المنتجات التي تصرف بوصفة طبية خ يتطلب االستثمار في السوق الصيدالني وكذا طرح األدوية في السوق الحصول على ت ارخيص من السلطات المكلفة بذلك د تدخل الصناعة الصيدالنية ضمن الصناعات اإلست ارتيجية التي تخضع لألولوية عند تخصيص المي ازنيات في الدولة نظ ار الرتباطها بالصحة العمومية المطلب الثاني : هيكل الصناعة الصيدالنية هيكل الصناعة يتشكل من مجموع الخصائص االقتصادية و التقنية التي ترتبط بقوى المنافسة وبدرجة نمو الصناعة لذلك يرتبط تحليل هيكل الصناعة في قطاع ما بحجم السوق عدد المؤسسات وحصصها السوقية نمو المبيعات و تمييز المنتجات و ما مدى االنفاق في البحث و التطوير ومن بين أبعاد هيكل الصناعة : - درجة التركز الصناعي مستوى عوائق الدخول درجة تمييز المنتجات حواجز الخروج درجة التكامل العمودي للمؤسسات الصناعية وسوف نتطرق إلى هذه النقاط بالتفصيل في المطلب الموالي ( من أجل التخصيص ) كما عرف السوق العالمي لألدوية تطو ار كبي ار حيث اتجه المنتجون إلى التكتل واالندماج سواء على المستويين الدولي أو المحلي وذلك من أجل إدارة المنافسة القائمة بكفاءة وفعالية من جهة ومواجهة التكاليف المرتفعة من جهة أخرى وأخذت عمليات االندماج والتكتل ثالث إست ارتيجيات مختلفة هي : إست ارتيجية السيطرة : حيث تقوم الشركة بامتالك منافستها في نفس السوق من خالل ش ارء أسهمها في البورصة والهدف من هذه اإلست ارتيجية هو التكتل ومواجهة المنافسة حيث اشترى مجمع البريطاني نظيره Glaxo Walkcome ب 54 مليار دوالر كما امتلك مجمع Roche Syntex Dolisos البلجيكي األمريكي بغرض الدخول إلى السوق األمريكي كما قام مجمع مجمع فرع Boiron كما قام المخبر األلماني Bayes Bierre Fabre بش ارء السويسري مجمع بش ارء منافسه الفرنسي وقام المخبر Schering Solvay Pharma بش ارء نظيره Fournier المرجع السابق ص 3 0

115 الفصل الثالث : أثر استراتيجيات التكامل العمودي على تنافسية مجمع صيدال إست ارتيجية التكامل األمامي : وذلك من خالل التوسع في السلسلة ال اربطة بين المنتج والمستهلك بامتالك موزعي المنتجات الصيدالنية وذلك بغرض التحكم و السيطرة على شبكة التوزيع من خالل السيطرة على م اركز التوزيع أو المنظمات التي تهتم بشؤون المرضى وقد انتشرت هذه اإلست ارتيجية خاصة في الواليات المتحدة األمريكية 3 إست ارتيجية التنويع : لجأت بعض المنشات الصيدالنية إلى سياسة التنويع وذلك من خالل القيام بنشاطات جديدة في قطاعات أخرى مكملة لمجال أنشطتها اإلست ارتيجية وذلك لظروف المنافسة الشديدة داخل السوق وكذا ظهور بدائل لمنتجاتها الصيدالنية كاألدوية التي ال تباع بوصفة طبية حيث قام المخبر الصيدالني Smithkline-beecham األنجلو- أمريكي بامتالك Stering التي ال تباع بوصفة طبية وذلك بمبلغ 5 مليار دوالر وقد طالت سياسة االندماج السوق اليابانية حيث تمت عملية اندماج بين شركتي وFujisawa وSankyo في 5/0/0 مشكلتين مجمع باإلتحاد مشكلتين المتخصص في األدوية Yamanouchi Astellas باإلضافة إلى قيام مؤسستي Daiichi Daiichi-Sankyo وهذا ما يفسر تركز اإلنتاج في يد عدد قليل من المخابر والشركات العالمية المتمركزة خاصة في الواليات المتحدة االمريكية وأوربا واليابان حيث تسيطر على % 7 من السوق العالمي لألدوية أما باقي دول العالم فتتقاسم % 8 المتبقية حيث قدر حجم السوق العالمي سنة 00 م ب 430,3 مليار دوالر كما نجد أن مساهمة الدول النامية في السوق الصيدالنية جد ضعيفة كما أنها غير نوعية أي أن الدول النامية تنتج األدوية الجنيسة وهي أدوية مطابقة لألدوية األصلية ولها نفس الفعالية وذلك بعد انتهاء المدة القانونية لحماية ب ارءة ابتكار الدواء المقدرة بعشرين سنة حيث تكون تكاليف إنتاج األدوية الجنيسة منخفضة مما يجعلها في متناول شريحة واسعة من السوق أو من خالل الش اركة مع المخابر العالمية بشكل مباشر إن ما نسبته % 5 من سكان العالم ( أمريكا الشمالية اليابان أوروبا ) تمثل % 79 من الطلب العالمي لألدوية والباقي يوزع على دول العالم الممثلة لحوالي % 85 من السكان حيث تم تقدير سوق األدوية في العالم ب 337 مليار دوالر سنة 999 م و 354 مليار دوالر سنة 000 م و 4303 مليار دوالر 003 م المطلب الثالث : واقع الصناعة الصيدالنية في الج ازئر يعتبر القطاع الصيدالني من أهم القطاعات في السوق الج ازئرية رغم حالة الركود االقتصادي التي شهدها خالل السنوات األولى من العشرية األخيرة بسبب التغي ارت االقتصادية المحلية و العالمية وأهمها انتقال الج ازئر إلى اقتصاد السوق مما غي ر من وضعية هذا القطاع وساهم في إعطاء مكانة له داخل السوق الج ازئرية و المغاربية بصفة عامة 00

116 الفصل الثالث : أثر استراتيجيات التكامل العمودي على تنافسية مجمع صيدال السوا الصيدالنية بالج ازئر : " تعتبر السوق الج ازئرية ثالث أهم األسواق في إفريقيا بعد كل من إفريقيا الجنوبية و مصر ويقدر الخب ارء حجمه ب 077 مليون دوالر سنويا وهي في نمو مستمر بحكم النمو الديمغ ارفي وتحسن التغطية الصحية فهي بذلك ذات جاذبية كبيرة بالنسبة للمتعاملين األجانب خاصة إذا علمنا أن الصناعة الصيدالنية في الج ازئر والمتمثلة أساسا في مجمع صيدال ال تستطيع تغطية كل هذا الطلب الكبير وهو يواجه منافسة كبيرة منذ أن تم السماح للخواص باستي ارد المواد الصيدالنية " وحسب معطيات تم الحصول عليها من المجمع فإن الطلب على األدوية سيت ازيد في السنوات القادمة والجدول التالي يوضح ذلك : الجدول رقم ( 73 ) يوضح تقدي ارت الطلب على األدوية في الج ازئر خالل الفترة 7-77 السنة الطلب ( مليون وحدة ) المصدر: Etude sur Les prévisions de Demande, Direction Marketing et l Information Médicale Groupe saidal, Mai 003 هذا الطلب المت ازيد يمكن إرجاعه إلى جملة عوامل لعل أهمها ما يتعلق بالمجال االجتماعي والديمغ ارفي وكذلك إلى سياسة الضمان االجتماعي من تعويض قيمة األدوية ومجانية العالج أحياناالخ ويعود عرض األدوية في السوق الج ازئرية إلى مصدرين : - المصدر األول " االستي ارد " : حيث يرتبط بمي ازنية الدولة من العملة الصعبة فقد كانت قيمة االستي ارد االدوية في الج ازئر لسنة 5 حوالي 400 مليون دوالر بنسبة تفوق 4 من قيمة السوق الكلية وفي سنة 500 بلغت قيمة 0 مليون دوالر بنسبة 40 من الحجم الكلي للسوق و فيما يخص الدول المصدرة للج ازئر فهي فرنسا بنسبة 040 و إيطاليا ب 0 و هذا حسب احصائيات سنة 5 - المصدر الثاني " االنتاج المحلي " : فهو ال يتجاوز نسبة 4 من مجمل االستهالك الكلي للدواء في الج ازئر و في معظمه من االدوية الجنيسة و مجمع صيدال لوحده ينتج ما يفوق 4 من االنتاج المحلي الكلي أي ما يجعله ارئد الصناعة الصيدالنية في الج ازئر 0 بوشنافة الصادق اآلثار المحتملة النضمام الجزائر للمنظمة العالمية للتجارة على قطاع صناعة االدوية " حالة مجمع صيدال " أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية جامعة الجزائر سنة 600 ص 6 منشورات المجمع الصناعي صيدال لسنة 6044

117 الفصل الثالث : أثر استراتيجيات التكامل العمودي على تنافسية مجمع صيدال فقد كشف ممثل مجمع صيدال عن تخصيص غالف مالي لفائدة المجمع في اطار التنمية مقدر ب 04 مليون أورو بهدف تطوير مختلف الفروع خاصة و أن مجمع صيدال يعمل على تحديث وحدات وخلق وحدات أخرى لكي يتضاعف االنتاج مرتين على األقل لينتقل صيدال من انتاج 00 مليون وحدة بيع إلى 4 مليون وحدة ويتنقل عدد العمال من 0 موظف إلى 0 آالف موظف بحلول سنة 500 علما أن صيدال يغطي السوق المحلية بنسبة من حيث االستهالك و 4 يؤهله لتصدير بعض منتجاته كما صرح رئيس االتحاد الوطني للمتعاملين في الصيدلة " نبيل مالح " بأن هناك صعوبات تواجه المستثمرين في الصناعة الصيدالنية برغم من أن الج ازئر تملك االمكانيات لتطويرها و ذكر أيضا بأن نسبة االنتاج المحلي لسنة 500 ال يتجاوز 44 و أضاف أن قيمة فاتورة االستي ارد بلغت 0 مليون دوالر مما يجعل المستوردين في رواق جيد يساعدهم على خلق ع ارقيل ضد مشاريع االستثمار لذلك دعى رئيس االتحاد إلى منح األولوية لمصنعي االدوية من خالل تدخل الدولة ووضع سياسة وطنية و است ارتيجية واضحة و دقيقة لتحقيق هذه االهداف تحليل الهيكل الصناعي الدوائي في الج ازئر : إن تحليل الهيكل الصناعي الدوائي في الج ازئر n يقتضي علينا د ارسة التوزيع النسبي للحجم الكلي للصناعة بين المؤسسات المنتجة أي د ارسة وتحليل التركز الصناعي وكذلك تحليل ظروف الدخول إلى السوق الصناعة من قبل المؤسسات األخرى ومدى وجود تمييز في الصناعة د ارسة التركز الصناعي : يعتبر التركز الصناعي أهم أبعاد هيكل الصناعة وأكثرها استخداما لمعرفة إلى أي مدى يتركز إنتاج صناعة ما في أيدي عدد محدود من المؤسسات المنتجة وغالبا ما تكون المتغي ارت الداخلة في قياس التركز الصناعي : حجم المبيعات حجم اإلنتاج لذلك وجب علينا البحث عن كمية اإلنتاج الوطني من األدوية من خالل السوق اإلجمالية للدواء في الج ازئر كمية االنتاج الوطني بلغت سنة 5 ما قيمته 500 مليون دوالر أي بنسبة 55 من السوق االجمالي أما في سنة 500 فكانت 0 مليون دوالر بنسبة 44 من حجم السوق االجمالي - مقلوب عدد المؤسسات : حيث هي عدد المؤسسات العاملة بالصناعة ويالحظ أنه إذا وجد بالصناعة مؤسسة واحدة محتكرة فإن قيمة هذا المؤشر يكون مساويا للواحد وكلما ازد عدد المؤسسات العاملة بالصناعة كلما انخفضت قيمة المؤشر حتى تصل إلى الصفر ( n تؤول إلى ماال نهاية ) ومنه يمكن القول أنه كلما اقتربت قيمة هذا المؤشر من واحد دل ذلك على زيادة درجة التركز وكلما اقتربت قيمته من الصفر كلما دل ذلك على انخفاض درجة التركز 0 رزيقة خرخاش جريدة األحداث الجزائرية موقع االنترنيت : wwwelahdathnet تاريخ المقال : 6046/0/6 على الساعة 4:

118 الفصل الثالث : أثر استراتيجيات التكامل العمودي على تنافسية مجمع صيدال 505 حيث بلغ عدد منتجي األدوية في الج ازئر إلى 0 منتجا وهذا حسب إحصائيات ومنه مقلوب عدد المؤسسات - نالحظ أن درجة التركز ضعيفة جدا هذا يعني أنه ال يوجد مسيطر أو محتكر بارز في سوق الدواء الج ازئري لكن الحقيقة عكس ذلك فمجمع صيدال لوحده يحتكر ما يزيد عن 4 من االنتاج المحلي و الباقي للمؤسسات العاملة االخرى في الصناعة مما يدل على أن هذا المؤشر ال يحقق المطلوب مقياس هيرشمان و هيرفندال " Herfindah " Herschman et السوقية لجميع المؤسسات والتي عددها يساوي : n وهو مجموع مربع أنصبة التابعة لصناعة معينة وتزداد قيمة H إلى العدد 0 كلما اشتد تركيز وهذا قد يكون المقياس األفضل من سابقه ( مقياس نسبة التركيز ) ألنه يعطي وزنا أكبر للمؤسسات األكبر حجما وكذلك يأخذ في عين االعتبار أنصبة جميع المؤسسات العاملة في هذه الصناعة Herschman et Herfindah : ) 70 الجدول ( درجة التركز حسب الرقم اسم المؤسسة xi xi/x 0 - SAIDAL الجزائر SANOFI AVENTIS فرنسا PFIZER الومأ IMC الجزائر LABSALEM الجزائر الجزائر 4004 PHARMAGREB المتعاملون اآلخرون المجموع المصدر: عبد السالم مخلوفي اتفاقية حماية حقوا الملكية الفكرية المرتبطة بالتجارة أداة :TRIPS لحماية التكنولوجيا أم الحتكارها وأثرها علي صناعة الدواء في الدوال النامية أطروحة دكتو اره 54 ص /54 تحليل اقتصادي جامعة الج ازئر روجر كالرك مرجع سبق ذكره ص 09

119 الفصل الثالث : أثر استراتيجيات التكامل العمودي على تنافسية مجمع صيدال : ) 0 من خالل الجدول ( نجد أن درجة التركز الصناعي حسب مقياس هيرشمان و هيرفندال هو و هذا يدل على أن الصناعة الدواء في الج ازئر تتميز بالمنافسة االحتكارية نظ ار لوجود من 4 إلى 0 مؤسسة التي تتنافس من أجل االستحواذ على أكبر حصة من السوق الدواء ولعل ما يميز المنافسة االحتكارية هو تميز المنتوج فعلى خالف ما يحدث في المنافسة التامة حيث تقوم المؤسسات بإنتاج سلع متماثلة عادة ما تقوم المؤسسات التي تعمل في إطار المنافسة االحتكارية ببيع سلع مختلفة إلى حد ما وهذا ما نالحظه في الصناعة الدوائية إنتاج أنواع متعددة من األدوية لمعالجة األنواع المختلفة من األم ارض - مقياس نسبة التركز : يعتبر هذا المقياس أيضا من بين أبسط مقاييس التركز إال أنه أحسن من مقياس مقلوب عدد المؤسسات ويحتاج هذا المقياس في حسابه الحصة السوقية ألكبر مؤسستين أو ألكبر أربع مؤسسات وهنا سنأخذ الحصة السوقية ألكبر أربع مؤسسات في صناعة الدواء ويظهر هذا المقياس كما يلي: وتظهر قيمة نسبة التركز بحوالي %504 وهذا ال يدل كثي ار على أن معدل التركز مرتفع وذلك بسبب أن حجم اإلنتاج المحلي ضعيف مقارنة بحجم الواردات إال أنه إذا ما نظرنا إلى هذه النسبة باستثناء الواردات فإن هذه القيمة تعبر عن معدل تركز كبير وهنا سنقوم بحساب نسبة التركز من خالل األخذ في الحساب حصة إنتاج أكبر أربع مؤسسات في اإلنتاج المحلي وليس الحصة السوقية لها وبالتالي تظهر نسبة التركز كما يلي : وهذه النتيجة المقدرة بحوالي % 00 توضح أن معدل تركز اإلنتاج في صناعة الدواء مرتفع كثي ار بمعنى أن ما نسبته %0 من اإلنتاج المحلي تسيطر عليه أربع مؤسسات كبيرة والنسبة الباقية والمقدرة بحوالي %5 تساهم فيه باقي المؤسسات ( حسب االحصائيات لسنة ) 5 3 عوائا الدخول إلى صناعة الصيدالنية الج ازئرية : من خالل د ارستنا للتركز الصناعي الحظنا أن الصناعة الصيدالنية الج ازئرية يتميز سوقها بالمنافسة االحتكارية إال أن هناك بعض القيود والمعوقات التي تعيق دخول منافسين جدد مما يجعل الصناعة تتميز بوجود عدد محدد من المنافسين ولعل أهم هذه القيود هي قيود خارجية ناتجة عن سياسات الحكومة تجاه الصناعة خاصة في ظل التغي ارت االقتصادية التي تعيشها الج ازئر منذ تبني نهج اقتصاد السوق الحر كخيار است ارتيجي للمرحلة ال ارهنة أحمد سعيد بامخرمة مرجع سبق ذكره ص 40 09

120 الفصل الثالث : أثر استراتيجيات التكامل العمودي على تنافسية مجمع صيدال وانفتاحها على االقتصاد العالمي بعد تحرير التجارة الخارجية واحتدام المنافسة األجنبية في السوق المحلي مما يجعل الصناعة الصيدالنية الج ازئرية اما عوائق الدخول أي موانع تحول دون دخول مؤسسات أخرى إلى هذه الصناعة وتعطى هذه العوائق ميزة للمؤسسات الموجودة في السوق على المؤسسات ال ارغبة في الدخول إلى هذه السوق ويمكن لنا أن نميز بين مجموعة من العوائق التي تتميز بها الصناعة الصيدالنية في الج ازئر في ما يلي : أ اقتصاديات الحجم الكبير : اقتصاديات الحجم الكبير تعنى أن المؤسسات التي تنشط في الصناعة لها ميزة أو أفضلية الحجم عن المؤسسات ال ارغبة في الدخول إلى الصناعة بمعنى أنه في بعض الصناعات البد من توفر حد أدنى من حجم اإلنتاج حتى يمكن للمؤسسة أن تنتج عند تكلفة إنتاج تنافس بها المؤسسات األخرى وصناعة الدواء تتميز باعتمادها على أنشطة البحوث والتطوير التي تتميز بدورها بتكاليف مرتفعة وهذا ما يجعل من صناعة الدواء على أنها صناعة تتميز باقتصاديات الحجم الكبير ألن المؤسسة التي يمكن لها أن تستثمر في أنشطة البحوث وكذا اكتساب ب ارءة اخت ارع الدواء البد لها أن يكون أرسمالها كبير فمثال أرسمال مجمع صيدال يقدر بحوالي 5 مليار دينار ج ازئري وهذا يقف عائق أمام دخول مؤسسات جديدة إلى صناعة الدواء في الج ازئر ب أرسمال منخفض وعلى المؤسسة ال ارغبة في الدخول أن يكون أرسمالها كبير من أجل أن تنافس في السوق وتستمر ب الميزة المطلقة لتكلفة ا نتاج : تعتبر الميزة المطلقة لتكلفة اإلنتاج كعائق أمام دخول مؤسسات جديدة إلى الصناعة ويعنى أن المؤسسات القائمة تملك ميزة في التكلفة عن المؤسسة ال ارغبة في الدخول وفي صناعة الدواء نالحظ أنها صناعة تعتمد على ب ارءات االخت ارع التي تكتسبها المؤسسة في اكتشاف الدواء وبالتالي فإن المؤسسة التي لديها ب ارءة االخت ارع سوف يكون لها بالضرورة أفضلية تنافسية عن تلك المؤسسة التي ليس لها ب ارءة االخت ارع وهذه الميزة تنعكس في تكلفة اإلنتاج بحيث تكون تكلفة إنتاج المؤسسة القائمة أقل من تكلفة اإلنتاج المؤسسة ال ارغبة في الدخول فمثال يقدر عدد األدوية التي تنتجها صيدال ب 0 نوع من الدواء تقريبا وللمجمع خبرة في إنتاج هذه األدوية وبالتالي فإن أي مؤسسة ترغب في الدخول ال يمكن أن تنج هذه األدوية بنفس التكلفة التي تنتج بها صيدال هذه األدوية وعليه يعتبر هذا من بين عوائق الدخول إلى الصناعة الصيدالنية في الج ازئر ت تمييز المنتجات : في بعض الصناعات يكون تمييز المنتج ظاه ار بحيث يقف عائق أمام دخول مؤسسات جديدة إلى هذه الصناعة وذلك بسبب تفضيل المستهلك لمنتجات المؤسسات القائمة عن المؤسسات الجديدة وذلك بسبب الثقة التي تم اكتسابها أو منحها من قبل المستهلك لمنتجات المؤسسات الموجود في السوق وهنا يكون من الصعب على المؤسسات الجديدة أن تكسب ثقة المستهلك وهذا يقف عائق أمام دخول المؤسسات الجديدة إلى السوق وفي صناعة الدواء في الج ازئر هذا ال يظهر كثي ار رغم أنه موجود بنسبة ضعيفة بمعنى أن لمؤسسة صيدال سمعة جيدة في صناعة الدواء في الج ازئر لحول سامية مرجع سبق ذكره ص 3 المرجع السابق ص 3 09

121 الفصل الثالث : أثر استراتيجيات التكامل العمودي على تنافسية مجمع صيدال وكسب ثقة المستهلك وعليه ليس من السهل لمؤسسة جديدة أن تدخل صناعة الدواء في الج ازئر وتكسب ثقة المستهلك مثلما لدى صيدال وأيضا من جهة أخرى فإنه هناك تمييز كبير بين األدوية األصلية واألدوية الجنيسة وهذا أيضا عائق من عوائق الدخول إلى صناعة الدواء في الج ازئر المطلب : ال اربع عرض عام لمجمع صيدال شهد سوق الدواء في الج ازئر منذ االنفتاح منافسة شرسة ألن هذه الصناعة تعتمد على الدقة والخبرة و الجودة العالية باإلضافة إلى استخدام التكنولوجية المستحدثة وم اركز االبحاث المتطورة جدا مما وضع السوق الج ازئرية مطمعا للشركات العالمية الكبرى فلذلك أصبح ل ازما على مجمع صيدال االرتقاء لمصاف هذه الشركات من اجل على األقل الحفاظ على حصته السوقية في السوق المحلية واالقليمية و ال يتأتى هذا إال من خالل انتهاج و تبني است ارتيجيات فعالة تمكنه من تمييز و تنويع منتجاته للحصول على أرباح معتبرة تساهم في نموه و توسعه " إستم ارريته " ومن بين أبرز هذه االست ارتيجيات است ارتيجية التكامل العمودي التي هي محور د ارستنا في هذا المطلب أوال تقديم مجمع صيدال : لقد شهد مجمع صيدال عدة تطو ارت قبل أن يصبح كما هو عليه اآلن وهذا ارجع للمستجدات الحاصلة في الساحة السياسية و االقتصادية التي مرت بها الج ازئر من االقتصاد الموجه إلى االقتصاد الحر لذلك نالحظ عدة تغي ارت ط أرت على مجمع صيدال من أبرزها : في سنة 044 تم إنشاء الصيدلية المركزية الج ازئرية ( Pharmacie Centrale Algérien ) " PCA" لتتم إعادة هيكلتها سنة 005 و تنبثق منها المؤسسة الوطنية لإلنتاج الصيدالني بعد ضم مركب Antibiotique الكائن بالمدية لتتحول بعد ذلك إلى مؤسسة اقتصادية عمومية ذات تسيير ذاتي في فيفري 00 و تأخذ التسمية صيدال سنة 04 و هي شركة مساهمة وذلك بعد تعديل القانون األساسي حيث أصبح المجمع شركة مساهمة في مختلف العمليات االنتاجية و التجارية بعد تعدد فروعها و في فيفري 04 و بموجب إعادة الهيكلة الصناعية اصبحت المؤسسة تحت وصاية الشركة القابضة العمومية كيمياء صيدلة و في العام الموالي تم إعادة هيكلتها من جديد لينبثق عنها المجمع الصناعي صيدال في 5 فيفري 00 ب أرس مال اجتماعي 5 مليار دينار ج ازئري موزع على 0 مليون سهم ذو قيمة 5 دج للسهم الواحد إلى غاية 0 مارس حين دخل المجمع للبورصة بفتح 5 من أرس ماله أي 5 مليون سهم بسعر 0 دج للسهم الواحد أما في الوقت ال ارهن فقد أصبح مجمع صيدال شركة ذات أسهم يقدر أرس مالها ب 5 مليار دينار ج ازئري ويتكون من عدة مديريات مركزية وثالث فروع إضافة إلى مركز البحث والتطوير وثالث 09 محبوب فاطمة تأثير التحالفات االستراتيجية على تنافسية المؤسسة الصناعية " دراسة حالة : مجمع صيدال " مذكرة ماجستير علوم اقتصادية اختصاص اقتصاد صناعي جامعة محمد خيضر بسكرة سنة 6044 ص 464

122 الفصل الثالث : أثر استراتيجيات التكامل العمودي على تنافسية مجمع صيدال وحدات توزيع ومديرية التسويق واإلعالم الطبي ويحترف المجمع الصناعي " صيدال " في ميدان صناعة المواد والمنتجات الصيدالنية و حيث تتمثل مهمته األساسية في تطوير إنتاج وتسويق المواد الصيدالنية الموجهة لإلستطباب البشري والبيطري وضمان موقع فعال على المستوى المحلي واإلقليمي وكذا اخت ارق األسواق العالمية ويمكن تقسيم مهام المجمع إلى مهام أساسية وأخرى ثانوية حيث تتمثل المهام األساسية في : - إنتاج مواد مخصصة لصناعة الدواء - إنتاج األساس الفعال للمضادات الحيوية - االهتمام أكثر بالمهام التجارية التوزيع والتسويق لمنتجات المجمع عبر كامل الت ارب الوطني لتغطية السوق الوطنية والسعي الخت ارق األسواق الدولية - تأمين الجودة وم ارقبة تحليل وتركيب الدواء - القيام بالبحوث التطبيقية وتطوير األدوية الجنيسة بينما تتمثل مهام المجمع الثانوية في اآلتي : - إنتاج منتجات التعبئة والتغليف - عبور ونقل السلع - صيانة ذاتية لتجهي ازت اإلنتاج والعمل على تطوير التقنيات المستعملة في اإلنتاج من أجل ضمان النوعية ورفع الطاقة اإلنتاجية تقديم الخدمات ( التشكيل أو التركيب والتحليل ) كما يحتل مجمع صيدال مرك از هاما في مجال الصناعة الصيدالنية و يعتبر ال ارئد في هذه الصناعة في الج ازئر حيث يمثل قطبا صناعيا مهما على مستوى السوق الج ازئرية حيث يغطي نسبة % 50 من االحتياجات المحلية و ذلك باعتماده على سياسة المرونة في األسعار و كذا إضفاء الطابع الدولي على منتجاته و لقد سمح له ذلك بالدخول المتدرج في إطار التحوالت االقتصادية العالمية من تحديد أهم نقاط يسعى في تحقيقها : * البحث عن اإلرضاء الكلي للزبون و هذا من خالل نظام إدارة الجودة الشاملة * تنويع تشكيلة المنتجات من خالل تحديد سياسة خاصة بالبحث و التطوير لمنتجات جديدة عامة (Générique ) مع إقامة نظام خاص باليقظة التكنولوجية * تطوير الش اركة من خالل االشت ارك في مشاريع مع مخابر ذوي شهرة عالمية سواء على شكل استثمار مباشر أو عن طريق اتفاقيات التكييف ) façonnage ( Le * ضمان استم اررية المجمع عن طريق المحافظة و الرفع من حصته السوقية ثم دخول األسواق األجنبية و البحث المستمر في إمكانية تطوير األداء االقتصادي و المالي مع اتخاذ بعين االعتبار انشغاالت الصحة العمومية للوطن لحول سامية مرجع سبق ذكره ص 6 09

123 الفصل الثالث : أثر استراتيجيات التكامل العمودي على تنافسية مجمع صيدال : اآلتي بما أن مجمع صيدال يعتبر كمنظمة تنشط في المجال االقتصادي فهذا يجعلها تسعى دوما لتحقيق اهداف سواء كان ذلك في المدي القصير أو المدي الطويل و نذكر أبرز هذه األهداف على النحو 0 تنويع وتوسيع قائمة المنتجات من األدوية خاصة بالتركيز على األدوية الجنيسة 5 عرض منتجاته من األدوية بنوعيات جيدة وأسعار تنافسية 4 تكثيف تواجدها في السوق الوطني عن طريق تطوير نظام التسويق لضمان تواجدها وتغطيتها لمختلف مناطق الت ارب الوطني 0 تطوير اتفاقيات الش اركة مع األجانب و تفعيلها ميدانيا االرتقاء باإلنتاج إلى مستوى أمثل يتماشى مع الطاقات واإلمكانات المتاحة 4 ترشيد استخدام عنصر العمل من خالل تأهيل العمال من أجل تحسين اإلنتاجية 4 التحكم في التكاليف عن طريق االستخدام األمثل للمواد المتاحة وتسيير فعال لمختلف المصالح 0 المحافظة على مناصب الشغل الموجودة والبحث عن فرص أخرى لخلق مناصب شغل جديدة مع أجور مناسبة لذلك ولمصلحة العمال ومما سبق يتضح أن مجمع صيدال أصبح في موضع يلزمه تحمل كل مسؤولياته تجاه عماله وزبائنه وتجاه المهام التي أنشئ من أجلها خاصة في ظل المنافسة الشديدة التي يشهدها سوق صناعة الدواء مما جعله يواجه فرصا وتهديدات عدة مما يستدعي ضرورة اغتنام الفرص المتاحة ومواجهة هذه التهديدات من خالل تبني است ارتيجيات طويلة المدى وعليه يمكن تبيان هذه الفرص والتهديدات على النحو التالي : الفرص : وتتمثل في النقاط التالية : يمتلك المجمع خبرة في مجال اإلنتاج الصيدالني تفوق الثالثين سنة من خالل تحسين اإلنتاج وتنويعه والتعريف به محليا ودوليا مما يستدعي استغاللها وتثمينها وجود أيدي عاملة مؤهلة سواء في مجال التسيير أو المخابر يمكن استغاللها استغالال أمثال دخول المجمع لبورصة الج ازئر للقيم المنقولة وهو ما يسمح له من زيادة مصادر التمويل وبالتالي التوسع في اإلنتاج - - وجود إمكانيات ش اركة متنوعة مع أكبر المخابر والشركات العالمية في مجال صناعة األدوية األمر الذي يستدعي ضرورة تفعيل هذه الش اركة وتجسيدها ميدانيا حصول المجمع على شهادات " ISO " التهديدات : ويمكن تلخيصها في النقاط التالية : لمطابقة منتجاته لمواصفات الجودة العالمية 04 عبد السالم مخلوفي اتفاقية حماية حقوق الملكية الفكرية المرتبطة بالتجارة :TRIPS أداة لحماية التكنولوجيا أم الحتكارها وأثرها علي صناعة الدواء في الدوال النامية مرجع سبق ذكره ص 66-60

124 الفصل الثالث : أثر استراتيجيات التكامل العمودي على تنافسية مجمع صيدال - وجود منافسة قوية في سوق األدوية خاصة من طرف المصدرين األجانب والمستوردين الخواص تشكل تهديدا لمكانة مجمع صيدال في السوق خاصة وأنها ال تسيطر إال على نسبة % 5 من حجمه - وجود بعض العوائق والصعوبات في الحصول على المواد األولية خاصة وأن أكثر من % 0 منها تستورد من الخارج - عدم وجود ثقافة استهالك المنتوج المحلي لدى الج ازئريين خاصة وأن " صيدال " تنتج أدوية جنيسة األمر الذي يؤثر سلبا على تسويق منتجاتها ووجود مخزونات معتبرة منها " في حالة انضمام الج ازئر للمنظمة العالمية للتجارة TRIPS - تهديد اتفاقية حقوق الملكية الفكرية " وهو ما سينعكس سلبا على ارتفاع األسعار والمطالبة بالب ارءة األصلية ما لم تقوم صيدال بتسجيل منتجاتها مما سبق يتضح لنا أن صناعة األدوية بالج ازئر من خالل مجمع صيدال تواجهها جملة من الفرص يستوجب على المجمع استغاللها استغالال أمثال من أجل تنمية اإلنتاج وتحسينه وتوسيعه حتى يقوى على المنافسة المفروضة عليه وبالمقابل هناك جملة من التهديدات تستدعي اليقظة و المثابرة وتوظيف كل الطاقات البشرية والمادية التشريعية و التنظيمية في ظل إست ارتيجية وطنية داعمة للصناعة المحلية حتى تتمكن المؤسسة من مواجهة هذه التحديات والتهديدات وتجاوزها ثانيا الهيكل التنييمي لمجمع صيدال : من أجل التكيف مع المحيط التنافسي الذي ينشط فيه مجمع صيدال والتجاوب مع التطو ارت ال ارهنة والمستمرة في سوق الدواء قام المجمع بإعادة الهيكلة ووضع مخطط تنظيمي يتناسب مع هذه المتطلبات " أنظر الشكل ( 00 ) " تمثل أساسا فيما يلي : تسعة مديريات مسؤولة عن تسيير ومتابعة حالة المجمع باإلضافة إلى ثالث فروع انتاجية و جاءت على النحو اآلتي : مديرية تسيير الحافية وا ست ارتيجية المالية : تهتم هذه المديرية يوضع االست ارتيجيات المالية والتخطيط المالي إضافة إلى بحث ومتابعة العمليات التمويلية قصيرة وطويلة األجل مديرية التطوير الصناعي والش اركة : تقوم بتطوير أساليب االنتاج من خالل اعتماد تكنولوجيات حديثة واالعتماد على الش اركة لدعم النشاط وترقية المنتجات ودخول األسواق العالمية ناهيك عن البحث عن الخب ارت في شتى المجاالت و وضع المؤسسة في حالة تعلم من خالل إب ارم عقود الش اركة 3 مديرية ضمان الجودة والشؤون الصيدالنية : تسعى هذه المديرية للوصول إلى الجودة الشاملة للمنتجات والنشاطات التنافسية في صناعة األدوية ألجل تلبية الحاجات المت ازيدة للمستعملين وقد انطلقت في تبنى نظام الجودة الشاملة في كل الفروع وذلك للحصول على شهادة 77- ISO لنشاط التسويق والبيع بوشنافة الصادق مرجع سبق ذكره ص 6 00

125 الفصل الثالث : أثر استراتيجيات التكامل العمودي على تنافسية مجمع صيدال في هذا اإلطار تقوم المديرية بتنظيم دو ارت وتخطيط م ارجعات داخلية للمتابعة والمشاركة في الملتقيات إضافة إلى تنظيم تدريبات للعمال 0 مديرية الم ارجعة والتحليل والتلخيص : تقوم بالم ارجعة الداخلية لحسابات المجمع والقيام بالتحاليل وتصحيح االنح ارفات في الوقت المناسب مديرية التسويا وا عالم الطبي : تتكفل هذه المديرية ببناء قاعدة إست ارتيجية في مجال تسويق منتجات الفروع وهي تشمل على 0 مندوبا طبيا موزعين على خمسة أفواج لتغطية كافة مناطق القطر الج ازئري مهمتهم ترويج 0 صنفا دوائيا لصيدال ومن مهام هذه المديرية أيضا ترويج صورة المجمع لدى السوق المحلي واألجنبي ومختلف الجهات المعينة السيما الصحافة والمجاالت المختصة 6 الوحدة التجارية المركزية : UCC أنشأت هذه الوحدة في 05 أوت 0 قصد تسويق وتوزيع األدوية والمواد الصيدالنية المنتجة من طرف المجمع أو من شركائه تشغل هذه الوحدة 04 عامال وتملك فريقا حيويا مختصا في البيع تقدر قيمتها االستثمارية ب 4 دج ولها قدرة تخزين تصل إلى 0 وحدة بيع ويقع المقر االجتماعي لهذه الوحدة بالمحمدية وتصل مساحة التخزين بها إلى 00 م ² 0 الوحدة التجارية للشرا )باتنة (: دشنت هذه الوحدة في 00 نوفمبر 0 من طرف رئيس المدير العام للمجمع ويهدف إلى ضمان تغطية احتياجات أكثر من 0 والية من واليات الشرق الج ازئري وقد وزعت هذه الوحدة ما يعادل 5045 مليون وحدة مباعة بقيمة دج خالل سنة 5 علما أن هذه الوحدة تتربع على مساحة 44 م ² 8 الوحدة التجارية للغرب )وه ارن (: تم تدشينها سنة 5 من أهم ما حققته توزيع ما يعادل 4454 مليون وحدة مباعة بقيمة مليون دج مخبر البحث والتطوير : تأسس هذا المخبر سنة 04 وبعد تطو ارت مختلفة أخذ شكله النهائي سنة 00 ليصبح مخب ار تاما لألبحاث والتطوير وهو يمثل جها از إست ارتيجيا لربط قنوات االتصال بين المجمع وعالم األبحاث في المجال الصيدالني يطور المركز سنويا من إلى 4 منتجات جالينوسية لتدرج في قائمة المنتجات لمختلف فروع المجمع ويوظف 04 عامال منهم % 4 إطا ارت كما يساعد المركز مصانع اإلنتاج باستم ارر في رقابة النوعية وتغيير سلم المنتجات الجديدة قيد التصنيع يتميز المركز بما يلي : - معرفة عملية عالية في التحكم والرقابة الفيزيوكيميائية وعلم التسمم وصيدلية األدوية - يحوز على قاعدة وثائقية حول األدوية األكثر أهمية على مستوى الت ارب الوطني 000

126 الفصل الثالث : أثر استراتيجيات التكامل العمودي على تنافسية مجمع صيدال كما يقوم المخبر أيضا بتنظيم عدة ملتقيات وندوات وجامعات في مجال التدريب مختلف االختصاصات الطبية والصيدالنية من المجمع يتكون تقديمها كما يلي : فروع ثالث علمية وطنية ودولية كما يتعاون مع المجلس العلمي للمجمع الذي يتكون من يتعاون مع عدة مؤسسات 54 تتمثل في إنتاجية ) Biotic Pharmal Antibiotical ( : فرع أنتيبيوتيكل " Antibiotical " Antibiotical " والية في المتواجد أستاذ في و يمكن " : يتمثل هذا الفرع في مركب المضادات الحيوية الذي أصبح يدعى الج ازئر جنوب كلم بعد 80 على المدية العاصمة ب 950 في وغيرها العمل لصناعة مليون منذ قدرها 5 مساحة على ويتربع دج بينها 9 من هكتار أفريل 988 المضادات إنتاج في ويختص نوع من الحيوية مبنية هكتار البنيسيلينية ولقد ويقدر بدأ أرسماله المركب Penicilliniques باإلضافة ابتداء األدوية منتجات إلى من الحيازة تامة على الصنع المواد ومواد األولية أولية الفعالة كما إلى تم غاية تجهيزه تشكيل بجميع النوع التجهي ازت الالزمة الصيدالني للمنتوج ويتميز المركب بطاقة إنتاجية معتبرة في إنتاج المواد األولية ومهارة عالية في التركيبات الحيوية وخبرة في معتبرة الوحدات التالية : إنتاج المضادات الحيوية وحدة - ونصف األولية الفعالة المادة إنتاج البنيسيلينية ومخابر وغير للتحليل البنيسيلينية تسمح : التخمير سعة تصل حيث التحليل 4 إلى 00 م ويتم بالرقابة فيها بطاقة الكاملة اإلنتاج إنتاج للجودة ويضم بواسطة تبلغ 750 وحدة - البنيسيلينية وحدة الجافة بيع إنتاج في مواد واألخرى السنة التخصصات خاصة على بإنتاج مختلف الصيدالنية األدوية األشكال : غير وتحتوي الصيدالنية على البنيسيلينية كما بنايتين منفصلتين يلي إنتاج طاقة وتبلغ األولى هذه عمليتي من طن إلنتاج الوحدة 60 % 4 الحقن من % ( أق ارص كبسوالت ومسحوق للش ارب % األشربة من ) %0 معقمة ورشات 0 التعليب و المنتوج النهائي ذات : مطبعة - من صنف 00 مليون تفوق 80 قدرة ومخازن علبة مجهزة و 40 حسب مليون الشروط وصفة النظامية سنوية % 00 من احتياجاتها و 30 % Antibiotical من لتخزين حيث الم ارهم المواد تغطي من احتياجات فروع صيدال األخرى البيضاء فرع فارمال من ويتكون : " Pharmal " إنتاجية مصانع ثالث يقدر ومخبر أرسمال لم ارقبة هذا الجودة ب 00 الفرع والنوعية مليون لمنتجات دج مصانع من كما األولية بذلك يتواجد الفرع المركب التخمير المواد األدوية مليون األشكال للوحدة ولوازم مطبعة بالدار وكذلك بعض المؤسسات العمومية والخاصة وقد ألحقت هذه الوحدات بفرع " فارمال " في جويلية 999 بعدما كانت تابعة للمؤسسة الوطنية للتموين بالمواد الصيدالنية سابقا وهي كاآلتي : 00 تقارير التسيير لمجمع صيدال لسنة 6003 محبوب فاطمة مرجع سبق ذكره ص 46

127 الفصل الثالث : أثر استراتيجيات التكامل العمودي على تنافسية مجمع صيدال - مصنع الدار البيضاء : ويعتبر هذا المصنع الكائن بالمنطقة الصناعية بالعاصمة منذ 958 من أقدم المصانع المكونة لفرع " فارمال " وللوحدة دو ار رئيسيا في تنفيذ العديد من عقود الش اركة الموقعة بين المجمع واألط ارف األجنبية إلنتاج األدوية بصيغة " عقود التصنيع " Les Accords de Façonnage و ينتج هذا المصنع أصنافا صيدالنية متنوعة ( أق ارص أشربة كبسوالت م ارهم أمالح محاليل للشرب وغيرها ) وتفوق قدرته اإلنتاجية 40 مليون وحدة بيع لكل األشكال - مصنع قسنطينة : ويتخصص في إنتاج األشكال السائلة من األشربة والمحاليل بقدرة إنتاجية تصل إلى 05 مليون وحدة بيع - مصنع عنابة : ويتخصص في إنتاج األشكال الجافة من أق ارص وكبسوالت بقدرة إنتاجية تتجاوز 07 مليون وحدة بيع - مصنع األنسولين بقسنطينة : ويتخصص بصنع األنسولين لالستعمال البشري وهو مجهز بعتاد صناعي متطور يشغله عدد من العمال المؤهلين و ينتج هذا المصنع ثالثة أصناف من األنسولين هي : األنسولين السريع األنسولين المركب مزيج 5 واألنسولين أساسي/قاعدي على شكل قارو ارت حقن وتصل القدرة اإلنتاجية لهذا المصنع إلى 35 مليون وحدة بيع " : يعتبر فرع " بيوتيك " أحد الفروع الثالثة الناتجة عن إعادة هيكلة 3 فرع بيوتيك " Biotic صيدال وتحويلها إلى مجمع صناعي في فيفري 998 ويقدر أرسمال هذا الفرع ب 50 مليون دج مقره االجتماعي بالمحمدية "الح ارش" ويتكون من ثالثة مصانع لإلنتاج هي : - مصنع الح ارش : يتوفر هذا المصنع الذي دشن في مارس سنة 97 على أربعة ورشات هي : * ورشة األشربة * ورشة المحاليل * ورشة األق ارص والملبسات * ورشة الم ارهم حيث تبلغ طاقة إنتاج هذه الورشات 0 مليون وحدة بيع كما يتوفر أيضا على مخبر لم ارقبة الجودة مكلف بالتحليل الفيزيوكيميائية والتسيير التقني والوثائقي - مصنع جسر قسنطينة : تفوق طاقة إنتاج هذا المصنع 0 مليون وحدة بيع وهو الوحيد على المستوى الوطني المختص في إنتاج المحاليل المكثفة بتكنولوجية حديثة جدا ويتوفر المصنع على خمسة ورشات إنتاج مختصة في صناعة األنواع الجالونيسية وهي : * ورشة التحميالت * ورشة األق ارص والملبسات * ورشة األمبوالت لحول سامية مرجع سبق ذكره ص 3 00

128 الفصل الثالث : أثر استراتيجيات التكامل العمودي على تنافسية مجمع صيدال أكياس شكل على المكثفة المحاليل ورشة * قارو ارت شكل على المكثفة المحاليل ورشة * كما - مكلف الجودة لم ارقبة مخبر على أيضا المصنع يتوفر وخصائص السموم إلى جانب التسيير التقني والوثائقي شرشال مصنع يقع : شرشال مصنع بالمنطقة الصناعية بالتحاليل بالح واد الفيزيوكيميائية بشرشال م و يتكون المصنع من ثالثة ورشات إنتاج هي : و ويتربع الميكروبيولوجية مساحة على * األشربة ورشة األق ارص ورشة والكبسوالت واألكياس * * ورشة المحاليل المكثفة يحتوي المصنع على مخبر لم ارقبة الجودة مكلف بالتحاليل الفيزيوكيميائية والميكروبيولوجية وخصائص السموم الشكل ( 00 ) : الهيكل التنظيمي لمجمع صيدال المديرية العامة مديرية تسيير الحافظة و المالية مديرية الموارد البشرية مديرية االدارة و الوسائل العامة مديرية التنظيم و االنظمة الوحدة التجارية المركزية مراكز البحث و التطوير فروع االنتاج Pharmal Biotic Antibiotical مصنع المدية 0 مصنع الحراش مصنع جسر قسنطينة مصنع شرشال 4 مصنع دار البيضاء مصنع قسنطينة مصنع عنابة le groupe saidal et ses perspectives de : المصدر : من إعداد الطالب اعتمادا على المنشور développement, 8 juin 0 009

129 الفصل الثالث : أثر استراتيجيات التكامل العمودي على تنافسية مجمع صيدال ثالثا نشاط مجمع صيدال : يعتبر مجمع صيدال ارئدا لصناعة الصيدالنية في بالدنا ألنه حقق في نهاية سنة 50 رقم أعمال خارج الرسوم يقدر ب 05 مليار دينار ج ازئري كما أن حجم اإلنتاج بلغ كذلك أكثر من 00 مليون وحدة بيع و في المقابل في منتصف التسعينيات تعرض المجمع لوضعية حرجة على غ ارر المؤسسات العمومية األخرى ولكن الدور الحكومي سواء في تنظيم اإلدارة أو تنظيم األسواق ساعد المجمع في النهوض برقم أعمال جيد و حجم إنتاج ال بأس به من خالل االستحواذ على حصة تتماشى مع حالته الجيدة ويمكن الكشف عن الوضع الجيد الذي تعيشه المؤسسة اآلن من خالل النشاطات التالية : االنتاج : بلغ االنتاج المحقق في 505/05/40 حوالي 00 مليون وحدة بيع بقيمة 05 مليار دينار ج ازئري أن الناتج الصافي للمجمع ت ارجع إلى 005 مليار دينار أي بانخفاض بنحو 4 مع األرباح المحققة سنة 5 على ضوء انهيار العائدات الصافية ألكبر فروع المجمع بيوتيك إلى 404 مليون دينار عام 50 أي بانخفاض نسبته 44 بالمقارنة مع حصيلة 5 وفي المقابل أن ما حدث في سنة 50 سمح لمجمع صيدال بتصنيف ضعف المبيعات لبعض المنتوجات ضمن التهديدات التي يواجهها المجمع في ظل تنامي المنافسة من قبل المخابر الدولية معلنة عن شروع إدارة الشركة العمومية في عملية إعادة النظر وتطهير سلة منتوجاتها المطروحة في السوق والمقدر عددها ب 040 صنف دوائي وفق تقدي ارت عام 50 على صعيد آخر كشف الرئيس المدير العام لمجمع صيدال عن شروع المجمع العمومي عام 50 في تنفيذ مخطط التطوير الممتد إلى غاية 50 بمي ازنية تقدر ب 044 مليار دينار وأن مخطط االستثماري للشركة الذي وافق عليه مجلس مساهمات الدولة رسميا يهدف إلى مضاعفة حجم إنتاج المجم ع خالل األربع سنوات المقبلة ورفع الطاقة اإلنتاجية من 04 مليون إلى 50 مليون وحدة بيع وزيادة حصة المجمع من السوق الج ازئرية إلى 4 من حيث المبيعات ومن 0 إلى 5 من حيث قيمة المبيعات في غضون األربع سنوات المقبلة وأكد الرئيس المدير العام للمجمع أن الد ارسة الخاصة بتطوير هياكل صيدال التي شرع فيها بعد توقيع مكتب سي يت بي سيستام االيطالي العقد التنفيذي سيتم تمويلها بقرض من الصندوق الوطني لالستثمار تدوم 00 شه ار تخص إنجاز 4 وحدات جديدة إلنتاج األدوية تابعة لصيدال أغلبها تقع في الج ازئر العاصمة و شرشال و المدية و عصرنة مواقع صناعية ناشطة حاليا بما يمك ن من تعزيز نشاط بعض المصانع من ضمنها مصنع قسنطينة المتخصص في إنتاج اللقاحات واطالق مخبر للبحث في البيوتكنولوجيا بالش اركة مع مجمع كوبي وانجاز مركز البحث والتطوير 009 تقارير التسيير لمجمع صيدال من سنة 300 إلى غاية سنة 300 رزيقة خرخاش جريدة األحداث الجزائرية موقع االنترنيت : wwwelahdathnet تاريخ المقال : 6046/0/6 على الساعة 4:

130 الفصل الثالث : أثر استراتيجيات التكامل العمودي على تنافسية مجمع صيدال ويغطي إنتاج صيدال 4 من إجمالي الطلب الوطني على الدواء من حيث القيمة من مجموع 04 تشكلها نسبة التغطية لإلنتاج الوطني من األدوية في مقابل 00 من حصة السوق و 40 من إجمالي السوق الوطنية من الدواء الجنيس : ) 7 الجدول ( تطور انتاج صيدال بين سنوات السنة الكمية 3 00 وحدة معدل النمو دج القيمة 3 00 معدل النمو les rapports de gestion : المصدر : من إعداد الطالب باالعتماد على : ) الشكل ( تطور انتاج صيدال بالكميات بين سنوات الكميات * 000 وم الكميات 0*3 وم السنوات المصدر : من اعداد الطالب المبيعات : بلغ حجم المبيعات بتاريخ 50/05/40 أكثر من 0 مليار دينار ج ازئري أي أنه انخفض بالمقارنة بسنة 5 التي شهدت معدل نمو قدر ب 5 و هذا ارجع لق ارر منع استي ارد األدوية المنتجة محليا مما أدى بالمستوردين إلى طرح مخزوناتهم في االسواق للحفاظ على حصتهم السوقية تقارير التسيير لمجمع صيدال من سنة 300 إلى غاية سنة

131 الفصل الثالث : أثر استراتيجيات التكامل العمودي على تنافسية مجمع صيدال : ) 76 الجدول ( تطور مبيعات صيدال خالل الفترة السنة دج القيمة 3 00 معدل النمو les rapports de gestion : المصدر : من إعداد الطالب باالعتماد على : ) 3 الشكل ( تطور مبيعات صيدال خالل الفترة تطور مبيعات صيدال لسنوات دج القيمة * 000 دج القيمة * السنوات المصدر : من أعداد الطالب نالحظ انه قد انخفض في السنوات االخيرة و ذلك نظ ار الرتفاع شدة المنافسة في السوق الج ازئرية من جهة و بعض السلوكيات الناجمة عن هيئة التسيير داخل المجمع التي تسببت في وضعية الكساد من خالل مساهمات المجمع في أرسمال شركة خاصة بعد استحواذه على حصة من أرسمالها مقابل 4 مليون دينار ج ازئري 3 النتائج المالية : يالحظ تحسن النتائج المالية ابتدءا من سنة 5 التي فاقت 4 مليار دينار ج ازئري كنتيجة صافية إلى غاية سنة 5 التي قدرت ب 5 مليار دينار ج ازئري من خالل ارتفاع االنتاج و زيادة النشاط في الفروع لكن في سنة 50 شهد ت ارجع بسبب ظاهرة الكساد التي عرفها فرع تقارير التسيير لمجمع صيدال من سنة 300 إلى غاية سنة